الأسواق متوتّرة وتترقّب صدور بيانات التضخّم الأمريكي بحسب مؤشر أسعار المستهلكين، المتوقّع أن يظهر انخفاضاً بمعدّل التضخّم في الولايات المتحدّة الامريكية.
وتتوقّع الأسواق المالية أن تُظهر بيانات اليوم انخفاضاً في مؤشر أسعار المستهلكين إلى 3.3% شهر أكتوبر الماضي، من 3.7% لشهر سبتمبر.
فيما ترى الأسواق احتمال أن يُظهر مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي الذي يستثني الغذاء والطاقة، استقرار التضخّم عند 4.1%.
ورغم أن الاحتياطي الفيدرالي يعتمد مؤشر Core PCE عندما يتخّذ قراراته، إلا أن مؤشر المستهلكين يعطي فكرة عن التضخّم أيضاً.
وفيما نرى الأسواق متوتّرة وتترقّب بيانات التضخّم، نجد أن المستثمرين في العالم يعيدون تقييم تأثير التوتّرات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
وشهد مؤشر الدولار تداولات متذبذبة في نطاق 105 نقاط هذا اليوم، بعد أن كان قد ارتفع 0.7% الأسبوع الماضي.
للمزيد حول حقيقة أن الأسواق متوتّرة وتترقّب بيانات التضخّم عبر الفيديو:
لماذا الأسواق متوتّرة وتترقّب بيانات التضخّم؟
رفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الفائدة لإعادة معدّلات التضخّم التي خرجت عن السيطرة خلال 2022 للهدف المحدد 2.0%.
لكن حتى هذه اللحظة، لم تصل معدّلات التضخّم إلى الهدف رغم رفع الفائدة 525 نقطة أساس لنطاق 5.25%-5.50%.
إلا أن التضخّم يظهر بأنه ينخفض بشكل تدريجي، لكن ليس كما يجب. بالتالي، بيانات التضخّم قد تحدد خطوات الفيدرالي.
في آخر تصريحات للاحتياطي الفيدرالي، لم يتم استثناء مزيد من الرفع بالفائدة إذا لزم الأمر.
وبيانات مؤشرات أسعار المستهلكين تعتبر ضمن بيانات التضخّم، لذلك إذا أظهرت عدم الانخفاض، ربما يتزايد احتمال رفع الفائدة.
تتوقّع الأسواق المالية حالياً بحسب مجموعة CME (المصدر) أن يثبّت الفيدرالي الفائدة الاجتماعات المقبلة.
ويبلغ احتمال تثبيتها الشهر المقبل حوالي 85%. لذلك، ما زال هنالك من يعتقد أن الفيدرالي سيرفع الفائدة.
إذا جاءت بيانات اليوم أقل من المتوقّع، سيكون ذلك جزماً بأن الفيدرالي سيثبّت الفائدة الشهر المقبل.
لكن، إذا أظهرت البيانات عدم الانخفاض، فقد نرى الأسواق تعود لتوقّع رفع الفائدة الشهر المقبل أو بداية العام القادم.
كما أن الأسواق تعتقد ألّا خفض بالفائدة قبل بداية النصف الثاني من 2024 بحسب إحصائيات مجموعة CME.
لكن، إذا انخفض التضخّم بشكل يفوق المتوقّع، هنا قد تبدأ الأسواق بتسعير خفض الفائدة قبل بداية النصف الثاني.
هذه الاحتمالات تفسّر سبب أن الأسواق متوتّرة وتترقّب بيانات التضخّم هذا اليوم.
ربما يهمّك:
استقرار أسعار المعدن الأصفر خلال معاملات أمس الأثنين
تراجع أسعار النفط الخام خلال معاملات بداية الأسبوع
كيف نفسّر البيانات الاقتصادية؟
أذا أظهرت البيانات الاقتصادية اليوم انخفاضاً يفوق التوقّعات، فقد تتأكّد الأسواق أن الفيدرالي لن يرفع الفائدة.
بالتالي، قد نرى بأن الدولار يتراجع، وربما يحاول الذهب الصعود وتتوجّه الأسهم لمحاولات الارتفاع أكثر.
أما إذا أظهرت البيانات ارتفاعاً غير متوقّع بالتضخّم، هنا ستتزايد توقعات إجراء رفع آخر بالفائدة في الفيدرالي.
وفي هذه الحالة، قد يرتفع الدولار الأمريكي وربما تنخفض أسعار الذهب ومؤشرات الأسهم.
أم قراءات بين السابق والمتوقّع، ستجعل الأسواق متوتّرة وتترقّب مزيد من الدلائل الاقتصادية.
لكن من ناحية أخرى، ربما سيكون التركيز على بيانات التضخّم بحسب مؤشر أسعار المستهلكين بالقيمة الأساسية.
وكما أشرنا، تتوقّع الأسواق استقرار التضخّم الأساسي عند 4.1%.
فإذا ارتفع أو انخفض عن هذه القيمة، فقد يكون له تأثير مباشر على الأسواق المالية بنفس الأسلوب الموضّح.
يجب أن نعلم بأن بيانات التضخّم الأمريكي المنتظرة اليوم سترافق رقابة الأسواق لأي مستجدات حيال التوتّرات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
لذلك، لا يجب استبعاد تباين الأسواق المالية وتفاعلها مع بيانات التضخّم الأمريكي.
لكن، ربما تكون أحد الطرق الجيدة لمعرفة كيف تفاعلت الأسواق مع بيانات التضخّم رقابة التغيّر في توقعات الفيدرالي عبر إحصائيات مجموعة CME.