ارتفاع متواضع لأسعار النفط في ظل موازنة دقيقة بين القلق من تجاوز المعروض للطلب والعقوبات المتوقعة ضد شركة لوك أويل الروسية

صعود أسعار الخام بتعاملات أمس الخميس

ارتفعت أسعار النفط بشكل طفيف امس الخميس بعد خسائر حادة تجاوزت 4% في الجلسة السابقة، بينما واصل المستثمرون موازنة المخاوف المتعلقة بزيادة الإمدادات العالمية مع تأثير العقوبات الأميركية المرتقبة على شركة “لوك أويل” الروسية

تداولات النفط الخام

وخلال تداولات أمس الخميس فقد صعدت عقود خام برنت الآجلة بنحو 30 سنتًا أو بنسبة 0.5% لتستقر عند 63.01 دولارًا للبرميل، كما ارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 20 سنتًا أو ما يعادل 0.3% إلى 58.69 دولارًا للبرميل، وذلك بعد هبوط بنسبة 4.2% خلال جلسة الأربعاء

العوامل المؤثرة في السوق

ويبدو إن أسعار النفط من المرجح أن تتلقى دعمًا قويًا قرب مستوى 60 دولارًا للبرميل، خاصة في ظل احتمال حدوث اضطراب قصير الأجل في تدفقات الصادرات الروسية بمجرد سريان العقوبات الأكثر صرامة , وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات على “لوك أويل” ضمن جهودها للضغط على موسكو للانخراط في محادثات سلام بشأن أوكرانيا، مع بدء تنفيذ الحظر على التعاملات مع الشركة اعتبارًا من 21 نوفمبر

ومع ذلك، بقيت مكاسب الأسعار محدودة بعد صدور بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية التي أظهرت زيادة أكبر من المتوقع في مخزونات الخام الأميركية، في حين جاءت تراجعات مخزونات البنزين والوقود المقطر أقل من التوقعات خلال الأسبوع الماضي

وارتفعت مخزونات الخام بمقدار 6.4 ملايين برميل لتبلغ 427.6 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 7 نوفمبر، مقارنة بتوقعات المحللين في استطلاع رويترز التي أشارت إلى زيادة قدرها 1.96 مليون برميل فقط. كما أفاد معهد البترول الأميركي في اليوم السابق بأن مخزونات الخام ارتفعت 1.3 مليون برميل خلال الفترة نفسها، بحسب مصادر في السوق

وكانت أسعار النفط قد تعرضت لضغط إضافي يوم الأربعاء بعد إعلان منظمة أوبك أن الإمدادات العالمية ستتجاوز الطلب بشكل طفيف في عام 2026، في تعديل واضح لتوقعاتها السابقة التي رجّحت وجود عجز في المعروض. وقال سركار إن تراجع الأسعار الأخير يرتبط في أغلبه بمراجعة أوبك لتوازن السوق المتوقع للعام 2026، مضيفًا أن التقرير يعكس اعتراف المنظمة باحتمال حدوث فائض في المعروض خلال ذلك العام بعد موقف أكثر تفاؤلًا في السابق , وترى أوبك أن الفائض المتوقع يعود إلى الزيادات الكبيرة في الإنتاج من جانب تحالف “أوبك+” الذي يضم أعضاء المنظمة وحلفاء من بينهم روسيا

وفي تقريرها الشهري، رفعت الوكالة الدولية للطاقة توقعاتها لنمو الإمدادات العالمية خلال العامين الجاري والمقبل، محذّرة من اتساع الفائض بحلول عام 2026. كما توقعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية في تقريرها حول آفاق الطاقة قصيرة الأجل أن يسجل إنتاج الولايات المتحدة من النفط مستويات قياسية جديدة هذا العام، متجاوزًا التقديرات السابقة , وأشارت الإدارة إلى احتمال استمرار ارتفاع المخزونات العالمية حتى عام 2026، مع نمو الإمدادات بوتيرة أسرع من الطلب على الوقود البترولي، وهو ما قد يضيف مزيدًا من الضغوط على الأسعار