الذهب يحافظ على استقراره مع ترقب الأسواق للمفاوضات الأمريكية-الصينية

استقرار أسعار الذهب وسط تفاؤل قبيل المحادثات التجارية بين أمريكا والصين

شهدت أسعار الذهب اليوم الاثنين حالة من الاستقرار، وسط تصاعد التفاؤل قبيل انطلاق المحادثات التجارية المرتقبة بين الولايات المتحدة والصين في لندن. وتُعد هذه المحادثات محورية في تهدئة التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم، إذ ينظر إليها على أنها عامل حاسم في رسم اتجاه الأسواق العالمية، بما في ذلك أسواق السلع مثل الذهب

تداولات الذهب

وخلال تداولات صباح الأثنين فقد ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة طفيفة بلغت 0.1% ليصل إلى 3313.54 دولارًا للأوقية، في حين تراجعت العقود الآجلة الأمريكية بنسبة 0.4% لتسجل 3333.80 دولارًا

أهم العوامل المؤثرة علي أسعار الذهب

ويُعد الترقب للمفاوضات التجارية المرتقبة في لندن أبرز العوامل المحركة لسعر الذهب اليوم. إذ من المقرر أن يلتقي ثلاثة من كبار مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مع نظرائهم الصينيين لمناقشة النزاعات التجارية التي ألقت بظلالها على الأسواق العالمية, ورغم أنه من غير المتوقع إزالة الرسوم الجمركية بشكل كامل، إلا أن هذه المباحثات قد تفضي إلى تقليصها، مما قد يُخفف من حالة الغموض التي عادةً ما تدفع المستثمرين نحو الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا

كما أظهرت بيانات الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة أداءً أفضل من التوقعات، كما سجل نمو الأجور ارتفاعًا ملحوظًا، فيما بقي معدل البطالة مستقرًا. هذه البيانات دفعت الأسواق إلى تقليص رهاناتها على خفض أسعار الفائدة من مرتين هذا العام إلى مرة واحدة فقط، في أكتوبر، ما قلل من وتيرة ارتفاع أسعار الذهب, عادةً ما يستفيد الذهب من خفض أسعار الفائدة، إذ يقلل ذلك من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ به، كونه لا يدر عائدًا. وتترقب الأسواق صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي يوم الأربعاء، لما لها من تأثير محتمل على توجهات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي

من جهة أخرى، تستمر المخاوف بشأن اتساع عجز الميزانية الأمريكية وما قد يسببه من ضغوط تضخمية إضافية، وهو ما قد يعزز الطلب على الذهب على المدى الطويل باعتباره وسيلة لحفظ القيمة في مواجهة تآكل القوة الشرائية للعملات, تظل أسعار الذهب اليوم خاضعة لتوازن دقيق بين التفاؤل المرتبط بالمفاوضات التجارية الأمريكية–الصينية، وبين الضغوط الاقتصادية الكلية وتوقعات الفائدة، ما يجعلها محط أنظار المستثمرين في الأسواق العالمية