الدولار يفرض سطوته في الأسواق، والذهب بأدنى مستويات لهذه السنة
الدولار يفرض سطوته في الأسواق المالية منذ صدور محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي.
ماذا ينتظرنا اليوم من بيانات؟ ولماذا ارتفع الدولار؟
مفاجأة التضخّم الأمريكي بحسب مؤشر Core PCE كانت سبباً رئيسيّاً دفع الدولار نحو الارتفاع.
وأظهرت بيانات التضخّم ارتفاع مؤشر التضخّم المفضّل للفيدرالي من 4.4% إلى 4.7% على نحو غير متوقّع.
المزيد عن بيانات التضخّم المفاجئة (هنـــا)
لذلك، تزايدت توقعات استمرار الفيدرالي رفع الفائدة هذه السنة، ليرتفع الدولار مع هذه التوقعات.
وانخفض اليورو والجنيه الإسترليني وكذلك عدّة عملات أمام الدولار وسط الاعتقاد أن الفيدرالي سيرفع الفائدة.
للمزيد من التفاصيل حول توقعات الفيدرالي واتجاه اليورو والجنيه والدولار عبر الفيديو:
التوقعات التي تغيّرت للفيدرالي الأمريكي وجعلت الدولار يفرض سطوته
التوقعات التي تغيّرت وجعلت الدولار يفرض سطوته في الأسواق المالية هي توقعات أسعار الفائدة النهائية والفترة التي ستبقى فيها الفوائد مرتفعة.
وبحسب مجموعة CME، تعتقد الأسواق أن الفيدرالي سيستمر برفع الفائدة لتصل إلى 5.25%-5.50%.
لكن، هنالك نسبة كبيرة بين المتابعين للفيدرالي أصبحوا يتوقّعون أن تصل الفوائد منتصف العام إلى 5.50%-5.75%.
والأغلبية من المتعاملين في الأسواق المالية والمتابعين للفوائد الفيدرالي، يتوقّعون أن تبقى الفائدة مرتفعة لنهاية هذه السنة 2023 على الأقل.
لذلك، شهدنا الدولار يفرض سطوته في الأسواق المالية ويرتفع مقابل سلّة من العملات، ليؤثّر أيضاً على المعادن والسلع.
تحرّكات الأسواق المالية في وقت الدولار يفرض سطوته
واصل الدولار الأمريكي ارتفاعه أمام سلّة العملات الرئيسية، وصعد مؤشر الدولار على مدى شهر فبراير الجاري بنسبة تفوق 2.9%.
انخفض اليورو أمام الدولار الأمريكي اليوم ليتم تداوله عند أدنى مستوياته منذ السادس من شهر يناير الماضي.
وانخفض اليورو ليصل إلى دولارٍ و5 سنتات أمريكية، مقارنة بأسعار وصلت لـدولارٍ و10 سنتات سابقاً هذه السنة.
ورغم محاولات اليورو الارتفاع، إلا أنه ما زال يتداول في نطاق محدود حول 1.05 دولار.
كما تراجع الجنيه الإسترليني إلى دولار و19 سنتاً أمريكي خلال تداولات اليوم، قبل أن يرتد ويحقق بعض الارتفاع.
بالنسبة للين الياباني، فنجده يواصل انخفاضه أمام العملة الخضراء. وتم تداول الدولار اليوم عند 136 ين للدولار الواحد.
كما تأثّرت أسعار الذهب بارتفاع الدولار وتوقعات رفع الفائدة الفيدرالية، وهبط المعدن الثمين إلى 1806 دولارات للأونصة.
ورغم الارتفاع الذي يشهده سعر الذهب بعد ملامسة الأدنى، لكن يبدو أن المعدن الثمين يتوجّه لإنهاء الشهر بخسائر تقارب 6%.
وفقدت أسعار الذهب كل المكاسب التي كانت قد حققتها خلال شهر يناير الماضي.
كما انخفضت أسعار الفضة خلال شهر فبراير الجاري نحو 12.5% ليتم تداولها عند 20 دولار للأونصة.
هل هنالك أسباب أخرى دفعت الدولار للارتفاع غير رفع الفوائد الفيدرالية؟
في الحقيقة، أصبحت التوقعات تشير إلى أن عدّة بنوك مركزية سترفع الفائدة هذه السنة، مما قد يضعف النمو العالمي.
ومع توقعات تراجع النمو الاقتصادي العالمي، شهدنا حالة من التشاؤم تسود الأسواق المالية، مما تسبب بعمليات جني أرباح.
وتصب عمليات جني الأرباح وحالة التوتّر في الأسواق المالية لصالح الدولار الأمريكي، حيث يتم استخدامه كعملة تصفية للمراكز المالية إلى جانب عملة ملاذ آمن.
بيانات اقتصادية هامة اليوم
تترقّب الأسواق المالية اليوم بيانات أوامر السلع المعمّرة من الولايات المتحدّة، والمتوقّع لها أن تظهر انكماشاً نسبته 3.7%.
لكن بحساب بيانات أوامر السلع المعمّرة في القيمة الأساسية، تتوقّع الأسواق نمواً نسبته 0.1%.
كما ستتابع الأسواق صدور بيانات مبيعات المنازل المعلّقة، وهذه البيانات متوقّع لها أن تظهر انخفاض النمو من 2.5% إلى 0.9%.
هذه البيانات تعتبر بيانات نمو، لذلك قد يكون لها تأثير على الأسواق المالية في حال كانت نتائجها بعيدة عن التوقعات.
بيانات أفضل من المتوقّع، قد تزيد قوّة الدولار وتضغط على الذهب والأسهم، لكن بيانات أسوأ من المتوقّع قد يكون لها تأثير سلبي حتى ولو محدود على الدولار، وبذلك قد نشهد محاولة لارتفاع أسعار الذهب.