البنوك المركزيّة تثبّت الفوائد، فما مستقبل الأسواق المالية؟
البنوك المركزيّة تثبّت الفوائد في أغلبها، رغم أن كل من بنك اليابان المركزي والوطني السويسري قاما بتعديل السياسة النقدية فيهما خلال هذه السنة.
ويبدو أن البنوك المركزيّة تثبّت الفوائد في ظل بقاء معدّلات التضخّم مرتفعة، ومخاطر عودة ارتفاع التضخّم موجودة.
وقام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي مؤخّراً بتثبيت الفائدة، وبدا أنّه أكثر تشدداً في اجتماعه الأخير مقارنة باجتماع شهر مارس.
وتم الإشارة من قبل رئيس الاحتياطي الفيدرالي أن الفوائد المرتفعة قد تبقى لفترة أطوّل مما كان يُعتقد سابقاً.
من ناحية أخرى، قرر الاحتياطي الأسترالي اليوم تثبيت الفائدة عند 4.35% دون تغيير رغم مخاطر التضخّم المرتفع.
وأظهر بيان الفائدة الصادر من الاحتياطي الأسترالي أن هنالك مخاوف لدى المركزي في أستراليا حيال مستقبل التضخّم.
لكن في نفس الوقت، تم اعتبار معدّلات الفائدة الحالية مناسبة لخفض التضخّم.
هذا والأسواق تترقّب هذا الأسبوع قرار بنك إنجلترا المركزي حيال أسعار الفائدة، والتوقعات في الأسواق تشير لاحتمال تثبيتها.
للمزيد عن أسباب أن البنوك المركزيّة تثبّت الفوائد عبر الفيديو التالي:
توقعات الفائدة في بنك إنجلترا المركزي
تتوقّع الأسواق المالية أن بنك إنجلترا المركزي سيثبّت أسعار الفائدة عند المستوى الحالي 5.25%.
وترى الأسواق أن البنوك المركزيّة تثبّت الفوائد حالياً التي تعتبر مرتفعة في ظل مخاوف عودة خروج التضخّم عن السيطرة.
معدّل التضخّم في بريطانيا 3.2% بعدما كان قد وصل 11.1% شهر أكتوبر عام 2022.
لكن، ما يزال التضخّم عند المستوى الحالي أعلى من النسبة المستهدفة للمركزي حول 2.00%.
بل وتم الإشارة إلى أن هنالك مخاوف من عودة ارتفاع التضخّم.
لذلك، سيثبّت المركزي البريطاني الفائدة على الأرجح هذا الأسبوع عند 5.25%، إلا أن الأسواق ستتابع بيان الفائدة وتصويت الأعضاء إلى جانب المؤتمر الصحفي لرئيس المركزي “بايلي”.
ستتابع الأسواق توقعات بنك إنجلترا حيال التضخّم والفوائد المستقبلية، وهل سيلتفت مزيد من الأعضاء للنمو الاقتصادي الضعيف أم لا.
دخل اقتصاد بريطانيا الركود التقني خلال الستة أشهر الأخيرة من عام 2023 بعد انكماشه الربع الثالث والرابع بنسبة -0.1% و-0.3% على التوالي.
لذلك صوّت أحد أعضاء بنك إنجلترا لخفض الفائدة في الاجتماع الأخير، فيما صوّت 8 أعضاء على تثبيتها بسبب التضخّم.
وتصريحات عدّة أعضاء في بنك إنجلترا المركزي كانت متشدّدة مؤخّراً. لذلك، هنالك حيرة فيما إذا كان الأعضاء سيلتفتون للتضخّم فقط أم سيكون هنالك أعضاء سيلتفتون للنمو الاقتصادي ويطالبون بخفض الفائدة.
كملخّص، يبدو أن بنك إنجلترا سيثبّت الفائدة هذا الأسبوع، لكن التأثير على الأسواق سيرتبط في توقعات الفائدة المستقبلية.
ما مستقبل الأسواق المالية في ظل حقيقة أن البنوك المركزيّة تثبّت الفوائد؟
في وقت تقوم فيه البنوك المركزية بتثبيت الفائدة، وتوقعات أن تثبّتها خلال الفترة المقبلة، نرى الأسواق متقلّبة للغاية.
استطاع اليورو الارتفاع لثلاث أسابيع متتالية في ظل توقّع بقاء الفائدة مرتفعة أيضاً في منطقة اليورو لفترة من الزمن.
كما حقق الجنيه الإسترليني مكاسب لأسبوعين متتاليين بعد استقراره مع قليل من الانخفاض هذا الأسبوع.
وبالنظر للين الياباني، نجده وقد ارتفع بقوّة الأسبوع الماضي في ظل تدخّل محتمل حصل من حكومة اليابان في أسعار الصرف.
وبانتقالنا لأسواق الأسهم الأمريكية، نجدها وقد انتعشت من جديد وترتفع مستفيدة من بيانات سلبية صدرت الأسبوع الماضي.
أظهرت بيانات الوظائف الأمريكية ارتفاعاً لم تتوقّعه الأسواق في البطالة إلى 3.9% من 3.8%.
لذلك، أصبحت الأسواق المالية أن الفيدرالي الأمريكي سيثبّت الفائدة لبعض الوقت، ثم يخفضّها.
وبحسب مجموعة CME (المصدر)، تسعّر الأسواق المالية احتمالية خفض الفائدة شهر سبتمبر المقبل 2024.
كما تعتقد الأسواق أن المركزي الأوروبي سيخفّض الفائدة شهر يونيو أو يوليو المقبلان.
أما بنك إنجلترا، فتعتقد الأسواق المالية أن خفض الفائدة سيتم في وقت ما خلال النصف الثاني من هذه السنة.
بالتالي، كبرى البنوك المركزية تتوجّه لخفض الفائدة، مما حفّز أسواق الأسهم بشكل عام.
آخذين أيضاً بعين الاعتبار أن البنك الوطني السويسري قام بخفض الفائدة إلى 1.50% من 1.75%.
كما أن الفائدة في اليابان رغم رفعها إلى نطاق 0.0% – 0.1% ما تزال منخفضة للغاية وتعتبر تحفيزية.
لذلك، البنوك المركزية ربما ستقلل من تشددها هذه السنة.
بالتالي، قد يرتبط أداء الأسواق المالية في موعد خفض الفائدة في البنوك المركزية.
كيف ستتحرّك الأسواق المالية؟
كلما زادت إثباتات أن البنوك المركزية ستخفّض الفائدة، ربما سنرى ارتفاعاً بالذهب ومؤشرات الأسهم.
وعندما تزيد احتمالات تمديد فترة الفوائد الحالية لما بعد شهر سبتمبر، هنا قد ينخفض الذهب وتنخفض الأسهم.
من ناحية أسعار أزواج العملات، فقد يرتبط أداؤها بتفاوت المواعيد المحتملة لخفض الفائدة.
على ذلك، ربما ستبدأ الأسواق المالية في مراقبة البيانات الاقتصادية بشكل أكثر دقّة لتحديد أوّل موعد لخفض الفوائد.
وفي أوقات مثل الحالية عندما تكون البنوك المركزيّة تثبّت الفوائد لكن مع توجّه لتعديل السياسة النقدية خلال عدّة أشهر، نلاحظ أن الأسواق المالية تتذبذب بشكل ملموس مع كل تغيّر في التوقيت المتوقّع لكل خفض.
فالبيانات التي تدل على انخفاض التضخّم أو النمو التي تصدر من الدول قد تُضعف عملة تلك الدولة، بينما قد تدعم الأسهم.
لكن البيانات التي تدل تسارعاً في النمو الاقتصادي وارتفاعاً بالتضخّم قد تدعم عملة الدولة وتضغط على الأسهم فيها.
من ناحية أخرى، لا يجب أن نهمل تأثير التوتّرات الجيوسياسيّة العالمية وتأثيرها المحتمل على أسعار الذهب والأسهم والعملات.
فعملات الملاذ الآمن مثل الين الياباني والفرنك السويسري وكذلك الدولار الأمريكي اعتدنا أن نراها ترتفع مع تفاقم التوتّر.
إلا أنها قد تتراجع في حال قلّت حدّة التوتّرات الجيوسياسية العالمية.
ربما يهمّك أيضاً:
النفط يعوض بعض خسائره الأسبوع الماضي ويرتفع بقوة
ارتفاع أسعار المعدن الأصفر بمستهل تداولات بداية الأسبوع