أسعار المعدن الأصفر تتراجع وتتخلي عن مكاسبها القوية في الجلسات السابقة بفضل قوة الدولار الأمريكي

تراجع أسعار المعدن الأصفر خلال معاملات أمس الأربعاء

تراجعت أسعار الذهب عالميا بشكل كبير خلال تداولات أمس الأربعاء ولليوم الثاني على التوالي، في ظل تزايد الضغوط البيعية القوية على المعدن الأصفر بفضل قوة الدولار الأمريكي مع تعزز توقعات الأسواق بأن الاحتياطي الفيدرالي لن يتجه إلى خفض الفائدة المرتفعة في القريب العاجل

تداولات الذهب

وعلى صعيد تعاملات أمس فقد انخفضت عقود الذهب الفورية بنسبة 1.24% وسجلت حوالي 2003.34 دولار للأوقية. وفي الوقت ذاته، تراجعت عقود الذهب الاَجلة بنسبة 1.19% لتصل إلى مستوى 2006 دولار للأوقية, وعلى الجانب الاَخر، سجل مؤشر الدولار الأمريكي (الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام نحو 6 عملات رئيسية أخرى)، ارتفاعا بنسبة تقدر بحوالي 0.21% ويتم تداول مؤشر الدولار قرب مستوى 103.57 نقطة، وبذلك يحقق الدولار الأمريكي أطول سلسلة أرباح يومية منذ أغسطس الماضي

أهم العوامل المؤثرة علي حركة أسعار الذهب

واصلت عقود الذهب خسائرها وسط الضغوط الهبوطية التي لاقتها السبائك مع قفز الدولار لأعلى مستوياته في أكثر من شهر، حيث ارتفع مؤشر الدولار بحوالي 0.18% إلى 103.515 نقطة، وهو ما زاد تكلفة حيازة الذهب المسعر بالعملة الأمريكية بالنسبة للمستثمرين حاملي العملات الأخرى، ودفع الذهب لتكبد بعض الخسائر

هذا كما شهدت عوائد سندات الخزانة الأمريكية ارتفاعا اليوم أيضا، حيث زادت جاذبيتها مقابل الذهب الذي لا يدر عائدا، لتحافظ عوائد السندات القياسية لأجل 10 سنوات على تداولها أعلى مستوى 4% عند حوالي 4.026%، بعد التصريحات المتشددة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي كريستوفر والر مساء أمس, وفي حديثه مساء يوم الثلاثاء، حذر محافظ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي كريستوفر والر من أن البنك المركزي للولايات المتحدة قد لا يخفض أسعار الفائدة بتلك الوتيرة القوية التي تتوقعها الاسواق، مشيرا إلى أنه حتى إذا اقترب التضخم من 2%، فيجب ألا يتسرع الاحتياطي الفيدرالي في خفض الفائدة حتى ضمان انخفاضه بشكل مستدام

ولقد انخفضت أسعار الذهب بتداولات اليوم بالتزامن مع زيادة الضغوط البيعية على المعدن الأصفر وقوة الدولار الأمريكي الواضحة بفعل زيادة توقعات الأسواق بأن الاحتياطي الفيدرالي لن يقدم على خفض الفائدة قريبا، وبخاصة بعد البيانات الاقتصادية الأمريكية الإيجابية وعلى رأسها بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية، وبيانات الإنتاج الصناعي، والتي جاءت إيجابية وأفضل من توقعات الأسواق بشكل ملحوظ خلال ديسمبر الماضي

وكذلك، تضررت أسعار الذهب بوضوح بفعل تصريحات عضو الفيدرالي الأمريكي كريستوفر والر، والتي أشارت فيها إلى أنه رغم تطورات توقعات التضخم التي تسمح لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بالبدء في النظر باحتمالات خفض أسعار الفائدة بالاجتماعات المستقبلية؛ إلا أنه لا ينبغي للأسواق أن تتوقع اندفاع البنك المركزي الأمريكي واتخاذ هذا القرار بأي وقت قريب، وهذه التصريحات كان لها تأثير سلبي على المعدن الأصفر وإيجابي لمؤشر الدولار