ارتفاع الأسهم والذهب وانزلاق الدولار فيما الأسواق تترقّب بيانات الوظائف
ارتفاع الأسهم والذهب وانزلاق الدولار بعد تصريحات من رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي “جيروم باول” وسط ترقّب لبيانات الوظائف الأمريكية اليوم.
استقر مؤشر الدولار عند أدنى مستوياته بأكثر من سبعة أسابيع دون 103 اليوم الجمعة متوجّها لخسائر بنحو 1٪ هذا الأسبوع.
وتأثّر الدولار الأمريكي بتوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سوف يركز على تخفيضات أسعار الفائدة هذا العام.
وفي شهادته أمام مجلس الشيوخ، قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي إن البنك المركزي ليس بعيدًا عن الحصول على ثقة كافية بأن معدل التضخم يقترب من هدف 2٪ والذي سيبرر بدء دورة خفض الفائدة.
وجاءت هذه التصريحات في أعقاب بيان سابق بأن أسعار الفائدة من المرجح أن تنخفض هذا العام إذا استمر تباطؤ التضخم.
ويتطلع المستثمرون الآن إلى تقرير الوظائف المرتقب لشهر فبراير، والذي سيصدر هذا اليوم الجمعة.
وتتوقّع الأسواق أن يظهر تقرير الوظائف اليوم استقرار معدّل البطالة عند 3.7%.
كما ترى الأسواق احتمالية لأن تظهر البيانات إضافة 198 ألف وظيفة خلال الشهر الماضي فبراير.
وكان الاقتصاد الأمريكي قد أضاف 353 ألف وظيفة شهر يناير بحسب أحدث القراءات التي صدرت.
من ناحية معدّل نمو الدخل، تتوقّع الأسواق تباطؤاً بنمو الدخل شهر فبراير إلى 0.2%، مقارنة بنمو 0.6% لشهر يناير 2024.
هذا وتتوقّع الأسواق بحسب مجموعة CME (المصدر) أن يبدأ الفيدرالي خفض الفائدة شهر يونيو.
وارتفعت احتمالية خفض الفائدة شهر يونيو بحسب المجموعة من حوالي 70% إلى نحو 75% بعد شهادة رئيس الفيدرالي أمس.
والتطورات التي ظهرت على صعيد توقعات أسعار الفائدة، تسببت في ارتفاع الأسهم والذهب وانزلاق الدولار.
الأساسيات التي ساهمت في ارتفاع الأسهم والذهب وانزلاق الدولار
هنالك العديد من الأساسيات التي ساهمت في ارتفاع الأسهم والذهب وانزلاق الدولار.
خلال الفترة الماضية، أظهرت بيانات اقتصادية أن التضخّم في الولايات المتحدّة انخفض إلى 2.8% بحسب مؤشر Core PCE.
وتراجع التضخّم في منطقة اليورو إلى 2.6% بحسب مؤشر أسعار المستهلكين، وخفض البنك المركزي الأوروبي توقعاته للتضخّم.
وفي بيان الفائدة للبنك المركزي الأوروبي، توقّع البنك عودة التضخّم إلى نطاق 2.00% المستهدف العام المقبل 2025.
ورغم تثبيت الفائدة أمس في البنك المركزي الأوروبي عند 4.50%، إلا أن إشارات واضحة عن التوجّه لخفض الفائدة هذه السنة.
كما أن بنك كندا المركزي بعد تثبيته الفائدة، أشار إلى أنه قد يبدأ خفض الفائدة في حال انخفاض التضخّم هذه السنة.
وبالعودة للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، نرى بأن إشارات جيروم باول كانت واضحة حيال التوجّه لخفض الفائدة هذه السنة.
وأشار رئيس الفيدرالي أيضاً إلى أن الاحتياطي قد لا ينتظر وصول التضخّم إلى 2.0%، بل سيبدأ خفض الفائدة عندما يكون الفيدرالي أكثر تأكّداً من اتجاه التضّخّم إلى ذلك المستوى.
وبالتالي، شهدنا ارتفاع الأسهم والذهب في ظل توقعات خفض الفائدة في عدّة بنوك مركزية في العالم.
أما بالنسبة للدولار الأمريكي، فقد تأثّر سلباً بارتفاع شهية المخاطرة، وتراجع أمام سلّة من العملات الرئيسية.
كما أن تقديرات خفض الفائدة الفيدرالية هذه السنة كانت وما زالت عاملاً آخر يضغط على الدولار الأمريكي.
كيف ستؤثّر بيانات اليوم على الأسواق المالية؟
ارتفاع الأسهم والذهب وانزلاق الدولار قد يستمر هذا اليوم في حال كانت البيانات أسوأ من التوقعات.
فبيانات اقتصادية أسوأ من المتوقّع قد تدعّم احتمالات خفض الفائدة الفيدرالية.
فإذا أظهرت قيم البطالة ارتفاعاً فوق 3.7%، أو أظهرت بيانات الوظائف المستحدثة انخفاضاً كبيراً ما دون 198 ألف، وظهر بأن معدّل نمو الدخل ما دون 0.2%، هنا قد نلاحظ استمراراً ملموساً لحالة ارتفاع الأسهم والذهب وانزلاق الدولار.
لكن، في حال كانت القراءات أفضل من التوقعات، أي أن تنخفض البطالة ما دون 3.7%، أو أن تظهر بيانات الوظائف المستحدثة قيماً فوق 198 ألف بكثير، أو متوسط نمو الأجور والدخل بأكثر من 0.2% بشكل ملموس، عندها ربما تتوقّف حالة ارتفاع الأسهم والذهب وانزلاق الدولار، وقد نرى الدولار يرتفع، وربما تتراجع أسعار الذهب وتشهد الأسهم ضغطاً هابطاً.
إلا أن قيماً قريبة من التوقعات، قد تتسبب بحصول تذبذب في الأسواق المالية.
ربما يكون من الجيد أن نعلم بأننا نترقّب مزيداً من البيانات الاقتصادية الهامة الأسبوع المقبل.
وعندما يترقّب المتداولون بيانات اقتصادية هامة، قد لا يكون تأثّر الأسواق مثالياً عند صدور البيانات السابقة لها.
وفي حالتنا الأسبوع المقبل، نترقّب صدور قيم التضخّم الأمريكي بحسب مؤشر أسعار المستهلكين.
كما ستصدر قراءة التضخّم بحسب مؤشر أسعار المستهلكين في الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
إلى جانب ذلك، ستصدر بيانات الوظائف البريطانية والناتج المحلي الإجمالي البريطاني.
ربما يهمّك أيضاً: