النفط يسجل مكاسب مع هبوط المخزونات في الولايات المتحدة وتصاعد المخاوف بشأن الإمدادات

أرتفاع أسعار النفط الخام لرابع جلسة علي التوالي

ارتفعت أسعار النفط الخام بقوة خلال تعاملات الأربعاء، لتسجل أعلى مستوياتها في أربعة جلسات متتالية، مدعومة بتزايد التفاؤل حيال تعافي الطلب النفطي وتنامي التوقعات بتراجع الإمدادات العالمية

تداولات النفط الخام

وخلال تداولات صباح الأربعاء فقد ارتفعت عقود خام برنت الآجلة تسليم نوفمبر بنسبة 1.02% لتسجل 68.32 دولار للبرميل، كما صعدت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم أكتوبر بنسبة 1.01% لتغلق عند 64.05 دولار للبرميل

العوامل المؤثرة في السوق

و في هذا السياق، أعلنت شركة شيفرون، ثاني أكبر منتج للنفط في الولايات المتحدة، عن خفض صادراتها من فنزويلا نتيجة مشكلات متعلقة بتصاريح أميركية، في حين استمر تعثر استئناف صادرات النفط من إقليم كردستان العراق. وقد ساهم هذان العاملان في تعزيز المخاوف من انكماش المعروض، الأمر الذي انعكس إيجابًا على الأسعار,

وتوقفت صادرات كردستان منذ مارس 2023، وكان من المقرر أن تعود بمعدل 230 ألف برميل يوميًا عبر خط الأنابيب إلى تركيا، غير أن المنتجين الرئيسيين اشترطوا الحصول على ضمانات لتسوية الديون قبل استئناف التدفقات

ويبدو ان السوق كانت تتوقع فائضاً في المعروض وتراكم المخزونات عالمياً في الربع الأخير من العام، لكن التركيز عاد مؤخراً إلى أوروبا الشرقية وإمكانية فرض عقوبات جديدة على روسيا, كما ان أن تعثر استئناف صادرات النفط الكردية، إلى جانب خفض شركة شيفرون لصادراتها النفطية من فنزويلا بسبب مشكلات تتعلق بتصاريح أميركية، زاد من النزعة الصعودية قصيرة الأجل في السوق

اما على الصعيد الجيوسياسي، أثارت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب اهتمام الأسواق بعدما أكد اعتقاده بأن أوكرانيا قادرة على استعادة جميع أراضيها من روسيا، وهو ما عُد تحولًا بارزًا في الموقف الأميركي الداعم لكييف. من جانبه، وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذه التصريحات بأنها “إشارة إيجابية للغاية”، معتبراً أنها تعكس التزام واشنطن بمواصلة دعم بلاده حتى نهاية الحرب, وفي سياق آخر، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الثلاثاء إنه يعتقد أن أوكرانيا قادرة على استعادة كل الأراضي التي سيطرت عليها روسيا، في تحول مفاجئ بالخطاب لصالح كييف. وكانت إدارة ترامب قد حثت دول الاتحاد الأوروبي في وقت سابق من الشهر على تسريع التخلص من النفط والغاز الروسيين

وتواجه روسيا نقصاً في بعض أنواع الوقود، وفقاً لتجار وموزعين، مع تراجع تشغيل المصافي بسبب هجمات الطائرات المسيرة الأوكرانية، بعدما كثفت كييف ضرباتها على البنية التحتية للطاقة بهدف تقليص عائدات موسكو من الصادرات.

أما على جانب البيانات، فقد كشف معهد البترول الأميركي عن انخفاض مخزونات النفط الخام والبنزين في الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي، مقابل ارتفاع في مخزونات نواتج التقطير. وتترقب الأسواق صدور الأرقام الرسمية من إدارة معلومات الطاقة الأميركية لاحقًا اليوم، وسط توقعات بزيادة محتملة في مخزونات الخام والبنزين، يقابلها تراجع في مخزونات نواتج التقطير, وعلى صعيد أوسع، يستعد سوق النفط العالمي لفائض في المعروض وتراجع في الطلب. إذ قالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري الأخير إن إمدادات النفط العالمية ستنمو بوتيرة أسرع هذا العام، وإن الفائض قد يتسع بحلول 2026