أسعار الذهب ترتفع إلى مستوى غير مسبوق للمرة الأولى متخطية 4,200 دولار للأونصة

أسعار الذهب تخترق حاجز 4200 دولار بتعاملات صباح الأربعاء

واصل سعر الذهب اليوم ارتفاعه القوي اليوم الأربعاء ليسجل مستوى تاريخياً جديداً فوق 4200 دولار للأوقية، وسط تزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال الفترة المقبلة، إلى جانب تصاعد المخاطر الجيوسياسية والتوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ما عزز الإقبال على المعدن النفيس كملاذ آمن

تداولات الذهب

وخلال تداولات صباح الأربعاء فقد أرتفع سعر الذهب في التعاملات الفورية بنسبة 1.6% ليصل إلى 4209.49 دولاراً للأوقية، بعدما لامس مستوى قياسي جديد عند 4217.95 دولاراً في وقت سابق من الجلسة, كما صعدت العقود الآجلة الأمريكية لشهر ديسمبر بنسبة 1.5% إلى 4227.60 دولاراً. وبهذا، يكون الذهب قد سجل مكاسب بنحو 60% منذ بداية عام 2025، مدفوعاً بمزيج من العوامل الاقتصادية والسياسية التي زادت من جاذبيته الاستثمارية

أهم العوامل المؤثرة علي أسعار الذهب

هذا ويستفيد الذهب حالياً من تزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية بعد تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، الذي أشار إلى أن الاقتصاد الأمريكي “أصبح في وضع أقوى”، لكنه أكد أن سوق العمل لا تزال ضعيفة، ما عزز رهانات المستثمرين على خفض الفائدة في الاجتماعين القادمين في أكتوبر وديسمبر

ووفقاً لبيانات الأسواق، فإن المتعاملين يسعرون الآن احتمالاً بنسبة 96% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر، واحتمالاً بنسبة 93% لخفض آخر في ديسمبر,وفي الوقت ذاته، تراجع مؤشر الدولار الأمريكي أمام سلة من العملات الرئيسية بعد تصريحات باول، مما جعل الذهب – المقوم بالدولار – أكثر جاذبية لحائزي العملات الأخرى

أيضاً فقد ساهمت التوترات بين الولايات المتحدة والصين في دعم سعر الذهب اليوم، بعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن واشنطن تدرس إنهاء بعض العلاقات التجارية مع بكين، وذلك عقب فرض الجانبين رسوماً متبادلة على الموانئ في اليوم السابق, كما يراقب المستثمرون بقلق استمرار إغلاق الحكومة الأمريكية وما قد يترتب عليه من تأثيرات على الاقتصاد والأسواق المالية، إلى جانب الاضطرابات السياسية في فرنسا واليابان

كما شهد العام الحالي زيادة كبيرة في مشتريات البنوك المركزية من الذهب ضمن جهودها لتنويع الاحتياطيات وتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي، في ظل اتجاه متنامٍ نحو ما يسمى بـ“إزالة الدولرة

هذا ويرى محللو الأسواق أن موجة الصعود الحالية للذهب ما تزال في بدايتها، إذ تتقاطع عوامل عديدة تدعم استمرار الاتجاه الصاعد، أبرزها خفض الفائدة المرتقب في الولايات المتحدة، ضعف الدولار، التوترات الجيوسياسية، وزيادة مشتريات البنوك المركزية, ومع استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي، يبقى الذهب الملاذ الأكثر أماناً للمستثمرين، مع توقعات بأن يستهدف مستويات تتراوح بين 4500 و5000 دولار للأوقية خلال عام 2026 إذا استمرت الظروف الحالية دون تغير جوهري