ارتفاع أسعار الخام مع تصاعد رهانات خفض الفائدة في الولايات المتحدة وتراجع التفاؤل بشأن السلام الأوكراني

تعافي أسعار النفط الخام وسط تصاعد الشكوك بشأن احتمال توصل روسيا إلى اتفاق سلام مع أوكرانيا

ارتفعت أسعار النفط يوم الاثنين بنحو 1%، مدعومة بتزايد توقعات الأسواق حول خفض الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لأسعار الفائدة في ديسمبر، إلى جانب تصاعد الشكوك بشأن احتمال التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا قد يعزز صادرات النفط الروسية

تداولات النفط الخام

وخلال تداولات أمس الأثنين فقد سجلت عقود خام برنت ارتفاعاً بمقدار 81 سنتاً، أو بنسبة 1.3%، لتستقر عند 63.37 دولار للبرميل، فيما صعد خام غرب تكساس الوسيط لأميركي 78 سنتاً، أي 1.3%، مغلقاً عند 58.84 دولار للبرميل. ويأتي هذا الصعود بعد أن أغلق الخامان يوم الجمعة الماضي عند أدنى مستوياتهما منذ 21 أكتوبر

العوامل المؤثرة في السوق

هذا و تسعى الولايات المتحدة وأوكرانيا إلى تضييق الفجوات في خطة السلام الرامية لإنهاء الحرب الروسية–الأوكرانية، بعد أن اعتبرت كييف وحلفاؤها الأوروبيون المقترح الأميركي موجهًا لصالح الكرملين, وقال محللون في شركة «ريتر بوش آند أسوشيتس» إن الانخفاض الأخير في الأسعار كان مرتبطاً بإحراز تقدم في المفاوضات، لكنهم أشاروا إلى أن تخفيض المخاطر الجيوسياسية بأكثر من 5% مبالغ فيه، مع احتمال استمرار الحرب، مما قد يعيد المخاطر إلى عقود النفط الآجلة

كما ذكر خورخي مونتيبيك، المدير الإداري في «أونيكس كابيتال»، أن العقوبات الأميركية الأخيرة على شركتي النفط الروسيتين «روس نفط» و«لوك أويل» أوجدت توترات عادةً ما تدعم الأسعار، إلا أن السوق يركز حالياً على مسار محادثات السلام. وأظهرت حسابات «رويترز» أن إيرادات روسيا من النفط والغاز قد تنخفض في نوفمبر بنحو 35% على أساس سنوي لتصل إلى 520 مليار روبل (6.59 مليار دولار) نتيجة انخفاض الأسعار وقوة الروبل

كما قال كريستوفر والر، عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إن البيانات تشير إلى استمرار ضعف سوق العمل الأميركي بما يبرر خفضاً إضافياً بمقدار ربع نقطة مئوية، ما قد يدعم النمو الاقتصادي وزيادة الطلب على النفط. ومع ذلك، لا تزال بيوت الخبرة العالمية منقسمة حول إمكانية خفض الفائدة في ديسمبر بعد الإشارات المتباينة حول بيانات الوظائف والبطالة الأسبوع الماضي, وفي ألمانيا، أظهر مسح تراجعاً غير متوقع في معنويات الأعمال في نوفمبر، مع زيادة تشاؤم الشركات بشأن فرص التعافي الاقتصادي. وتوقع «جي بي مورجان» أن يبلغ سعر خام برنت 57 دولاراً للبرميل، وخام غرب تكساس الوسيط 53 دولاراً بحلول 2027، بينما أبقى على توقعاته لعام 2026 عند 58 و54 دولاراً على التوالي

وقد صنّفت الولايات المتحدة رسمياً «كارتيل دي لوس سوليس» الفنزويلي كمنظمة إرهابية أجنبية، ما فرض عقوبات إضافية على فنزويلا العضو في أوبك، وبالتالي قلّص صادراتها ورفع الدعم لأسعار النفط, وفي سياق منفصل، وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب محادثته الهاتفية مع الرئيس الصيني شي جين بينغ بأنها “جيدة للغاية”، وناقشا الحرب في أوكرانيا، وتهريب الفنتانيل، واتفاقاً يتعلق بالمزارعين، ما يعزز التفاؤل حول الطلب على النفط نتيجة التعاون بين أكبر اقتصادين في العالم