اسعار الذهب تحقق مكاسب قوية للجلسة الثالثة علي التوالي مع تعويض الطلب على الملاذ الآمن لقوة الدولار

أرتفاع أسعار الذهب لثالث جلسة علي التوالي

حققت أسعار معدن الذهب صعوداً قويا خلال تداولات أمس الأربعاء، ولليوم الثالث على التوالي، ليسجل المعدن النفيس أعلى مستوياته في 12 جلسة؛ وذلك بعدما أظهرت البيانات الأمريكية الرسمية تسارع نمو مؤشر أسعار المستهلكين في نوفمبر الماضي بما يتماشى مع توقعات الأسواق

تداولات الذهب

وبالتطرق لتداولات أمس الأربعاء فقد قفزت الأسعار الفورية لمعدن الذهب بنحو 0.77% أو بحوالي 20.5 دولار، ليصل إلى 2,714.65 دولار للأوقية، وفي نفس الوقت، حققت أسعار عقود الذهب الآجلة -تسليم شهر فبراير- صعوداً قوياً بنحو 1.46% أو بـ 39.76 دولار، ليتداول قرب المستوى 2,758.16 دولار للأوقية

أهم العوامل المؤثرة علي أسعار الذهب

هذا وقد شهد الذهب مكاسب هذا الأسبوع مدفوعة بتصاعد التوترات الجيوسياسية في مناطق مختلفة. في الشرق الأوسط، أثار الانقلاب في سوريا ضد الحكومة القائمة تساؤلات حول تداعياته الإقليمية، خاصة مع احتمالية تأثيره على نفوذ إيران في المنطقة, و في آسيا، تصاعدت التوترات بين الصين وتايوان، حيث رفعت تايوان حالة التأهب بعد أن نفذت الصين أكبر مناورات بحرية لها منذ عقود، بمشاركة نحو 90 سفينة حربية حول الجزيرة. كما أثرت حالة عدم الاستقرار السياسي في كوريا الجنوبية، وسط اتهامات جنائية للرئيس يون سوك يول، على المناخ العام

وإلى جانب ذلك، كان المشهد الجيوسياسي والتطورات الأخيرة صاحبة تأثير قوي على الطلب على معدن الذهب باعتباره أحد أشهر أصول الملاذ الآمن للمستثمرين؛ حيث أوردت تقارير استخباراتية أمريكية بأن روسيا قد تستخدم صاروخ أوريشنيك التجريبي الجديد في أوكرانيا خلال الأيام المقبلة، ما أثار مخاوف من تغيير قواعد اللعبة في الصراع طويل الأمد بين روسيا وأوكرانيا

وقد استمر الدولار في تسجيل أداء قوي، رغم بيانات مؤشر أسعار المستهلكين المتوافقة مع التوقعات، مما يعزز احتمالية خفض الفائدة الفيدرالية الأسبوع المقبل. وأشار تقرير وزارة العمل إلى ارتفاع التضخم الأساسي بنسبة 3.3٪ خلال العام المنتهي في يوليو, وفي هذا الصدد، تسارع نمو معدل التضخم العام السنوي من 2.6% في أكتوبر إلى 2.7% لشهر نوفمبر، فيما استقر معدل التضخم الأساسي -الذي يستثنى أسعار الطاقة والغذاء- عند نفس المستوى السابق له والبالغ 3.3 بالمئة

وسرعان ما شهدت عقود الذهب الفورية والآجلة ارتفاعاً حاداً عقب صدور البيانات؛ إذ أصبحت الأسواق ترى فرصة بنسبة 96.4% بأن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة باجتماع الأسبوع المقبل, وبالتالي، قد ينعكس خفض الفائدة المقبل سلباً على أداء الدولار الأمريكي وإيجاباً على السلع المقومة بالعملة الخضراء ومن بينها الذهب حيث بدا شراء الذهب فرصة استثمارية أقل تكلفة للمستثمرين حاملي العملات الأجنبية الأخرى خلاف الدولار