الدولار يعود للسيطرة على الأسواق، وانزلاق النفط والأسهم
الدولار يعود للسيطرة على الأسواق المالية بعد موجة مفاجئة من الانخفاض حصلت يوم أمس. في نفس الوقت، نجد أسعار النفط ومؤشرات الأسهم وقد انزلقت.
وتراجعت أسعار النفط وسط ترقب التصويت على اتفاق سقف الدين الذي توصل إليه الرئيس الأميركي مع زعيم الجمهوريين.
إلا أن مجموعة من المشرعين الجمهوريين أعلنت يوم الإثنين أنها ستعترض على الصفقة، مما أعاد القلق للأسواق.
والقلق في الأسواق أكسب الدولار عزماً صاعداً وسط طلبه كملاذ آمن، وانزلقت مؤشرات الأسهم وتراجع سعر النفط.
كما ساهمت بيانات ثقة المستهلكين الصادرة من أميركا أمس بأفضل من المتوقّع بدعم الدولار الأمريكي.
للمزيد عن الأسباب التي جعلت الدولار يعود للسيطرة عبر الفيديو التالي:
أداء العملات في وقت نجد الدولار يعود للسيطرة
كان اليورو قد ارتفع يوم أمس بشكل ملموس ولامس أسعاراً فوق دولار و7 سنتات أمريكية.
لكن اليوم، تراجع اليورو من جديد وبشكل قوي، فاقداً كل مكاسب أمس، ومدد خسائره إلى دولارٍ و6 سنتات أمريكية.
ورغم تأكيدات “ماديس مولر” عضو المركزي الأوروبي على احتمال استمرار رفع الفائدة في المركزي، إلا أن انخفاض التضخّم في أوروبا يعطي انطباعاً بأن المركزي الأوروبي قد يصل بأسعار الفائدة مستويات مرتفعة كما هو في الفيدرالي الأمريكي.
بالنسبة للجنيه الإسترليني، شهدنا يوم أمس قفزة سعرية كبيرة وسط توقعات رفع بنك إنجلترا الفائدة ليلامس دولار و24 سنت.
لكن، عاود الجنيه الانزلاق نحو دولارٍ و23 سنت أمريكي. إلا أن الجنيه لم يشهد ضغطاً كبيراً كما شهد اليورو.
بانتقالنا إلى الين الياباني، نجد أنه ارتفع بداية تداولات اليوم، ليتم تداول الدولار عند 139.31 ين للدولار.
لكن، عاود الين الانخفاض أمام قوّة الدولار، ليرتفع الدولار في وقت نجد الدولار يعود للسيطرة إلى مستويات قريبة من 140 ين للدولار الواحد.
المعادن الثمينة والأسهم وتأثّرها بارتفاع الدولار
استطاعت أسعار الذهب الارتفاع يوم أمس، وحققت الأعلى اليوم عند سعر 1965 دولار للأونصة.
لكن، نجد بأن الارتفاع توقّف في وقت نرى الدولار يعود للسيطرة والارتفاع أمام سلّة من العملات.
وتم تداول أسعار الذهب في نطاق 1950-1960 دولار للأونصة.
بالنسبة لأسعار الفضّة، نجدها وقد استطاعت الاحتفاظ في مكاسبها، والتداول في نطاق 23 دولار للأونصة.
أما أسواق الأسهم، فنجد أنها انزلقت خلال الجلسة الآسيوية، وأغلق مؤشر نيكاي الياباني على خسائر بحوالي 1.41%.
كما انخفض مؤشر شنغهاي الصيني المركّب بحوالي 0.61%، وتراجع مؤشر هانج سينج بحوالي 1.94%.
في أوروبا، وفي وقت نرى فيه الدولار يعود للسيطرة مع طلبه كملاذ آمن، تراجعت أغلب مؤشرات الأسهم الرئيسية.
وهبط مؤشر داكس الألماني أكثر من 0.30%، وتراجع كاك الفرنسي حوالي 0.50%، فيما تم تداول فوتسي البريطاني بانخفاض 0.15% تقريباً.
وعادت الأسواق تخشى استمرار رفع الفيدرالي الفائدة، مما أثّر أيضاً على شهية المخاطرة في الأسهم الأمريكية.
وتتداول عقود مؤشر داوجونز اليوم بانخفاض بحوالي 0.13%، كما تراجع ستاندرد آند بورز 0.2% تقريباً.
انزلاق أسعار النفط
هبطت أسعار النفط الأمريكي الخفيف ليتم تداولها في نطاق 68 دولار للبرميل، مقارنة بأعلى أسعارها لهذا الشهر عند 76 دولار.
كذلك هبطت عقود نفط برنت إلى 72 دولار للبرميل، مقارنة بأسعار وصلت سابقاً هذا الشهر لأكثر من 79 دولاراً.
ويسود القلق أسواق الطاقة إثر توقعات رفع الفيدرالي الفائدة وعدد من البنوك المركزية تشمل الأوروبي والبريطاني.
ورفع الفائدة قد يتسبب على الأغلب بانخفاض وتيرة النمو الاقتصادي المتضرر بالفعل جراء ارتفاع الأسعار.
ومع ضعف وتيرة النمو الاقتصادي، يتوقّع المتداولون في أسواق الطاقة أيضاً خصول تراجع في طلب الخام.
بيانات اقتصادية هامة في ظل حقيقة أن الدولار يعود للسيطرة
نترقّب اليوم صدور بيانات مؤشر JOLTS للوظائف الشاغرة ومعدّل دوران العمل من الولايات المتحدّة الأمريكية.
ومن المتوقّع للمؤشر أن يظهر انخفاض عدد الوظائف الشاغرة من 9.59 مليون إلى 9.41 مليون وظيفة.
إلى جانب ذلك، سنترقّب تصريحات لأعضاء الفيدرالي الأمريكي، “هاركر” وكذلك جيفيرسون”.
وبعد ذلك، سنتوقّف مع تقرير البيج بوك الصادر من الفيدرالي.
هذه البيانات المرتقبة والتصريحات قد يكون لها تأثير على توقعات الفيدرالي، وبالتالي على حركة الدولار رغم أن الدولار يعود للسيطرة اليوم.
وتعتقد الأسواق حالياً أن الفيدرالي سيرفع الفائدة الشهر المقبل 25 نقطة أساس (المصدر).
وإذا أكّدت البيانات الاقتصادية ذلك وكذلك تصريحات الفيدرالي، فقد نشهد ارتفاعاً آخر بالدولار.
عكس ذلك، قد تكون بيانات اقتصادية سلبية وتصريحات أقل تشدداً من أعضاء الفيدرالي سبباً لانخفاض الدولار.
ولا يجب أن ننسى أيضاً بأن أي مستجدات بخصوص رفع سقف الدين، وتحديداً تصويت الكونجرس على الاتفاق، قد يكون ذا تأثير ملموس على الدولار.