الأسواق تعيد تقييم مستقبل الفوائد الأمريكية
الأسواق تعيد تقييم مستقبل الفوائد الأمريكية، وأصبحت منقسمة حيال قرار الفائدة شهر سبتمبر المقبل، لكن تتفّق على أن هنالك خفضاً بالفائدة.
الانقسام في الآراء يكمن في مقدار خفض الفائدة. فبحسب مجموعة CME (المصدر)، تعتقد الأسواق أن الفيدرالي سيبدأ الخفض الشهر القادم.
لكن، يعتقد حالياً 54.5% بأن الفيدرالي سيقوم بخفض الفائدة 50 نقطة أساس، فيما يعتقد 45.5% بأن الفيدرالي سيخفّضها 25 نقطة.
من هنا، نلاحظ بأن الأسواق تعيد تقييم الفوائد الأمريكية بعد بيانات الوظائف التي صدرت الأسبوع الماضي.
وأظهرت بيانات الوظائف أن معدّل البطالة ارتفع من 4.1% إلى 4.3%، ليدق بذلك ناقوس خطر الركود.
لكن، جاءت بيانات طلبات البطالة يوم أمس بأفضل مما توقّعت الأسواق، مما زاد الانقسام في الآراء.
وأظهرت بيانات طلبات البطالة انخفاضاً من 250 ألف طلب إلى 233 ألف طلب.
من هنا، نلاحظ تذبذب ملموس في حركة الدولار الأمريكي أمام سلّة من العملات الرئيسية. لكن، تستفيد مؤشرات الأسهم من توقعات الخفض.
كما شهدت أسعار الذهب تذبذباً ملموساً، إلا أن الأسعار استطاعت الاستقرار في مستويات مرتفعة نسبياً فوق 2420 دولار للأونصة.
وقد يتطلّب الأمر مزيداً من البيانات الاقتصادية لتقليل الانقسام في الآراء حيال مستقبل الفائدة.
الأسبوع المقبل، سنكون مع عديد من البيانات الاقتصادية الأمريكية تشمل التضخّم بحسب مؤشر أسعار المستهلكين.
كما ستصدر الأسبوع القادم بيانات أسعار المنتجين وبيانات مبيعات التجزئة.
وكل هذه المتغيّرات قد تجعل الأسواق تعيد تقييم الفوائد الأمريكية مرّة أخرى، لكن يبدو أن خفض الفائدة سيبقى مرجّحاً، وقد يكون التقييم لمقدار خفض الفائدة شهر سبتمبر القادم.
انقسام بين أعضاء الفيدرالي الأمريكي ودونالد ترامب يريد قيادة الفيدرالي
وما يجعل الأسواق تعيد تقييم الفوائد الأمريكية مع كل بيانات اقتصادية تصدر هو أن هنالك تعارضاً بين أعضاء الفيدرالي.
من ناحية، قال عضو الفيدرالي “توماس ريتمشوند” بأن الفيدرالي يجب أن يراقب أسواق الوظائف.
وأشار إلى أن البيانات الأخيرة للوظائف تشير أنه “لا يوجد توظيف” لكن في نفس الوقت “لا يوجد تسريح عن العمل”.
وقال بأن ذلك هو منطلق تقييم أسواق الوظائف، ومالت تصريحاته لأن تكون داعمة لإجراء خفض حذر بالفائدة.
إلا أن عضو الاحتياطي الفيدرالي “أوستان جولسبي” أبدى قلقاً حيال الوظائف.
وقال بأنه من الضروري مراقبة أسواق العمل، ويتساءل عن احتمالية استمرار تدهور الوظائف أم أنها ستصمد الشهر المقبل.
ويمكن فهم تصريحات “جولسبي” بأنه داعم لخفض الفائدة في اجتماع سبتمبر، خصوصاً لو جاءت بيانات الوظائف القادمة سيئة أيضاً.
لكن عارض عضو الفيدرالي “جيفري شميد” كل ذلك، حيث قال بأن خفض الفائدة سيكون مناسب إذا انخفض التضخّم.
لكنّه بدا أكثر تشدداً عندما قال بأن الوضع الحالي في الفيدرالي ليس مقيّد بهذا الشكل الكبير.
ورغم أن تصريحاته لا تنفي احتمالات الخفض، لكّنه بدا أكثر تشدداً من أعضاء آخرين.
وبرزت أيضاً حالة من الترقّب عندما قال الرئيس الأمريكي السابق، والمرشّح الرئاسي عن الحزب الجمهوري “دونالد ترامب”، أن على رؤساء الولايات المتحدّة يجب أن يكون لهم دور في تحديد أسعار الفائدة في الفيدرالي الأمريكي.
ورغم أنّ “دونالد ترامب” يعارض التدخّل في القرارات بشكل مباشر، لكن أشار إلى أنه يجب أن يشارك في الرأي.
فيما الأسواق تعيد تقييم الفوائد الأمريكية، بيانات الصين تدل على ضعف الاقتصاد
صدرت اليوم بيانات اقتصادية من الصين أثبتت ارتفاعاً فاق توقعات الأسواق بالتضخّم بحسب مؤشر أسعار المستهلكين.
وأظهرت البيانات ارتفاع التضخّم من 0.2% إلى 0.5%.
لكن، تعتبر قراءة التضخّم رغم أنها تشير لارتفاع فاق توقعات الأسواق إلى أن الطلب ما يزال ضعيفاً جداً في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
كما أفادت بيانات أسعار المنتجين بأن الأسعار تراجعت بنسبة -0.8% الشهر الماضي، بنسبة مطابقة للشهر الذي سبقه.
وجاءت نتيجة أسعار المنتجين أعلى قليلاً من توقعات الأسواق عند -0.9%، لكّنها ما زالت تثبت 22 شهراً من التراجع.
وتراجع أسعار المنتجين يدل أيضاً على ضعف في الطلب، ويثبت احتمالات ضعف حاد في الاقتصاد الصيني.
وتراجع مؤشر شنغهاي الصيني المركّب اليوم حوالي 0.27%، فيما انتعشت العديد من مؤشرات الأسهم الآسيوية الأخرى.
وأنهى مؤشر نيكاي الياباني 225 جلسة تداول طوكيو في مكاسب نسبتها 0.56%.
ضعف الاقتصاد الصيني يعني بأن المركزي الصيني وحكومة الصين سيستمرّان في تحفيز الاقتصاد، مما قد يفيد الاقتصاد الآسيوي.
ربما يهمّك أيضاً:
صعود أسعار النفط الخام مع نقض مخزونات النفط الأمريكي واستمرار التوترات بالشرق الأوسط
ارتفاع أسعار الذهب مع تخوف وترقب الأسواق من الرد الإيراني علي إسرائيل وتوجه المستثمرين نحو شراء المعدن الأصفر