إنخفاض أسعار المعدن الأصفر بدعم من صعود الدولار وغموض الموقف السياسي الأمريكي

هبوط أسعار الذهب خلال معاملات أمس الأثنين

انخفضت أسعار معدن الذهب خلال أولى تعاملات الأسبوع، وللجلسة الثانية على التوالي، نتيجة لارتفاع الدولار الأمريكي جنبا إلى جنب مع ضعف الطلب الصيني على الذهب ويأتي ذلك مع ترقب الأسواق العالمية تصريحات محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول بوقت لاحق من اليوم

تداولات الذهب

وعلي صعيد تعاملات أمس فقد تراجعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.17% إلى 2407 دولار للأوقية, فيما انخفض الذهب في العقود الأميركية الآجلة بنسبة 0.38% إلى 2411 دولاراً, وعلى الجانب الآخر، يرتفع مؤشر الدولار بحوالي 0.11% إلى 103.902 نقطة

صعود الدولار الأمريكي والغموض السياسي الأمريكي

ويمكن ملاحظة أن ارتفاع الدولار قد تسبب في انخفاض الطلب على السلع المقومة به بما في ذلك المعدن الأصفر، وفي ظل طبيعة العلاقة العكسية بين الطرفين؛ انخفضت أسعار الذهب بشكل واضح خلال التعاملات. كما ارتفع الطلب على الدولار باعتباره أحد أشهر الملاذات الآمنة، بعد تفاقم الغموض السياسي في الولايات المتحدة في أعقاب محاولة اغتيال المرشح الرئاسي عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب, وإلى جانب ذلك، ضغط ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية طويلة الأجل على تحركات معدن الذهب بالتداولات، حيث بدا شراء السندات فرصة استثمارية أفضل للمتداولين مقارنة باقتناء الذهب الذي لا يدر عائد, وبالنظر لتعاملات اليوم، يتضح ارتفاع عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بنسبة 0.67% إلى 4.213%، كما ارتفع عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 20 سنة بنحو 0.87% ليسجل 4.540%، وسجل عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 30 سنة ارتفاعا بحوالي0.81 بالمئة إلي4.437بالمئة

وأيضا، ساهم الانتعاش دون المتوقع للاقتصاد الصيني خلال الربع السنوي الثاني من العام في تعزيز الزخم الهبوطي لتحركات الذهب اليوم؛ حيث نما الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 4.7% بينما رجحت التوقعات نمو الاقتصاد بنسبة 5.1%، ما يعكس ضعف الطلب في الصين وانعكاس ذلك على استيراد البلاد من معدن الذهب، حيث تعتبر الصين ثاني أكبر مستورد للمعدن النفيس على مستوى العالم

ويمكن أن يعزى الأداء الضعيف في سعر الذهب إلى انتعاش الدولار الأمريكي على نطاق واسع إلى جانب عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات، وسط استيعاب المستثمرون الحادث المشؤوم الذي وقع يوم السبت للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في بنسلفانيا، حيث تم إطلاق عدة رصاصات ومزقت إحدى هذه الطلقات الجزء العلوي من أذنه اليمنى,وقد أثارت محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق ترامب نوبة جديدة من النفور من المخاطرة في الساعات الآسيوية المبكرة، مما ساعد الدولار على تحقيق عودة متواضعة بعد تراجع الأسبوع الماضي. وجعل الهجوم فوز ترامب أكثر ترجيحا، على الرغم من أنه يشكل مستوى جديدا من عدم اليقين السياسي للأسواق، مما رفع عائدات سندات الخزانة الأمريكية إلى الأعلى على حساب السندات الحكومية