أسعار النفط تتراجع بشكل طفيف وسط مخاوف بشأن الطلب وترقب لاجتماع الاحتياطي الفيدرالي
تراجعت أسعار النفط يوم الثلاثاء وسط مخاوف متجددة بشأن الطلب نتيجة البيانات الاقتصادية الصادرة عن الصين، في حين ظل المستثمرون حذرين قبيل قرار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي
انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 11 سنتًا ليصل إلى 70.60 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 08:02 بتوقيت غرينتش، بينما تراجعت عقود خام برنت الآجلة بمقدار سنتين لتسجل 73.89 دولارًا للبرميل
وقال توني سيكامور، المحلل في “آي جي ماركت”، إن “الأسعار تعرضت لضغوط بسبب جني الأرباح بعد ارتفاع بنسبة 6% الأسبوع الماضي، إلى جانب مجموعة من البيانات الاقتصادية المخيبة للآمال من الصين أمس”
يوم الاثنين، انخفضت الأسعار من أعلى مستوياتها في أسابيع بسبب ضعف غير متوقع في بيانات الإنفاق الاستهلاكي في الصين، رغم الأداء القوي للإنتاج الصناعي، بالإضافة إلى دخول المستثمرين في حالة ترقب قبيل اجتماع الفيدرالي
يبدأ الاحتياطي الفيدرالي اجتماعه الأخير للسياسة النقدية هذا العام يومي الثلاثاء والأربعاء، حيث من المتوقع على نطاق واسع أن يخفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية
وسيوفر الاجتماع أيضًا رؤية حول مدى استمرار خفض الفائدة خلال عامي 2025 و2026، وما إذا كان البنك المركزي سيقلل من وتيرة التيسير النقدي تحسبًا لتزايد التضخم مع إدارة ترامب الجديدة
وقال المحلل آنه فام من “إل إس إي جي”: “خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس قد تم تسعيره بالفعل في السوق، لذا أي مفاجآت من اجتماع الفيدرالي قد تحرك السوق.”
خفض الفائدة يعزز النمو الاقتصادي ويزيد الطلب على النفط
لكن توقعات النفط للعام المقبل تبدو غامضة مع ارتفاع الإمدادات من الدول غير الأعضاء في أوبك+ مثل الولايات المتحدة والبرازيل، وتباطؤ الطلب، خاصة في الصين
وأشارت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري الأسبوع الماضي إلى أنه حتى مع استمرار خفض إنتاج مجموعة أوبك+، من المتوقع وجود فائض في الإمدادات بمقدار 950 ألف برميل يوميًا العام المقبل، أي ما يعادل حوالي 1% من إجمالي الإمدادات العالمية.
وفي سياق آخر، أعلنت المفوضية الأوروبية يوم الاثنين عن الحزمة الخامسة عشرة من العقوبات على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا، وشملت تدابير أكثر صرامة ضد كيانات صينية وسفن ضمن ما يُعرف بأسطول الظل الروسي، وهي سفن غير خاضعة للتنظيم أو التأمين من قبل الجهات الغربية التقليدية
وتعتزم مجموعة من الدول الغربية التحقق من وثائق التأمين لأسطول الظل الروسي في عدة مواقع منها القناة الإنجليزية، مضيق الدنمارك، وخليج فنلندا
ومع ذلك، أشار فام من “إل إس إي جي” إلى أن العقوبات الجديدة من الاتحاد الأوروبي من غير المرجح أن تسبب تعطيلًا فعليًا للتدفقات النفطية، لأن معظم الشحنات الحالية لا تعتمد على الخدمات الغربية وبالتالي لن تتأثر