الأسواق المالية تتأثّر بمؤشّرات مديري المشتريات
الأسواق المالية تتأثّر اليوم بمؤشرات مديري المشتريات التي ستصدر من منطقة اليورو وبريطانيا والولايات المتحدّة وغيرها من الدول، والتي ستوضّح لنا النمو الاقتصادي العالمي.
وفي العادة، نرى الأسواق المالية تتأثّر بمؤشرات مديري المشتريات إذا جاءت قيمها بعيدة عن التوقعات.
وتعتمد مؤشرات مديري المشتريات قيمة الـ 50 نقطة، للفصل بين النمو والانكماش في القطاعات الاقتصادية.
أي قيمة ما دون 50 نقطة، تعبّر عن انكماش في القطاع، بينما القيم فوق 50 نقطة تعبّر عن نمو.
وصدرت بيانات مؤشر مديري المشتريات لقطاع الصناعات التحويلية وكذلك الخدمات من فرنسا اليوم، وشهدنا الأسواق المالية تتأثّر في هذه البيانات، لينخفض اليورو مباشرة بعد هذه البيانات.
وأظهرت مؤشرات مديري المشتريات لقطاع الصناعات التحويلية استمرار انكماش القطاع للشهر الرابع على التوالي.
وصدرت قيمة مؤشر قطاع الصناعات التحويلية عند 45.5 لشهر يونيو الجاري، بانخفاض من 45.7 نقطة.
كما شهدنا مفاجأة في بيانات قطاع الخدمات الفرنسي، الذي أظهر انكماشاً غير متوقّع بانخفاض المؤشر من 52.5 نقطة إلى 48.0 نقطة.
وفهم المتداولون من البيانات الفرنسيّة أن اقتصاد فرنسا يعاني الآن من التراجع في الأداء بتأثير الظروف الاقتصادية العالمية.
كما تأثّر اقتصاد فرنسا برفع البنك المركزي الأوروبي على مدى الفترة الماضية 400 نقطة إلى 4.00%.
من ألمانيا، صدرت البيانات بأسوأ من المتوقّع، حيث أظهرت انكماشاً في قطاع الصناعات التحويلية وتباطؤ قطاع الخدمات.
أظهر مؤشر مديري المشتريات لقطاع الصناعات التحويلية الألماني انخفاضاً إلى 41.0 نقطة من 43.2 نقطة، وهي أدنى قيمة منذ جائحة كورونا عام 2020، لتظهر تدهوراً كبيراً بالقطاع.
أما مؤشر مديري مشتريات الخدمات، فقد صدر بقيمة 54.1 منخفضاً من 57.2 نقطة.
والانخفاض في قيمة المؤشر إذا كان فوق 50 نقطة يدلّ على تباطؤ القطاع.
مواضيع أخرى ربما تهمّك:
أستقرار أسعار النفط بعد رفع الفائدة البريطانية
تراجع أسعار الذهب لأدني مستوي في 3 أشهر
اليورو يتأثّر في البيانات الاقتصادية
انخفض اليورو مقابل سلّة من العملات بعد صدور البيانات الاقتصادية التي أثبتت انكماش الصناعات التحويلية.
فمن منطقة اليورو، وبعد صدور مؤشرات فرنسا وألمانيا، أثبتت البيانات انكماش الصناعات التحويلية وتباطؤ الخدمات.
وانخفض مؤشر قطاع الصناعات التحويلية من 44.8 إلى 43.6، ليصل أدنى مستوى منذ جائحة كورونا.
كما انخفض مؤشر قطاع الخدمات بأكثر من المتوقّع، لينخفض إلى 52.4 من السابق 55.1 نقطة.
وتراجع اليورو ما دون دولارٍ و9 سنتات أمريكية بعد صدور البيانات مباشرة، حيث تأثّر اليورو ببيانات فرنسا، ثم ألمانيا وانخفض، ثم استقر عند دولارٍ و8 سنتات بعد صدور بيانات منطقة اليورو.
بيانات بريطانيا وأميركا، هل سنرى الأسواق المالية تتأثّر بها؟
كما أشرنا، صدور البيانات بعيداً عن التوقعات قد يكون سبباً لنرى الأسواق المالية تتأثّر بها.
من بريطانيا، تشير التوقعات لاحتمال أن تظهر قراءة مؤشر قطاع الصناعات التحويلية استمرار الانكماش بالقطاع.
وتتوقّع الأسواق أن ينخفض المؤشر من 47.1 إلى 46.9 نقطة، ليظهر استمرار انكماش القطاع للشهر الـ 11 على التوالي.
بالنسبة لقطاع الخدمات، فمن المتوقّع أن ينخفض المؤشر من 55.2 نقطة إلى 54.8 نقطة.
بانتقالنا إلى الولايات المتحدّة، ستصدر بيانات مؤشرات مديري المشتريات أيضاً، والتوقعات تظهر تباطؤ الخدمات وانكماش الصناعات التحويلية.
وقد نرى الأسواق المالية تتأثّر في بيانات أمريكا، إذ أن النمو الاقتصادي في القطاعات قد ينعكس على قرارات الفيدرالي.
وتشير توقعات مجموعة CME إلى أن الفيدرالي سيرفع الفائدة الشهر المقبل ثم سيثبتها بعد ذلك (المصدر).
بالتالي، إذا غيّرت بيانات اليوم من توقعات الفيدرالي، قد نرى تأثّراً ملموساً بالأسواق المالية.
تشير توقعات الأسواق لاحتمال ارتفاع مؤشر الصناعات التحويلية من 48.4 إلى 48.6 نقطة، لكن هذه قيمة انكماشيّة.
كما تشير التوقعات لاحتمال انخفاض نمو قطاع الخدمات، بانخفاض المؤشر من 54.9 إلى 53.9 نقطة.
إذا جاءت البيانات الاقتصادية أسوأ من المتوقّع، فقد نشهد ضغطاً على الدولار، وربما سيحاول الذهب الارتفاع.
بالنسبة لأسواق الأسهم، فقد تتأثّر إيجاباً إذا جاءت البيانات سلبية، لأن ذلك يعني أن احتمالات رفع الفائدة ستنخفض.
لكن، في حال كانت البيانات أفضل من المتوقّع، عندها قد نرى ارتفاع الدولار وهبوط الذهب، وتذبذب الأسهم.