أسعار النفط تنخفض مع تزايد القلق من فائض في المعروض

تراجع أسعار النفط الخام بتعاملات أمس الأربعاء

تراجعت أسعار النفط بأكثر من 1% خلال تعاملات الأربعاء، متأثرة بتزايد المخاوف بشأن وفرة الإمدادات العالمية من الخام، رغم مؤشرات إيجابية على قوة الطلب على الوقود في الولايات المتحدة والتي ساعدت في الحد من الخسائر

تداولات النفط الخام

وخلال تداولات أمس الأربعاء فقد اختتم خام برنت تداولاته منخفضًا بمقدار 92 سنتًا أو ما يعادل 1.43% ليغلق عند مستوى 63.52 دولارًا للبرميل، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 96 سنتًا أو بنسبة 1.59% ليستقر عند 59.60 دولارًا للبرميل. جاء هذا الانخفاض بعد صدور بيانات رسمية أظهرت ارتفاعًا غير متوقع في مخزونات النفط الأمريكية خلال الأسبوع الماضي

العوامل المؤثرة في السوق

هذا وأفادت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات الخام ارتفعت بنحو 5.2 ملايين برميل لتصل إلى 421.2 مليون برميل، متجاوزة توقعات المحللين التي أشارت إلى زيادة محدودة قدرها 603 آلاف برميل فقط , ويبدو ان ارتفاع الواردات وضعف نشاط التكرير نتيجة أعمال الصيانة الموسمية ساهما في هذا الارتفاع الملحوظ للمخزونات, في المقابل، أظهرت بيانات قوية على صعيد الطلب على الوقود، إذ تراجعت مخزونات البنزين بمقدار 4.7 ملايين برميل إلى 206 ملايين برميل، وهو انخفاض يفوق بكثير التوقعات البالغة 1.1 مليون برميل فقط، ما يشير إلى استمرار متانة الطلب المحلي في الولايات المتحدة

وفي كندا، تسببت خطة الموازنة الجديدة التي أعلنها رئيس الوزراء مارك كارني في زيادة الضبابية حيال مسار الإمدادات المستقبلية، بعد أن تضمنت مؤشرات على احتمال إلغاء الحد الأقصى لانبعاثات قطاع النفط والغاز، الأمر الذي قد يتيح توسعًا إضافيًا في الإنتاج , كما أن تراجع كندا عن التزاماتها المتعلقة بالانبعاثات قد يفتح الباب أمام زيادة كبيرة في الإنتاج، ما يشكل عامل ضغط إضافي على الأسعار العالمية

وفي المقابل، أعلنت منظمة أوبك وحلفاؤها ضمن تحالف أوبك+ مطلع الأسبوع عن زيادة محدودة في الإنتاج بنحو 137 ألف برميل يوميًا اعتبارًا من ديسمبر المقبل، مع تعليق أي زيادات إضافية خلال الربع الأول من عام 2026، في خطوة تهدف إلى تحقيق توازن بين دعم الأسعار وتلبية احتياجات السوق , كما أظهرت بيانات وكالة رويترز أن إنتاج كازاخستان من النفط الخام – باستثناء المكثفات الغازية – انخفض بنسبة 10% الشهر الماضي إلى 1.69 مليون برميل يوميًا، لكنه لا يزال أعلى من الحصة الإنتاجية المقررة بموجب اتفاق أوبك بلس

وفي تطور جيوسياسي جديد، علّق ميناء توابسي الروسي على البحر الأسود صادرات الوقود وأوقف مصفاته عن العمل بعد تعرض منشآته لهجوم بطائرات مسيرة أوكرانية ما أثار مخاوف مؤقتة بشأن تعطل الإمدادات من المنطقة , وبصورة عامة، تبقى أسعار النفط تحت ضغط من المخاوف المتعلقة بزيادة المعروض، إلى جانب استمرار التقلبات في الأسواق العالمية، رغم استمرار إشارات الطلب القوي على الوقود في الولايات المتحدة، والتي حدّت مؤقتًا من تراجع الأسعار