ارتفاع أسعار النفط وسط تزايد المخاوف بشأن الإمدادات
صعود أسعار النفط الخام خلال معاملات نهاية الأسبوع الماضي
سجلت أسعار النفط الخام ارتفاعات واضحة خلال تداولات اليوم الجمعة، بدعم من تزايد توقعات أسواق الطاقة حيال تراجع إمدادات النفط العالمية جنبا إلى جنب مع تعافي خلفية الطلب النفطي
تداولات النفط
وأثناء تداولات الجمعة الماضية فقد ارتفعت أسعار عقود خام برنت الفورية بنسبة 0.62% لتصل إلى 85.42 دولار للبرميل، وفي نفس الوقت، سجلت أسعار عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي ارتفاعا بنحو 0.64% إلى 81.18 دولار للبرميل
أهم العوامل المؤثرة علي أسعار النفط الخام
حظيت أسعار النفط بدعم قوي جراء توقف جميع شركات التكرير الهندية، وهي ثاني أكبر مستورد عالمي للخام، عن نقل إمدادات النفط الروسية من ناقلة النفط العملاقة الخاضعة للعقوبات التابعة لإحدى الشركات الروسية بسبب العقوبات الغربية التي فرضها الغرب بالتعاون مع الولايات المتحدة على روسيا في ضوء الحرب الروسية الأوكرانية، وفقا لتقرير صادر عن وكالة بلومبيرج الإخبارية، الأمر الذي عزز ارتفاعات أسعار النفط الخام بتداولات اليوم
و لا تزال أسعار النفط الخام تحظى بدعم واضح من تفاؤل الأسواق حيال انتهاء السياسة التشديدية الأمريكية، حيث أكد بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خلال التوقعات الاقتصادية الصادرة منذ يومين على توقعاته السابقة في ديسمبر الماضي، بأن يتم خفض أسعار الفائدة على مدار العام الحالي ثلاث مرات، ما يعني أن الفيدرالي الأمريكي لم يأخذ في الاعتبار الارتفاع الأقوى من التوقعات لبيانات التضخم في فبراير ويناير الماضيين, وهذا تزامن مع رفع الفيدرالي الأمريكي توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي خلال الأعوام 2024 و2025 و2026 إلى 2.1% و2.0% و 2.0% على التوالي، بينما أشارت التوقعات السابقة لنمو الاقتصاد بنحو 1.4% خلال 2024 وبنسبة 1.8% في 2025، و1.9% في 2026، ما يشير لتعافي النشاط الاقتصادي بأكبر قوة اقتصادية على مستوى العالم، وما له من انعكاس إيجابي على الطلب الأمريكي على النفط الخام، ما أدى لارتفاع أسعار النفط بتداولات نهاية الأسبوع
هذا وقد قال الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) هيثم الغيص: إنَّ الدعوات التي تنادي بالتخلِّي عن النفط «مغلوطة وغير واقعية»، مؤكدًا أنَّ النفط يُعدُّ -بلا مبالغةٍ- عصب الحياة الحديثة، إذ يشكِّل حوالى 31% من مزيج الطاقة العالمي. وأضاف إنَّه لتأمين الإمدادات اللازمة من النفط يجب ضخ نحو 14 تريليون دولار لاستثمارها في مختلف أنشطة الصناعة النفطية بحلول عام 2045. وتوقع الغيص -في تصريح صحفي- أمس، أنْ يستمر النفط في شغل دور هام وحيوي في أسواق الطاقة العالمية لسنوات وعقود مقبلة، قائلًا إنَّ «الاستغناء عنه ليس بالأمر السهل, وأوضح أنَّ عوامل وفرة النفط وسهولة استخراجه وتكريره ونقله ووجوده بأسعار معقولة بلورت الدور الهام له منذ اكتشافه قبل عدة عقود. وقال «كثرت الأصوات في السنوات الأخيرة التي تنادي بالتخلِّي عن النفط بحجة الحفاظ على البيئة, وأشار إلى أنَّ اختفاء النفط ستكون له تداعيات كارثية مثل فقدان الملايين لوظائفهم، وكبح جماح الإنتاج الصناعي في العالم والنمو الاقتصادي العالمي، كما سيفاقم من أزمة فقر الطاقة في دول كثيرة حول العالم في وقت يفتقد فيه الملايين لأبسط الاحتياجات الكهربائية مثل الإضاءة