الذهب يتراجع رغم التوقعات باقتراب نهاية دورة التشديد النقدي
تراجعت أسعار الذهب خلال تعاملات يوم الاثنين، رغم تزايد التوقعات باقتراب دورة التشديد النقدي من نهايتها لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي الأوروبي، حيث لاقت عقود الذهب بعض الضغوط من عدة عوامل أخرى، كان من بينها بيانات الصين الصادرة صباح اليوم
تداولات الذهب
وعلى صعيد التداولات، تراجعت أسعار العقود الفورية لمعدن XAU/USD بنسبة 0.13% لتصل إلى 1,956.90 دولارا للأوقية، كما انخفضت كذلك أسعار عقود الذهب الآجلة تسليم شهر سبتمبر بواقع 0.28% مسجلة 1,994.10 دولارا للأوقية
أبرز العوامل التي أثرت على تحركات الذهب
أظهرت البيانات الصادرة بالولايات المتحدة الأسبوع الماضي تباطؤ نمو مؤشر الإنفاق على الاستهلاك الشخصي بقيمته الأساسية خلال شهر يونيو الماضي حيث بلغت نسبته 4.1%، وهذا المعدل جاء دون توقعات المحللين التي كانت تشير إلى 4.2%، وكان أيضًا أقل من النسبة المُسجَّلة في شهر مايو والتي بلغت 4.6%. يُعتبر هذا الرقم أدنى مستوى يصل إليه مؤشر التضخم المُفَضَّل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي منذ سبتمبر 2021، وقد يؤدي إلى تباطؤ معدل التضخم الأساسي في البلاد في المستقبل
أدت هذه التطورات، إلى جانب بعض البيانات السلبية الأخرى المُعلَنة في الولايات المتحدة، إلى تعزيز توقعات الأسواق بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يكون على و إنهاء فترة التشديد النقدي الطويلة التي بدأت منذ أبريل من العام الماضي. وذلك جاء بعد أن قرر البنك زيادة أسعار الفائدة بنسبة 25 نقطة أساس في اجتماعه الأخير الذي عقد في يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي. ويعزى هذا التفاؤل لا سيما إلى تصريحات محافظ البنك جيروم باول التي أظهرت لهجة أقل تشددًا أثناء المؤتمر الصحفي للسياسة النقدية
ومع ذلك، فقد أظهرت البيانات أيضا قوة كبيرة للاقتصاد الأمريكي أمام صدمات رفع الفائدة ، حيث سجل الاقتصاد نموا فاق التوقعات خلال الربع الثاني من العام، حيث نما الناتج المحلي الإجمالي وفقا للبيانات الصادرة يوم الخميس بما يفوق توقعات الأسواق، وذلك بواقع 2.4%، في حين كان من المتوقع نموه بنحو 1.8% فقط، بعدما كان قد سجل نموا بنسبة 2.0% بالربع الأول بعد مراجعة القراءة السابقة على نحو مرتفع
ومن ناحية أخرى، أظهرت البيانات الصادرة لمؤشر مديري المشتريات التصنيعي وغير التصنيعي في الصين صباح اليوم تباينا في القراءات، حيث تباطأ مؤشر مديري المشتريات للقطاع غير التصنيعي بشكل كبير، بما يعكس تباطؤ النشاط الاقتصادي للقطاع غير التصنيعي، وفي نفس الوقت سجل مؤشر القطاع التصنيعي انتعاشا فاق المتوقع، ولكنه ظل في منطقة الانكماش، وهو ما أدى لتراجع الذهب مع التوقعات بتباطؤ الطلب بأكبر مستهلك في العالم على معدن الذهب
ولكن رغم ذلك التراجع الذي شهدته أسعار الذهب اليوم على خلفية البيانات السلبية في الصين، إلا أن أسعار الذهب كانت متجهة إلى تحقيق أكبر مكاسب شهرية منذ مارس الماضي ، وذلك بواقع 2.76%، بدعم من التوقعات الأخيرة بأن البنوك المركزية العالمية قد تكون على الوصول لنهاية دورات تشديد السياسة النقدية الحالية