الدولار الأمريكي ينزلق بعد مستجدات اقتصادية
الدولار الأمريكي ينزلق أمام سلّة من العملات الرئيسية، ليواصل مؤشر الدولار خسائره للشهر الثاني على التوالي، فاقداً أكثر من 1% هذا الشهر.
وشهدنا الدولار الأمريكي ينزلق منذ صدرت بيانات الوظائف الأمريكية يوم الجمعة الماضي، والتي أظهرت تراجع نمو الوظائف.
وبحسب بيانات الوظائف، انخفض عدد الوظائف المستحدثة في القطاعات غير الزراعية من 306 آلاف إلى 209 آلاف.
كذلك، أظهرت بيانات ائتمان المستهلك الصادرة أمس انخفاض الائتمان إلى 7.2 مليار شهر مايو مقارنة بـ20.3 مليار لأبريل.
وانخفاض ائتمان المستهلك اعتبرته الأسواق دلالة على أن رفع الفائدة الفيدرالية أصبح تأثيره واضحاً على ظروف الائتمان.
على ذلك، شهدنا الدولار الأمريكي ينزلق أمام سلّة من العملات الرئيسية، وتم تداول مؤشر الدولار في نطاق 101 نقطة.
للمزيد حول الأسباب التي جعلت الدولار الأمريكي ينزلق عبر الفيديو التالي:
أداء الأسواق في ظل أساسيات جعلت الدولار الأمريكي ينزلق
ربما يهمك:
هبوط أسعار الذهب مع انتظار الأسواق بيانات التضخم الأمريكية
النفط يهبط 1% بفعل مخاوف رفع الفائدة وتخفيضات أوبك+ تقلص الخسائر
مع تراجع مؤشر الدولار، صعد اليورو اليوم ليتم تداوله في نطاق دولارٍ و10 سنتات أمريكية.
كما ارتفع الجنيه الإسترليني ليلامس أسعاراً وصلت إلى دولارٍ و29 سنتاً أمريكي، وتم تداول الجنيه عند أعلى مستوياته أمام العملة الخضراء منذ الـ22 من شهر أبريل عام 2022 الماضي.
وكانت تصريحات رئيس بنك إنجلترا المركزي يوم أمس متشددة للغاية، بعد إشارات متعددة بأن معدّل التضخّم ما زال مرتفع.
وتسعّر الأسواق المالية حالياً استمرار بنك إنجلترا المركزي رفع الفائدة إلى مستويات 5.75%، مقارنة بالمستوى الحالي 5.00%.
من ناحية أخرى، رغم بيانات الوظائف البريطانية التي أفادت بارتفاع البطالة إلى 4.00% من 3.8%، إلا أن تقرير الوظائف أفاد بارتفاع معّل نمو الأجور بنسبة 6.9%، وهي أعلى نسبة نمو منذ مايو 2022.
وارتفاع معدّل نمو الأجور قد يكون حافزاً لبقاء التضخّم مرتفع، مما يعني استمرار تشديد السياسة النقدية.
أما الين الياباني، فقد استغل حقيقة أن الدولار الأمريكي ينزلق أمام العملات، وارتفع للجلسة الرابعة أمام الدولار.
وتم تداول الين الياباني عند 140 ين للدولار الأمريكي الواحد، مقارنة بـ145 ين للدولار كان قد وصلها أواخر الشهر الماضي.
إلى جانب ذلك، ارتفع الفرنك السويسري لأعلى مستوى أمام الدولار منذ أوائل عام 2021، ليتم تداول الدولار عند 0.88 فرنك.
ونرى بأن الانخفاض الملموس في الدولار رافق تغيّراً بتوقعات الأسواق حيال أسعار الفائدة الأمريكية.
احتمال رفع الفائدة هذا الشهر بمقدار 25 نقطة أساس ما يزال كبيراً (المصدر)، إلا أن التوقعات اختلفت على المدى الطويل.
وبحسب إحصائيات CME لشهر ديسمبر المقبل 2023، يرى أكثر من 70% بأن أسعار الفائدة نهاية العام ستكون عند نطاق 5.25%-5.50% أو أقل. بالتالي، هذا يعني أننا سنشهد ذروة أسعار الفائدة الفيدرالية بعد اجتماع هذا الشهر.
من ناحية أخرى، ترجّح الأسواق استمرار عديد من البنوك المركزية رفع الفائدة، ما يشمل المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا المركزي.
أسواق الأسهم تستفيد من توقعات الفيدرالي
وبسبب توقعات انتهاء الفيدرالي من دورة التشديد النقدي، استطاعت مؤشرات الأسهم الأمريكية الارتفاع أمس.
وارتفع داوجونز في تداولاته الآنية 0.62%، وصعد ناسداك التكنولوجي بنسبة 0.18%، وكسب ستاندرد آند بورز 0.24%.
واليوم، ارتفعت العديد من مؤشرات الأسهم الآسيوية على غرار مثيلتها الأمريكية، وأغلق نيكاي الياباني بارتفاع 0.04%.
كذلك، سعد مؤشر شنغهاي الصيني المركّب 0.55%، وارتفع هانج سينج بنسبة 0.97%.
بيانات التضخّم الأمريكي غداً، هل ستجعل أيضاً الدولار الأمريكي ينزلق بالأسواق؟
تترقّب الأسواق المالية صدور قراءة مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي .
ترقّب للبيانات يوم غد الأربعاء:
وتشير توقعات الأسواق إلى أن البيانات ستظهر تراجع التضخّم الاستهلاكي إلى 3.1% من 4.0%.
كما تتوقّع الأسواق أن تظهر البيانات تراجع التضخّم الأساسي إلى 5.0% من 5.3%.
هذه البيانات لو أظهرت انخفاضاً يفوق التوقّعات، خصوصاً بالتضخّم الأساسي، قد تجعل الدولار الأمريكي ينزلق أكثر.
لكن، إذا كانت البيانات أعلى من المتوقّع، فربما سنشهد الدولار الأمريكي يتوقّف انزلاقه ويحاول الارتفاع.
تجدر الإشارة إلى أن آخر توقعات صدرت من الفيدرالي الأمريكي لولاية نيويورك أفادت بخفض توقعات التضخّم إلى 3.8%، وهي أدنى قيمة لتوقعات التضخّم منذ عام 2021.
لذلك، يبدو أن الأسواق سعرّت إظهار بيانات يوم غد انخفاض التضخّم. لكن، إذا ظهر أن التضخّم انخفض أكثر، فقد نرى الدولار الأمريكي ينزلق أكثر مقابل سلّة من العملات.