أسعار النفط تهبط 2% مع تزايد القلق حول فائض الإمدادات وسط توقعات اتفاق سلام أوكرانيا

النفط يتراجع بقوة وسط مخاوف فائض المعروض وترقب تطورات السلام في أوكرانيا

تراجعت أسعار النفط بأكثر من 2% عند التسوية يوم الجمعة، مع إعادة المستثمرين تقييم احتمالات اقتراب حدوث فائض عالمي في الإمدادات، إلى جانب ترقبهم لمسار المحادثات السياسية المتعلقة بالحرب في أوكرانيا، قبيل لقاء مرتقب هذا الأسبوع بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الأميركي دونالد ترامب

تداولات النفط الخام

وخلال تداولات الجمعة الماضية فقد هبطت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 1.60 دولار، أو بنسبة 2.57%، لتغلق عند 60.64 دولارًا للبرميل، فيما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 1.61 دولار، أو 2.76%، ليستقر عند 56.74 دولارًا للبرميل

العوامل المؤثرة في السوق

فائض المعروض يهيمن على نظرة السوق

وقال محللو شركة «إيجيس هيدجينغ» في مذكرة يوم الجمعة إن العلاوات الجيوسياسية وفّرت دعمًا مؤقتًا للأسعار، لكنها لم تُحدث تغييرًا جوهريًا في الصورة الأساسية للسوق، التي لا تزال تميل إلى فائض المعروض, وفي هذا السياق، توقعت وكالة الطاقة الدولية، في تقريرها الصادر لشهر ديسمبر، أن يتجاوز المعروض العالمي من النفط الطلب بنحو 3.84 ملايين برميل يوميًا خلال العام المقبل

الأسواق تترقب مسار السلام بين روسيا وأوكرانيا

تركز أنظار المستثمرين على التطورات السياسية المرتبطة بالحرب الروسية–الأوكرانية، في ظل مخاوف من أن يؤدي أي اتفاق سلام محتمل إلى تخفيف أو رفع العقوبات المفروضة على صادرات النفط الروسية، ما قد يزيد من المعروض العالمي, ومن المقرر أن يبحث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب القضايا الإقليمية الشائكة خلال اجتماع مرتقب في ولاية فلوريدا، مع اقتراب التوصل إلى إطار سلام واتفاق للضمانات الأمنية, وأشار زيلينسكي إلى أن عددًا من الملفات قد يُحسم قبل نهاية العام، كما ألمح إلى استعداده للدعوة إلى استفتاء داخلي حول إطار السلام في حال وافقت روسيا على وقف إطلاق النار

تصريحات موسكو وتقييم الأثر على الأسعار

و في موسكو، أعلن الكرملين أن أحد مستشاري الرئيس فلاديمير بوتين للشؤون الخارجية أجرى محادثات مع مسؤولين في الإدارة الأميركية عقب تلقي مقترحات تتعلق بإمكانية التوصل إلى اتفاق سلام بشأن أوكرانيا, وعلّق دينيس كيسلر، النائب الأول لرئيس قسم التداول في «بي أو كيه فاينانشال»، بأن العوامل السلبية لا تزال متمثلة في ارتفاع مستويات تخزين النفط عالميًا، إلى جانب التقدم المحدود في محادثات السلام

النفط الفنزويلي وتأثير محدود على السوق

وفي سياق منفصل، وجّه البيت الأبيض قواته بالتركيز على عزل صادرات النفط الفنزويلي لمدة لا تقل عن شهرين، في إطار ممارسة ضغوط اقتصادية على كاراكاس, ويرى كيسلر أن الإجراءات الأميركية لاعتراض ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات لا يزال تأثيرها العالمي على أسعار النفط محدودًا في الوقت الراهن، وهو ما يتماشى مع تقديرات محللي «إيجيس هيدجينغ» الذين أكدوا أن تركيز السوق لا يزال منصبًا بالدرجة الأولى على تنامي فائض المعروض العالمي