الأسواق تتأهب لاستقبال بيانات الوظائف الأمريكية
الأسواق تتأهب لاستقبال بيانات الوظائف الأمريكية التي ستصدر لاحقاً هذا اليوم الجمعة، وقد تتأثر الأسواق بهذه البيانات الاقتصادية الهامة.
وفي كثير من الأحيان، يرتبط مدى تأثير بيانات الوظائف الأمريكية في الدولار والذهب وكذلك الأسهم بنتائج التقرير.
كلما كانت نتائج تقرير الوظائف بعيدة عن توقعات الأسواق، نلاحظ تأثّراً أكبر للدولار والذهب وأيضاً الأسهم.
لكن، عندما تكون النتائج قريبة من التوقعات، نلاحظ تحرّكاً متذبذباً، إذ أن الأسواق تسعّر بالفعل نتائج التوقعات قبل صدورها.
واليوم، تعتقد الأسواق المالية أن تقرير الوظائف قد يظهر إضافة 212 ألف وظيفة جديدة شهر مارس، مقارنة بـ275 ألف وظيفة في فبراير.
كما سعّرت الأسواق توقعات أن يكون معدّل البطالة قد استقر عند 3.9%، مع ارتفاع في متوسط نمو الأجور إلى 0.3% من 0.1%.
سابقاً هذا الأسبوع، صدرت بيانات مختلطة أظهرت نمو فاق التوقعات في وظائف القطاعات الخاصة، لكن تباطؤ غير متوقّع في قطاع الخدمات الأمريكي بحسب مؤشر ISM. كما صدرت بعض التصريحات المتعارضة نسبياً بين أعضاء الفيدرالي، منها تصريح رئيس الفيدرالي الذي أشار فيه إلى أن بيانات التضخّم الأخيرة لم تغيّر بشكل جوهري التوقعات للتضخّم، فيما أشار عضو الفيدرالي “رافاييل” بأنه يتوقّع ألا يتم خفض الفائدة قبل الربع الرابع من العام الجاري.
لذلك، امتاز هذا الأسبوع بتقلّب ملموس لحركة الدولار الأمريكي أمام العملات، فيما حقق الذهب قمم قياسية.
من ناحية أخرى، تذبذبت أسواق الأسهم الأمريكية متأثّرة في البيانات والمستجدات المتضاربة التي صدرت.
على ذلك، نلاحظ أن هنالك قرابة 35% ممّن يتوقّعون عدم خفض الفائدة شهر يونيو المقبل حزيران (المصدر).
فيما يعتقد نحو 65% أن الفوائد ستكون قد انخفضت مع صدور نتائج قرار الفيدرالي شهر يونيو.
والملاحظ أن التوقعات حيال الشهر المقبل مايو تكاد تكون حاسمة لصالح تثبيت الفائدة، فبيانات اليوم قد تؤثّر على توقعات يونيو.
كيف تؤثّر البيانات الاقتصادية على توقعات الفيدرالي؟
نرى بأن الأسواق تتأهب لاستقبال بيانات الوظائف الأمريكية بفعل حقيقة أن البيانات قد تغيّر توقعات الفيدرالي.
الفيدرالي الأمريكي عازم على خفض معدّلات التضخّم التي استقرّت عند 2.8% بالنسبة لمؤشر نفقات الاستهلاك الجوهري.
لكن بحسب مؤشر أسعار المستهلكين، حصل ارتفاع غير متوقّع في آخر قراءة للتضخّم إلى 3.2% من 3.1%.
وبالنظر إلى أسعار النفط، نجدها وقد ارتفعت الشهر الجاري، في سلسلة مكاسب مستمرّة للشهر الرابع.
وارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط خلال هذه السنة أكثر من 21%.
كما حققت عقود خام برنت ارتفاعاً فاق 18%.
وارتفاع أسعار النفط عامل أساسي في جعل توقعات التضخّم نحو الأعلى.
ليس هذا فقط، بل لاحظنا على مدى هذا الشهر ارتفاعاً بأسعار القمح بحوالي 5.3%، وارتفاع سعر الصويا 2.3%.
هذا وصعدت أسعار الجبنة 2.8% وسعر زيت النخيل حوالي 8.9% والقهوة 5.6% والكاكاو 37% والسكّر 6.7%.
والعديد من السلع الأساسية والغذائية ارتفعت أسعارها إلى جانب ارتفاع أسعار الطاقة، مما يهدد بعودة ارتفاع التضخّم.
وبما أن أسعار السلع ارتفعت على مدى هذا الشهر، لا يجب استبعاد أن نرى ارتفاعاً جديداً في معدّلات التضخّم الأمريكي.
والفيدرالي الأمريكي كان واضحاً بإشاراته أنّه عازم على خفض معدّلات التضخّم.
بالتالي، قد يؤجّل الفيدرالي خفض الفائدة طالما ظهر بأن الاقتصاد الأمريكي قوي ويحتمل المزيد من الوقت بأسعار فائدة مرتفعة.
لذلك، إذا كانت بيانات اليوم إيجابية جداً وأظهرت توظيفاً قوياً وارتفاع في معدّل نمو الدخل بأكثر من المتوقّع، قد يقلل ذلك توقعات خفض الفائدة شهر يونيو.
إلا أن بيانات تظهر ارتفاعاً غير متوقّع بالبطالة ونمو أقل من التوقعات في الوظائف والدخل، قد يزيد احتمال خفض الفائدة.
الفيدرالي الأمريكي قد يلجأ لخفض الفائدة إذا ظهر بأن قطاع التوظيف أصبح أضعف، لكن دون ذلك، قد يبقي على الفائدة مرتفعة خصوصاً مع المتغيّرات الجديدة التي تعطي توقعات بارتفاع جديد في معدّلات التضخّم.
الأسواق تتأهب لاستقبال بيانات الوظائف الأمريكية، كيف ستتأثّر فيها؟
بما أن بيانات اليوم الاقتصادية قد يكون لها تأثير مباشر على توقعات الفيدرالي في حال كانت نتائجها بعيدة عن التوقعات، فقد نرى أيضاً تأثيراً مباشراً للبيانات على الأسواق المالية، ليشمل ذلك حركة الدولار الأمريكي والذهب والفضة وكذلك الأسهم وغيرها من الأصول المتداولة.
إذا جاءت نتيجة البيانات لتظهر ارتفاعاً يفوق التوقعات بالتوظيف وانخفاض البطالة ونمو قوي بالدخل، قد نرى الدولار يرتفع.
وفي هذه الحالة أيضاً، ربما ستتراجع أسعار الذهب، وقد نرى مؤشرات الأسهم تتراجع أيضاً.
الأسهم تتأثّر سلباً في الوقت الراهن في بيانات توظيف قوية لأن الأسهم تتأثّر سلباً بتوقعات بقاء الفائدة مرتفعة.
أما إذا جاءت البيانات بأقل من المتوقّع، أي توظيف أقل من التوقعات وارتفاع البطالة ونمو ضعيف بالدخل، فقد ينخفض الدولار.
وهنا ربما سنلاحظ ارتفاعاً بالذهب أيضاً، ومن المحتمل أن نشهد صعوداً لمؤشرات الأسهم الأمريكية.
وبالنسبة لأسعار الفضّة، فربما ستتحرّك أيضاً بشكل مشابه لحركة أسعار الذهب.
أما الاحتمال الأخير، وهو أن تكون البيانات قريبة من التوقعات، أو متباينة في نتائجها، هنا قد تسود حالة من التذبذب.
ربما يهمّك أيضاً:
أسعار النفط الخام تتراجع اليوم متضررة من سلبية مخزونات النفط الأمريكي
أسعار الذهب تتراجع قليلاً بعد أرباحاً دامت لثماني جلسات متتالية