الدولار يستفيد من مستجدات اقتصادية عالمية. ما التالي؟

الدولار يستفيد من مستجدات اقتصادية عالمية عديدة حصلت مؤخّراً، ليرتفع مؤشر الدولار أكثر من 0.4% مُتداولاً في نطاق 104 نقاط.
وشهدنا الدولار يستفيد من مستجدات عديدة شملت بيانات اقتصادية صدرت اليوم من الصين، زادت القلق حيال الاقتصاد العالمي.
ويعتبر الاقتصاد الصيني ثاني أكبر اقتصاد بالعالم، وتباطؤ الاقتصاد يهدد بتباطؤ اقتصادي عالمي.
وأظهرت بيانات مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات الصيني تراجع فاق التوقعات بالنمو، بانخفاض المؤشر من 54.1 لـ51.8 نقاط.
وانخفاض المؤشر أكثر مما كان متوقّعاً يظهر بأن الاقتصاد الصيني يعاني حالة تباطؤ ملموس، قد تؤثّر على الاقتصاد العالمي.
على ذلك، شهدنا تراجع اليوان الصيني ضمن تداوله في نطاق 7.29 يوان للدولار الأمريكي الواحد.
كذلك، تأثّر الين الياباني ليلامس مستوى 147 ين للدولار الأمريكي الواحد، وهي أدنى مستويات للين منذ نوفمبر 2022.
بل واكتسب الدولار الأمريكي قوّة إثر بيانات الصين، حيث أن الدولار يستفيد من مستجدات اقتصادية سلبية باعتباره ملاذاً آمنا.
وبانتقالنا إلى أستراليا، قرر الاحتياطي الأسترالي اليوم تثبيت الفائدة عند 4.10%، مما تسبب بانزلاق الدولار الأسترالي.
وكان الدولار الأسترالي قد تراجع أمام نظيره الأمريكي الشهر الماضي نحو 3.5%، وتراجع اليوم أكثر من 1%.
وتم تداول الدولار الأسترالي في نطاق 63 سنت أمريكي للدولار الأسترالي الواحد.

الدولار يستفيد من مستجدات اقتصادية وتوقعات مُحدّثة للفيدرالي:

لماذا الدولار يستفيد من مستجدات اقتصادية سلبية؟ وكيف أثّر ذلك على الأسواق؟

الدولار يستفيد من مستجدات اقتصادية سلبية لأن الدولار بطبيعته عملة نقدية تعتبر ملاذ آمن.
وعندما تسود حالة من التشاؤم في الأسواق، نلاحظ تخلّي المستثمرين عن الأصول ذات العائد المرتفع، مثل الأسهم.
ويتوجّه المستثمرون لطلب الدولار في سبيل تصفية الأصول مرتفعة المخاطرة.
ومع بيانات الصين الاقتصادية، تدفّق الطلب على الدولار، مما تسبب بارتفاع.
إلى جانب ذلك، نجد بأن الدولار يستفيد من مستجدات اقتصادية مرتبطة في توقعات الفيدرالي. (مصدر التوقعات)
بحسب مجموعة CME، تتوقّع الأسواق عدم رفع الفائدة هذا الشهر سبتمبر، بل تثبيتها في نطاق 5.25%-5.50%.
لكن في نفس الوقت، هنالك من لا يستبعد أبداً أن نرى رفعاً بالفائدة شهر نوفمبر أو ديسمبر المقبلان 2023.
وبالنسبة لتوقعات بدء الفيدرالي خفض الفائدة، فلا نرى تزايد ملموس في التوقعات قبل بدء الربع الثاني من العام المقبل 2024.
لذلك، مع توقّعات عدم خفض الفائدة الفيدرالية قريباً، بل عدم استبعاد رفعها مرّة أخرى هذه السنة، نلاحظ ارتفاع الدولار.
على ذلك، نلاحظ أن الدولار يستفيد من مستجدات اقتصادية سلبية، إذ أن فروقات الفائدة المحتملة تصب في صالحه.
الفائدة الفيدرالية الحالية تبلغ 5.25%-5.50%، وهي أعلى من نظيرتها الأوروبية عند 4.25%.
كما أن نطاق الفائدة الأعلى الفيدرالي 5.50% أعلى من الفائدة في بنك إنجلترا المركزي والبالغة 5.25%.
إلى جانب ذلك، نلاحظ أن الفائدة الفيدرالية أعلى من نظيرتها الكندية والصينية واليابانية، وأعلى من الفائدة في الاحتياطي الأسترالي عند 4.10% وأعلى من السويسريّة.
بل أن الفائدة النيوزلندية التي تعتبر ضمن الأعلى مقارنة بالدول العظمى عند 5.50% مطابقة للحد الأعلى للفائدة الفيدرالية.
من هنا، نجد بأن فروقات أسعار الفائدة تصب في صالح الدولار الأمريكي، مما يجعله عملة مفضّلة كملاذ آمن، وعملة تستخدم للادخار.
من هنا، نجد أن الأسواق تأثّرت بارتفاع الدولار، فانخفض الذهب والفضة كما تراجعت أسعار النفط، وتراجعت أغلب العملات الرئيسية أمام الدولار.

ربما يهمّك أيضاً:

تراجع أسعار النفط الخام خلال تداولات أمس الاثنين
صعود أسعار الذهب خلال تداولات أمس الأثنين بسبب ضعف الدولار الأمريكي والتوترات الجيوسياسية

من الممكن الرجوع لأهم المستجدات المرتقبة هذا الأسبوع والتي قد تؤثّر في الأسواق المالية للتقرير التالي:

قرارات عدّة بنوك مركزية ومزيد من البيانات الاقتصاديّة هذا الأسبوع