الثقة تعود للأسواق المالية بفعل البيانات الاقتصادية

الثقة تعود للأسواق المالية بفعل البيانات الاقتصادية التي صدرت من الولايات المتحدّة مؤخّراً، وأثبتت أن الاقتصاد لم يقع بالركود الاقتصادي.
بداية هذا الشهر، صدرت بيانات أثبتت ارتفاعاً بالبطالة من 4.1% إلى 4.3%، وأثبتت البيانات انخفاضاً حاداً في الوظائف المستحدثة.
وتلك البيانات تسببت باعتقاد الأسواق أن الفيدرالي تأخّر كثيراً بخفض الفائدة، وأن الولايات المتحدّة انزلقت بالركود.
مما تسبب بعمليات جني أرباح هائلة في الأسواق حول العالم، وارتفاع في عملات الملاذ الآمن.
كما ارتفع الين الياباني بقوّة في ذلك الوقت بفعل تصفية مراكز تجارة العائد (Carry Trades).
لكن بعد ذلك، شهدنا الثقة تعود للأسواق المالية بعدما صدرت العديد من البيانات الاقتصادية التي أثبتت أن الاقتصاد الأمريكي قوي.
أظهرت بيانات التضخّم الأمريكي هذا الأسبوع تراجعاً من 3.0% إلى 2.9%، فيما أثبتت بيانات مبيعات التجزئة نموّاً قوياً.
وبحسب بيانات أمس الخميس، حققت مبيعات التجزئة نموّاً نسبته 1.0% الشهر الماضي يوليو، بعد انكماش شهر يونيو بنسبة -0.2%.
وأظهرت بيانات طلبات البطالة الأسبوعيّة في آخر قراءتين قيماً منخفضة نسبياً، لتثبت أن أسواق الوظائف ما زالت بخير.
وبحسب بيانات أمس، انخفض عدد طلبات البطالة الأسبوعية من 234 ألف إلى 227 ألف طلب.
وهذا ما أعاد الأسواق لرشدها، وشهدنا الثقة تعود للأسواق المالية العالمية.

الثقة تعود للأسواق المالية الآسيوية أيضاً

ارتفعت اليوم مؤشرات الأسهم الآسيوية بشكل ملموس، وحقق مؤشر نيكاي الياباني ارتفاعاً نسبته 3.64%.
كما ارتفع مؤشر شنغهاي الصيني حوالي 0.07%، وحقق مؤشر هانج سينج مكاسب بنحو 1.86%.
ويوم أمس، أنهى مؤشر ناسداك التكنولوجي جلسة نيويورك بارتفاع نسبته 2.34%، وارتفع داوجونز 1.39%.
بالنسبة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأمريكي، نجده وقد أغلق التداولات الأمريكية أمس بارتفاع نسبته 1.61%.
ومع تراجع معدّل التضخّم، لكن مع بقاء الاقتصاد الأمريكي قوي نسبياً، أصبحت الأسواق تراهن على خفض الفائدة الشهر المقبل سبتمبر بمقدار 25 نقطة أساس.
وبحسب مجموعة CME، أصبحت الأسواق ترجّح خفض الفائدة 25 نقطة أساس باحتمال 72.5%. (المصدر)
أما الذين يعتقدون أن الفيدرالي سيخفّض الفائدة 50 نقطة أساس فقد انخفضت نسبتهم إلى 27.5%.
هذا يظهر مدى التقدّم الذي حصل في آراء المتداولين حول العالم حيال سلامة الاقتصاد الأمريكي.

تباين أداء العملات مع عودة الثقة للأسواق

فيما نرى الثقة تعود للأسواق المالية العالمية وارتفعت شهية المخاطرة، ارتفعت العملات المرتبطة بالنمو الاقتصادي.
فارتفع كل من الدولار الأسترالي وكذلك النيوزلندي، فيما تراجع الين الياباني على مدى هذا الأسبوع.
وتم تداول الدولار الأسترالي في نطاق 66 سنت أمريكي، وتم تداول الدولار النيوزلندي حول 60 سنت.
أما بالنسبة للين الياباني، فقد تراجع ولامس 149 ين للدولار الأمريكي الواحد.
بالانتقال للجنيه الإسترليني، نجده وقد ارتفع ليتم تداوله حول دولار و28 سنت أمريكي، واستقر اليورو في نطاق دولار و9 سنتات.
كما شهد الفرنك السويسري ضغطاً هابطاً هذا الأسبوع، باعتباره ملاذ آمن تم الاستغناء عنه فيما الثقة تعود للأسواق المالية العالمية.

بيانات اقتصادية أمريكية

تترقّب الأسواق المالية اليوم صدور بيانات اقتصادية أمريكية تبدأ في بيانات تصاريح البناء.
وتتوقّع الأسواق أن تظهر القراءة انخفاضاً طفيفاً من 1.45 مليون تصريح جديد إلى 1.43 مليون تصريح.
كما تتوقّع الأسواق أن تظهر بيانات المنازل المبدوء إنشاؤها انخفاضاً طفيفاً من 1.35 مليون منزل إلى 1.34 مليون.
بعد ذلك، سننتقل لانتظار قراءة ثقة المستهلك وتوقعات التضخّم في تقرير جامعة ميشيغان.
وتتوقّع الأسواق أن تظهر قراءة ثقة المستهلك الأمريكي ارتفاعاً طفيفاً من 66.4 إلى 66.7 نقطة.
وبالنسبة لقراءة التضخّم، كانت آخر القراءات التي أصدرتها الجامعة عند 2.9%، ونترقّب تحديث هذه القراءة.
صدور البيانات أعلى من توقعات الأسواق قد يدعم الثقة أكثر في الأسواق المالية.
لكن، صدورها بقيم أسوأ من التوقعات، قد تكون سبباً لبعض التراجع في الثقة.
ارتفاع الثقة قد يتسبب بتراجع الذهب وصعود الدولار، وربما تصعد مؤشرات الأسهم.
لكن انخفاض الثقة ربما يتسبب بعودة الارتفاع بالذهب، وقد يتراجع الدولار وتتراجع الأسهم أيضاً.

ربما يهمّك أيضاً:

تعافي أسعار النفط عقب خسائره لجلستين متتاليتين بدعم من البيانات الأمريكية وتخوف الأسواق من ركود اقتصادي عالمي
ارتفاع أسعار الذهب عقب صدور بيانات صدور بيانات التجزئة الأمريكي بتعاملات أمس الخميس