أسعار النفط ترتفع وسط إجراءات أمريكية ضد ناقلات فنزويلية وانتظار نتائج المحادثات بين روسيا وأوكرانيا

أسعار النفط ترتفع بشكل محدود مع مخاوف الإمدادات وتصاعد التوترات الجيوسياسية

سجّلت أسعار النفط ارتفاعًا طفيفًا خلال تداولات الأسبوع الماضي، مع تصاعد المخاوف بشأن اضطرابات محتملة في الإمدادات، نتيجة منع الولايات المتحدة ناقلات نفط فنزويلية، في الوقت الذي تترقّب فيه الأسواق أي مستجدات بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا

تداولات النفط الخام

وخلال تداولات الجمعة الماضية فقد ارتفعت عقود خام برنت الآجلة بمقدار 65 سنتًا، أو بنسبة 1.1%، لتغلق عند 60.47 دولارًا للبرميل، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 51 سنتًا، أي 0.9%، ليغلق عند 56.66 دولارًا للبرميل. وبذلك سجّل كلا المعيارين تراجعًا أسبوعيًا بنحو 1% بعد انخفاضهما بحوالي 4% في الأسبوع السابق، ما يعكس استمرار حالة التذبذب وسط تقلبات جيوسياسية وإمدادية

العوامل المؤثرة في السوق

على صعيد الإمدادات، لا تزال العقوبات الأمريكية على ناقلات النفط الفنزويلية تشكل عاملًا ضاغطًا على السوق، حيث يمثل النفط الفنزويلي نحو 1% من الإمدادات العالمية. وأظهرت بيانات تتبع السفن دخول ناقلة خاضعة للعقوبات تحمل نحو 300 ألف برميل من النافثا الروسية إلى المياه الفنزويلية، بينما توقفت أو غيّرت مسار ثلاث ناقلات أخرى. وفي خطوة تصعيدية، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على أفراد من عائلة مادورو ومقرّبين منه، مما يزيد من حالة عدم اليقين بشأن الصادرات الفنزويلية

اما على الصعيد المحلي، انخفض عدد حفارات النفط في حوض برميان — أكبر منطقة لإنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة — بمقدار ثلاث حفارات هذا الأسبوع ليصل إلى 246 حفارًا، وهو أدنى مستوى منذ أغسطس 2021. ويعتبر عدد الحفارات مؤشرًا مبكرًا لمستويات الإنتاج المستقبلية، وقد يشير الانخفاض الأخير إلى احتمال تراجع الإنتاج الأمريكي في الفترة المقبلة، مما قد يضغط على الإمدادات ويعزز التذبذب في الأسعار

و مع مساعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الصراع في أوكرانيا، تبقى الأعباء الرئيسية على أوكرانيا والاتحاد الأوروبي لاتخاذ خطوات ملموسة نحو السلام. فقد قرر قادة الاتحاد الأوروبي اقتراض أموال بقيمة 90 مليار يورو لتمويل الدفاع الأوكراني خلال العامين المقبلين، في محاولة لتجاوز الانقسامات الداخلية، فيما لم يقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أي تنازلات، واتهم الاتحاد الأوروبي بمحاولة الاستحواذ على الأصول الروسية. وفي الوقت ذاته، صعدت أوكرانيا إلى مستوى جديد من الهجمات على شحنات النفط الروسية، مستهدفة ناقلة تابعة لـ«أسطول الظل» الروسي في البحر الأبيض المتوسط باستخدام طائرات مسيّرة

وفي أسواق الطاقة الأخرى، أدى الانخفاض الأخير في عقود البنزين الأميركية الآجلة إلى أدنى مستوى لها منذ أربع سنوات إلى تراجع فروق تكسير البنزين 321 — التي تقيس هوامش أرباح التكرير — إلى أدنى مستوياتها منذ فبراير، مما يعكس ضغوطًا على ربحية المصافي الأمريكية وسط ضعف الطلب المحلي على المنتجات المكررة