بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية وقرار الفائدة الياباني مع قلق الأسواق

بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية تعتبر من البيانات الاقتصادية المهمّة التي تقدّم دلائل عن الإنفاق الاستهلاكي المؤثّر في النمو الاقتصادي الأمريكي.
ويشكّل الإنفاق الاستهلاكي للمستهلك الأمريكي نحو ثلثي الناتج المحلي الإجمالي، ومبيعات التجزئة جزء مهم من الإنفاق الاستهلاكي.
لذلك، تعتبر بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية ذات أهمية كبيرة في العادة وتؤثّر بالأسواق المالية.
لكن هذه المرّة، سنستقبل البيانات مع امتزاج تأثيرها بتأثير التوتّرات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
على ذلك، لا يجب استبعاد حصول تذبذب واستجابة غير معتادة من الأسواق لبيانات مبيعات التجزئة.
من ناحية أخرى، صدر اليوم قرار بنك اليابان المركزي الذي تم فيه تثبيت أسعار الفائدة عند 0.5%.
لكن، قرر بنك اليابان المركزي خفض حيازته لسندات الحكومة اليابانية بواقع 400 مليار ين ياباني كل ربع سنة.
ومع بداية الربع الثاني 2026، سيبدأ المركزي الياباني بخفض حيازته بـ200 مليار ين كل ربع سنة.
ويعتبر خفض حيازة السندات خطوة متشددة لبنك اليابان المركزي مع فوائد هي الأعلى منذ 2008 رغم تثبيتها.

كيف ستؤثّر بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية بالأسواق؟

في العادة، يكون تأثير بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية مؤثّرة بالأسواق إذا جاءت نتائجها بعيدة عمّا هو متوقّع.
وتعتقد الأسواق المالية بأن البيانات اليوم ستظهر انكماش مبيعات التجزئة بنسبة -0.5% شهر مايو الماضي.
وكانت مبيعات التجزئة قد حققت نمو متواضع شهر أبريل نسبته 0.1%.
وتتوقّع الأسواق أن تظهر القراءة الأساسية التي تستثني المواصلات، نموّاً نسبته 0.2% شهر مايو مقارنة بـ0.1% شهر أبريل 2025.
لذلك، إذا جاءت البيانات قريبة من التوقعات أو متباينة، فقد نرى حالة من التذبذب في الذهب والأسهم وحركة الدولار.
أما إذا كانت النتائج أعلى مما هو متوقّع بالأسواق، فقد يرتفع الدولار وتتراجع أسعار الذهب وربما تصعد الأسهم قليلاً.
فيما بيانات أقل من التوقعات قد تسبب تراجعاً بالدولار وارتفاعاً بأسعار الذهب، وربما تتذبذب أسعار الأسهم.
لكن كما أشرنا، بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية سيختلط تأثيرها بالتوتّرات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
لذلك لا يجب استبعاد تذبذب وربما استجابة غير متوافقة مع نتائج البيانات عند صدورها.

ترقّب الفيدرالي ومستجدات الرئيس الأمريكي

تترقّب الأسواق اليوم صدور بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية لكن ستركّز الأسواق أكثر على أي مستجدات من الرئيس الأمريكي.
ترك الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” اجتماعاته مع دول مجموعة السبع وتوجّه للولايات المتحدّة لعقد اجتماعات محليّة.
وتعتقد الأسواق بأن الاجتماعات سيكون مضمونها التوتّرات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وبين روسيا وأوكرانيا.
وستتنظر الأسواق أي إعلان أو إيضاح من البيت الأبيض فيما إذا كانت ستشارك الولايات المتحدّة في الضربات العسكرية.
لذلك، من المحتمل أن نرى تذبذباً ملموساً بالأسواق المالية في حال صدور أية مستجدات.

الفيدرالي الأمريكي

يوم غدٍ، ستكون الأسواق مع قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المتوقّع بشدّة أن يثبّت الفائدة في نطاق 4.25% -4.50%.
وبحسب مجموعة CME (المصدر)، المتداولون شبه متأكدّون بأن الفيدرالي سيثبّت الفائدة يوم غد، ولن يقوم بخفض الفائدة إلا شهر سبتمبر المقبل 2025.
لذلك، قد يكون اجتماع الفيدرالي يوم غدٍ ليس مهمّاً من ناحية قرار الفائدة، بل مهم بالنسبة لتوقعات وتصريحات الفيدرالي المستقبلية.
من هنا، الأسواق بدأت منذ اليوم بترقّب القرار، وسيتابعون أي تلميحات عن تأثير التوترات الجيوسياسية العالمية على الاقتصاد الأمريكي.

ربما يهمّك أيضاً:

التحليل اليومي للأسواق المالية العالمية 17-06-2025
تراجع أسعار النفط الخام على الرغم من اشتعال واستمرار الصراع
تراجع الذهب مع استمرار التركيز على تطورات الصراع