إصرار دونالد ترامب على الرسوم الجمركية يضرب الأسواق المالية

إصرار دونالد ترامب على الرسوم الجمركية دفع أسواق الأسهم لموجة بيع قوية بداية الأسبوع، بما وصفه البعض بإثنين أسود جديد.
وقال الرئيس الأمريكي بأنه لم يستهدف عن قصد تأجيج موجة بيع حادة في أسواق الأسهم.
لكن في نفس الوقت، لم يظهر على دونالد ترامب أي استعداد للتراجع عن الرسوم الجمركية، مما زاد القلق بالأسواق المالية.
وكان الرئيس الأمريكي قد أشار لأهمية حل مشكلة العجز التجاري الأمريكي على حد قوله، لا سيما مع الصين.
وقال بأنه لن يبرم أي اتفاق ما لم يؤدّي الاتفاق لخفض العجز التجاري مع الصين، قائلاً بأنّه “يريد حلّاً لهذا”.
ودخلت الرسوم الجمركية الشاملة التي قيمتها 10% حيّز التنفيذ ابتداءً من يوم أمس السبت، وشملت رسوم 34% على الصين.
وهبطت المؤشرات الآسيوية في أكبر انخفاض شبه جماعي لها منذ 16 عاماً، وشهدت العديد من المؤشرات أسوأ أداء منذ الأزمة المالية العالمية 2008.
وأغلق نيكاي الياباني بتراجع يومي 7.83%$ ممداً خسائره لهذه السنة إلى 20.16%.

موجة الهلع تمتد لأوروبا والعالم

فيما رأت الأسواق إصرار دونالد ترامب على الرسوم الجمركية بل وهدد بالمزيد على بعض القطاعات، امتد الخوف لأوروبا.
وقال دونالد ترامب بأنه تم فرض رسوم جمركية على أوروبا، ورغم محاولاتهم دخول مفاوضات، إلا أنّه قال بأنه لن يكون هنالك أي حديث ما لم تدفع أوروبا مالاً كثيراً بشكل سنوي، عن الحاضر أولاً وعن الماضي ثانياً!
وأكّد بأنه لا يريد فقط تكافؤ بالتجارة، بل يريد تعويضات أيضاً من دول الاتحاد الأوروبي.
وهبطت مؤشرات الأسهم الرئيسية في أوروبا أكثر من 4%، ليشمل ذلك داكس الألماني وكاك الفرنسي.
بل وتراجع مؤشر ستوكس إكس (Stoxx 600) الأوروبي بنسبة فاقت الـ5%.

إصرار دونالد ترامب على الرسوم الجمركية قد يحرّك البنوك المركزية

مع إصرار دونالد ترامب على الرسوم الجمركية التي أعلن عنها سابقاً، أصبحت الأسواق لا تستبعد تدخّلاً من البنوك المركزية.
هبوط مؤشرات الأسهم بمقدار كبير، أفقد الكثير منها كل مكاسب العام، بل أدخل العديد أيضاً في مناطق السالب.
وتعود الأسواق لذكريات الأزمة المالية 2008، عندما قام الفيدرالي بخفض الفائدة بين شهري سبتمبر وأكتوبر لتحفيز الأسواق وحماية الاقتصاد.
وبحسب مجموعة CME (المصدر)، أصبحت الأسواق لا تستبعد خفض الفائدة الشهر المقبل مايو 2025.
كما أن الأسواق الآن متأكّدة بأن الفيدرالي سيجري خفضاً بالفائدة، واحد على الأقل، قبل نهاية النصف الأول من هذه السنة.

بيانات اقتصادية هذا الأسبوع، لكن هل ستؤثّر بالأسواق؟

تترقّب الأسواق المالية هذا الأسبوع عدداً من البيانات الاقتصادية.
لكن، يبدو بأن تأثير البيانات الاقتصادية ينخفض مقارنة بتأثير مستجدات حرب التجارة.
لذلك، قد نلاحظ بأن استجابة الأسواق للبيانات الاقتصادية غير مألوف لأن التأثير سيمتزج على الأرجح بمخاوف حرب التجارة.
كما يجب مراقبة أي قرارات مفاجئة للبنوك المركزية في العالم، التي لا تستبعد الأسواق وقوفها أمام المخاطر الاقتصادية.
لكن بالنسبة للبيانات الاقتصادية المجدولة، فستترقّب الأسواق من أميركا محضر اجتماع الفيدرالي يوم الأربعاء.
أما يوم الخميس، سنكون مع بيانات التضخّم بحسب مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي، المتوقّع انخفاضه من 2.8% إلى 2.6%.
والجمعة ستصدر قراءة مؤشر أسعار المنتجين المتوقّع أن تظهر ارتفاعاً من القيمة الصفرية 0.0% إلى 0.2%.

بيانات ومستجدات أخرى على الأجندة الاقتصادية

فيما تقلق الأسواق من إصرار دونالد ترامب على الرسوم الجمركية، ستترقّب أيضاً قرار الاحتياطي النيوزلندي الأربعاء.
وتعتقد الأسواق بأن الاحتياطي النيوزلندي سيقوم بخفض الفائدة في نيوزلندا 25 نقطة أساس، من 3.75% إلى 3.50%.
وترى الأسواق بأن الاحتياطي سيقوم بهذه الخطوة لتحفيز الاقتصاد احترازياً من تأثير الرسوم الجمركية.
ويوم الخميس، إلى جانب بيانات أميركا، سنكون مع بيانات التضخّم بحسب مؤشر أسعار المستهلكين من الصين.
وتعتقد الأسواق بأن البيانات ستظهر ارتفاع التضخّم من -0.7% إلى +0.1%.
ويوم الجمعة، ستصدر بيانات الناتج المحلي الإجمالي الشهري وميزان التجارة من بريطانيا.

ربما يهمّك أيضاً:

أسعار النفط تواصل انخفاضاتها الحادة بعد إعلان الصين فرض رسوم جمركية على السلع الأمريكية
الذهب يتراجع قليلاً من مستوياته القياسية