أسعار الفائدة ستبقى مرتفعة وبيانات اليوم قد تُحرّك الأسواق المالية
أسعار الفائدة ستبقى مرتفعة لفترة من الزمن، هذا ما أظهره محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الصادر يوم أمس الأربعاء.
وأظهر المحضر أن أعضاء الاحتياطي رحّبوا في انخفاض معدّلات التضخّم عن أعلى مستوياتها منذ 40 عاماً. لكن في نفس الوقت، يرى أعضاء الفيدرالي أن التضخّم ما زال مرتفعاً مقارنة بالهدف المنشود عند 2.0%.
وأفاد محضر الاجتماع أن الفيدرالي سيكون حذراً بما يخص خفض معدّلات الفائدة.
وبالتالي، تغيّرت توقعات الأسواق حيال توقعات الفيدرالي للاجتماعات المقبلة.
بحسب مجموعة CME (المصدر)، يرجّح 93.5% من المتعاملون في الأسواق أن يثبّت الاحتياطي الفيدرالي الفائدة شهر مارس المقبل.
فيما يرجّح أكثر من 71% أن يتم تثبيت الفائدة أيضاً شهر مايو القادم، لتبقى في نطاق بين 5.25%-5.50%.
وتتزايد احتمالات خفض الفائدة شهر يونيو القادم 2024، لكن النسبة لا تتعدّى 72% حالياً.
كما نرى، أصبحت الأسواق تعتقد أن أسعار الفائدة ستبقى مرتفعة لفترة زمنية قد تمتد لعدّة أشهر هذه السنة 2024.
الأسباب التي تجعل الأسواق تعتقد أن أسعار الفائدة ستبقى مرتفعة
أسعار الفائدة ستبقى مرتفعة في أغلب البنوك المركزية الكبرى أيضاً
ليس فقط في الاحتياطي الفيدرالي، بل أيضاً في عديد من البنوك المركزية الكبرى في العالم، يبدو أن أسعار الفائدة ستبقى مرتفعة.
وتتوقّع الأسواق أن يثبّت كل من المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا المركزي وكذلك بنك كندا والاحتياطي الأسترالي والنيوزلندي أسعار الفائدة على الأقل خلال الأشهر الخمس الأولى من هذه السنة.
لذلك، نرى بأن تأثّر أسواق العملات بعد صدور محضر اجتماع الفيدرالي أمس كان محدوداً نسبياً، بل انخفض الدولار.
ويتراجع الدولار الأمريكي على مدى هذا الأسبوع بحوالي 0.4%، فيما يرتفع الجنيه بحوالي 0.4%.
وضمن تصريحات رئيس بنك إنجلترا المركزي، تم الإشارة لاحتمال خفض الفائدة. لكن، الأسواق تعتقد بأن ذلك لن يكون سريعاً.
كما ترى الأسواق المالية أن البنك المركزي الأوروبي قد لا يبدأ بخفض الفائدة قبل صيف هذا العام، وهذا ما أكدّته فعلياً رئيسة البنك المركزي الأوروبي.
على ذلك، استطاع اليورو تحقيق مكاسب أمام الدولار الأمريكي ليرتفع بحوالي 0.6%.
أما الين الياباني، فما زال يتداول في ضعف أمام سلّة من العملات، متداولاً بخسائر تفوق 2.3% على مدى هذا الشهر.
في اليابان، من المرجّح أن تبقى أسعار الفائدة منخفضة جداً، في وقت قد نرى أسعار الفائدة ستبقى مرتفعة في بنوك أخرى.
بيانات اقتصادية هامة جداً اليوم
رغم الحديث القليل نسبياً حول بيانات مؤشرات مديري المشتريات التي تصدر من الدول، إلا أن هذه البيانات تعتبر من البيانات الاقتصادية الغاية في الأهمية، إذ أنها تصدر لتدل على النشاطات الاقتصادية لنفس الشهر الذي تصدر به.
واليوم، سنكون مع مؤشرات مديري المشتريات من منطقة اليورو وبريطانيا وكذلك الولايات المتحدّة الأمريكية.
وتشير توقعات الأسواق لاحتمال أن تظهر بيانات اليوم انكماش قطاع الصناعات التحويلية والخدمات في أوروبا.
وعندما صدرت بيانات فرنسا بأفضل من المتوقّع هذا اليوم، لتظهر ارتفاع فاق التوقعات في مؤشر قطاع الصناعات التحويلية من 43.1 إلى 46.8، مقارنة بتوقعات عند 43.5 نقاط، وأيضاً ارتفاع فاق التوقعات في مؤشر قطاع الخدمات من 45.4 إلى 48.0 نقطة، فيما كانت التوقعات بصدوره عند 45.7، شهدنا ارتفاعاً ملموساً باليورو أمام الدولار، ليظهر بذلك مدى أهمية هذه البيانات الاقتصادية.
من أوروبا، تتوقّع الأسواق ارتفاع مؤشر الصناعات التحويلية في منطقة اليورو من 46.6 إلى 47.0.
لكن، أي قيمة ما دون 50 نقطة تعني انكماشاً اقتصادي.
وبالنسبة لقطاع الخدمات، تعتقد الأسواق أن المؤشر سيظهر ارتفاعاً من 48.4 إلى 48.8، لكن هذا أيضاً يدل على انكماش.
من بريطانيا، تتوقّع الأسواق صدور مؤشر مديري المشتريات لقطاع الصناعات التحويلية عند 47.5 نقطة بارتفاع من 47.0 نقطة.
ولقطاع الخدمات، تتوقّع الأسواق ارتفاع المؤشر من 48.4 إلى 48.8 نقطة.
بيانات أمريكا أيضاً تحت المجهر
الأسواق المالية ترى بأن أسعار الفائدة ستبقى مرتفعة لفترة من الزمن، لكن في نفس الوقت، ستتم مراقبة الأداء الاقتصادي الأمريكي.
كلما كانت البيانات الاقتصادية إيجابية، فقد يكون ذلك مؤّكداً أن الفوائد ستبقى مرتفعة، ربما إلى شهر يونيو على الأقل.
لكن، إذا كانت البيانات أسوأ من توقعات الأسواق، هنا ربما ستعود الأسواق لتوقّع خفضاً بالفائدة قبل نهاية النصف الأوّل 2024.
نترقّب اليوم صدور مؤشر مديري المشتريات لقطاع الصناعات التحويلية الأمريكي وكذلك قطاع الخدمات من الولايات المتحدّة.
وتتوقّع الأسواق انخفاضاً طفيفاً في مؤشر قطاع الصناعات التحويلية من 50.7 إلى 50.5 نقطة.
هذا وتعتقد الأسواق أن مؤشر قطاع الخدمات ربما سينخفض في أميركا من 52.5 إلى 52.4 نقاط.
كما نلاحظ، المؤشرات الأمريكية تظهر توقعات نمو ضعيف في القطاعات.
ونترقّب اليوم بيانات مبيعات المنازل القائمة الأمريكية، المتوقّع لها أن تظهر ارتفاعاً من 3.78 مليون إلى 3.96 مليون.
فوق ذلك، سنكون مع بيانات طلبات البطالة الأمريكية، وتتوقّع الأسواق ارتفاع الطلبات من 212 إلى 217 ألف طلب.
البيانات الاقتصادية الأسوأ من المتوقّع قد تضغط على الدولار الأمريكي، وتدفع الذهب للصعود، وقد تحاول الأسهم الارتفاع.
لكن بيانات أفضل من التوقعات، قد تدعم الدولار وتضغط على الذهب، وربما تدخل أسعار الأسهم في تذبذب.
بشكل عام، من الجيد أن نتابع البيانات الاقتصادية الأمريكية، إذ أنها تعتبر مؤثّرة في الأسواق المالية في حال كانت نتائجها بعيدة عن توقعات الأسواق المالية، فالنتائج البعيدة عن التوقعات، ربما تغيّر توقعات أسعار الفائدة المستقبلية في الفيدرالي.
ربما يهمّك أيضاً:
تراجع أسعار النفط الخام متأثراً باستمرار التوترات الجيوسياسية ومخاوف تضرر الطلب العالمي
تراجع أسعار المعدن الأصفر بدعم من صعود الدولار الأمريكي وتراجع الطلب