الدولار يتراجع بشكل محدود، وتفاقم التوتّرات الجيوسياسيّة في آسيا
الدولار يتراجع بشكل محدود هذا اليوم، في وقت تترقّب فيه الأسواق المالية صدور بيانات التضخّم بحسب مؤشر أسعار المستهلكين يوم غدٍ الخميس.
وتشير توقعات الأسواق لاحتمال أن نشهد أوّل ارتفاع في مؤشر أسعار المستهلكين منذ يوليو العام الماضي 2022.
ولو تحققت التوقّعات، سيكون التضخّم بحسب أسعار المستهلكين قد ارتفع لأوّل مرّة من الذروة المتحققة عند 9.1% منذ 12 شهر.
وتشير توقعات الأسواق لاحتمال أن تظهر بيانات أسعار المستهلكين غداً ارتفاع التضخّم من 3.0% إلى 3.3%.
وتعتنبر بيانات التضخّم ذات تأثير على توقعات الأسواق للفوائد بالاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
لمتابعة تغيّر توقعات الأسواق عبر الرابط (هنــا)
للمزيد عن حقيقة الدولار يتراجع بشكل محدود عبر الفيديو التالي:
أداء الأسواق المالية في وقت نشهد فيه الدولار يتراجع بشكل محدود
استطاع اليورو أن يحقق بعض المكاسب أمام الدولار الأمريكي. لكن، بقي يتداول ضمن نطاق دولارٍ و9 سنتات أمريكية.
بالنسبة للجنيه الإسترليني، نجده في نطاق دولارٍ و27 سنت، مع بعض الارتفاع الطفيف.
أما الين الياباني، فنجده وقد حاول الارتفاع مقابل الدولار مستفيداً من حقيقة أن الدولار يتراجع بشكل محدود.
لكن، بقي ارتفاع الين الياباني محدوداً، وتداول الين الياباني اليوم في نطاق 143 ين للدولار الأمريكي الواحد.
وكانت أسعار الذهب قد انخفضت خلال الجلستين الماضيتين، ولامست الأدنى قرب 1922 دولار للأونصة.
لكن استفادت أسعار الذهب من حقيقة أن الدولار يتراجع بشكل محدود، لترتفع اليوم قليلاً. لكن، ما زالت أغلب تداولات المعدن الثمين ما دون 1930 دولار للأونصة.
كما تلقت أسعار الذهب دعمًا خلال الساعات القليلة الماضية بعد قرار وكالة “موديز” بشأن تخفيض تصنيف العديد من البنوك الأمريكية
وانخفضت الفضّة أيضاً الجلستين الماضيتين، ورغم ارتفاع اليوم الطفيف بالسعر، إلا أنه ما يزال ضمن نطاق 22 دولار للأونصة.
وهبطت أسعار الفضة خلال الفترة الماضية من مستويات فوق 25 دولار، تحققت أواخر الشهر الماضي.
والتراجع في الدولار الأمريكي عكس بعض التوجّه لدى المتداولين إلى أسواق العائد المرتفع، مثل أسواق الأسهم.
وارتفعت اليوم عقود داوجونز 0.2% وحققت عقود ستاندرد آند بورز مكاسب بحوالي 0.3%، وصعد ناسداك قرابة 0.4%.
ربما يهمّك أيضاً:
أسعار النفط تسقط بقوة بسبب قوة الدولار والبيانات الصينية السلبية
الذهب يسجل أدني مستوي له منذ شهر بفعل قوة الدولار الأمريكي
آسيا تحت المجهر، ومؤشرات الأسهم تهوي في الصين
في وقت نرى فيه حقيقة الدولار يتراجع بشكل محدود أمام سلّة من العملات، هَوَت الأسهم الصينية وعديد من الآسيوية أيضاً.
أعلنت وزارة الدفاع الوطني في تايوان اليوم أنها قد قامت برصد 11 طائرة نفاثة حربية تابعة للقوات الجوية في الصين.
كذلك قالت إن 5 سفن حربية صينية دخلت إلى منطقة المياه الإقليمية الخاضعة لسيادة الجزيرة.
وأضافت وزارة الدفاع التايوانية أنها قد رصدت ما مجموعه 25 طائرة حربية صينيّة تقوم بعمليات تدريب عسكري في بحر الصين الشرقي على حدود منطقة مياه تايوان الإقليمية، وأضافت أنه ردا على ذلك أن الجيش التايواني قد قام بنشر سفنه وطائراته لمراقبة الوضع.
ونشرت وكالة الأنباء رويترز، نقلا عن مصادر وصفتها برفيعة المستوى، أن البيت الأبيض سيقوم بوضع مخطط لفرض قيود على بعض الاستثمارات الأمريكية في الصين بمجال التكنولوجيا الحساسة والاستثمارات ذات الصلة. وكانت وكالة بلومبرغ قد أشارت إلى أن هنالك مخطط أمريكي لوضع قيود على الاستثمار الأمريكي في الصين، ورجّحت أن يتم تطبيقه على الشركات الصينية التي تحصل على نصف إيراداتها أو أكثر من القطاعات التكنولوجيّة المتطوّرة.
وتزايد التوتّرات الصينية التايوانيّة إلى جانب الأنباء عن مخطط الولايات المتحدّة، تسبب في هبوط في مؤشرات الأسهم الآسيوية.
وهبط مؤشر نيكاي الياباني 0.5%، وتراجع شنغهاي الصيني بحوالي 0.55% أيضاً. هذا هبط داوجونز الآسيوي 0.4%.
أعين المتداولين على طرح السندات الأمريكية فيما الدولار يتراجع بشكل محدود
لا توجد بيانات اقتصادية أمريكية ذات تأثير عميق على الأسواق مجدولة على الأجندة الاقتصادية اليوم.
لكن، سنكون مع طرح سندات الحكومة الأمريكية استحقاق عشرة سنوات في المزاد العلني اليوم.
وسيراقب المتداولون عدد مرّات تغطية المزاد والعائد السوقي المطلوب عليها.
في آخر مزاد للسندات من نفس أمد الاستحقاق، بلغ عدد مرّات التغطية 2.5 مرّة.
كذلك، كان العائد الأعلى المطلوب من الأسواق 3.86%.
بعدما خفضّت وكالة فتش تصنيف الولايات المتحدّة الائتماني من AAA إلى AA+، وقامت أيضاً وكالة موديز بخفض تصنيف عديد من البنوك الأمريكية الائتماني، ستراقب الأسواق اليوم طرح السندات.
سيظهر طرح السندات مدى تأثّر الأسواق في خفض التصنيف الائتماني، فطلب عائد أعلى بكثير من السابق، قد يكون إشارة لفقدان الثقة.
وانخفاض عدد مرّات التغطية أيضاً قد يشير لانخفاض بالثقة.
بينما زيادة عدد مرات التغطية وانخفاض العائد المطلوب، قد يكون إشارة لعدم التأثّر، بل على العكس زيادة بالثقة.
وتتأثّر أيضاً العوائد المطلوبة بأسعار الفائدة الفيدرالية، وقد توضّح توقعات الأسواق لمسيرة الفائدة المستقبلية.
التأثير المحتمل على الأسواق
بشكل عام، التأثير قد يكون ملموساً فقط في حال كان العائد المطلوب مرتفع جداً أو أقل بكثير من 3.86%.
أو أن يرتفع عدد مرات التغطية كثيراً أو ينخفض كثيراً عن 2.5 مرّة.
لكن إذا كانت النتائج متقاربة مع السابق، هنا قد تكون الأسواق لم تتأثّر بأي متغيرات جديدة.
يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن العائد السوقي حالياً على سندات استحقاق عشرة سنوات يقارب 4.1%، حيث انخفض من مستويات الذروة 4.2% المتحققة الأسبوع الماضي. لذلك، قد يكون قياس طرح السندات اليوم مع العائد الأعلى المتحقق 4.2% وليس فقط 3.86%.
إذا كان العائد المطلوب فوق 4.2%، هنا قد نرى الأسواق تتأثّر بشكل كبير. لكن إذا كان العائد المطلوب ما دون 3.72% فقد نرى أيضاً تأثّراً فيها. فالعائد الأدنى المشار له تحقق في الـ23 من الشهر الماضي، كعائد سوقي على السندات أمد استحقاق عشرة سنوات.
ارتفاع العائد قد يصاحبه قوّة في الدولار، لأن ذلك يعكس عزوف عن المخاطرة وطلب للأصول الآمنة والنقدية.
لكن، انخفاضه قد يكون سلبي على الدولار، لأن ذلك يعني توجّه لأصول ذات عائد مرتفع.
أخيراً، عدم تغيّر العائد المطلوب بشكل كبير عن القيم بين 3.86% و4.2% قد يكون تأثيره محدود جداً على الدولار.