الذهب يرتفع مع هبوط الدولار، وأسعار النفط تهوي مع قلق حيال الطلب
قفزت أسعار الذهب نحو أعلى مستوياتها في نحو ثلاث أشهر، ليتم تداول المعدن الثمين فوق 1780 دولار للأونصة الواحدة. وجاء ارتفاع سعر المعدن الأصفر مرافقاً لتراجع الدولار الأمريكي، الذي تأثّر بدوره بتوقعات تقليل وتيرة رفع الفائدة في الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. أما أسعار النفط، فقد هوَت متأثّرة بمخاوف الأسواق حيال انخفاض الطلب العالمي في ظل توقعات تراجع الأداء الاقتصادي في الدول العظمى حول العالم.
وأصبحت توقعات الأسواق تشير أن يكتفي الاحتياطي الفيدرالي برفع الفائدة في اجتماعه الشهر المقبل ديسمبر بـ 50 نقطة أساس، ليوقف بذلك سلسلة رفع لأربع مرّات متتالية بـ 75 نقطة أساس. وبحسب مجموعة CME، احتمال رفع الفائدة بنصف نقطة مئوية بلغ اليوم الثلاثاء الساعة 9:00 بتوقيت غرينتش نحو 80%.
وكانت قد صدرت بيانات التضخّم الأمريكي لتظهر هبوط معدّل التضخّم إلى 7.7%، وكان الانخفاض في مؤشر أسعار المستهلكين أكبر من التوقعات، مما أعطى الأسواق سبباً للاعتقاد بأن الفيدرالي سيبدأ بالاهتمام بتراجع النمو الاقتصادي، مما سيدفعه لإيقاف رفع الفائدة منتصف العام المقبل أو حتى في موعد يسبق ذلك.
واستفادت أزواج العملات من انخفاض الدولار الأمريكي، حيث استطاع اليورو الارتفاع إلى دولار و4 سنتات أمريكية، فيما الجنيه الإسترليني ارتفع إلى دولار و18 سنتاً أمريكي. وتجاهل المستثمرون بيانات البطالة البريطانية والصادرة من مكتب الاحصاءات الوطنية في بريطانيا، والتي أفادت بارتفاع البطالة الشهر الماضي أكتوبر إلى 3.6% مقارنة في مستوى 3.5% لشهر سبتمبر، حيث أن بيانات طلبات البطالة الجديدة هبطت إلى 3.3 آلاف طلب، مقارنة بـ 3.9 ألف طلب، كما أن متوسّط نمو الدخل بقي مرتفعاً عند 6.0%.
من اليابان، صدرت بيانات النمو في الناتج المحلي الإجمالي لتظهر انكماش الاقتصاد بنسبة -0.3% الربع الثالث الماضي، لكن استطاع الين الياباني استجماع بعض القوّة أمام الدولار، فالدولار يتداول على انخفاض مقابل سلّة العملات الرئيسية. وتم تداول الدولار عند 139 ين للدولار الأمريكي الواحد. ,تقلّص فرق عوائد السندات الأمريكية عن نظيرتها اليابانية إلى 362 نقطة تقريباً، مقارنة بمستويات قريبة من 390 نقطة لصالح الأمريكية، وحصل هذا التقلّص مع اعتقاد الأسواق بأن الفيدرالي سيبطئ وتيرة رفعه الفائدة.
أما الدولار الأسترالي، فقد استطاع الارتفاع إلى أعلى مستوى له منذ أواسط شهر سبتمبر أمام الدولار الأمريكي، ليتم تداول الدولار الأسترالي عند 67 سنت للدولار الأمريكي الواحد، ليستمر في سلسلة مكاسبه للأسبوع الخامس على التوالي، في مكاسب لهذا الشهر زادت عن 5.5%. وأصدر الاحتياطي الأسترالي اليوم محضر اجتماعه الذي تم عقده بداية هذا الشهر، حينما قرر البنك رفع الفائدة 25 نقطة أساس فقط. لكن، أظهر المحضر استعداد المصرف المركزي رفع الفائدة بوتيرة أكبر إذا تطلّبت الظروف الاقتصادية ذلك.
بانتقالنا إلى أسواق الطاقة، نلاحظ انخفاضاً في أسعار النفط اليوم بعدما صدرت بيانات اقتصادية من الصين أفادت بانكماش مبيعات التجزئة بنسبة -0.5% خلال الـ 12 شهراً المنتهية بشهر أكتوبر الماضي، وتعتبر الصين أحد أكبر مستهلكي النفط في العالم. وهبطت أسعار خام برنت إلى 92 دولار للبرميل، مقارنة بأسعار وصلت لـ99 دولار الأسبوع الماضي. أما خام غرب تكساس الوسيط، فقد هبط إلى 84 دولار أمريكي.
وتترقّب الأسواق المالية اليوم بيانات مؤشر أسعار المنتجين في الولايات المتحدّة إلى جانب بيانات مؤشر التصنيع الصادر من ولاية نيويورك، وهذه البيانات قد تكون ذات تأثير على الدولار، لأنها تمزج بين بيانات النمو وكذلك بيانات التضخّم. وتعتبر بيانات مؤشر أسعار المنتجين مؤشّراً مسبقاً عن توقعات التضخّم المستقبلية، وفي حال أظهرت انخفاضاً بأكثر من المتوقع عند 8.3%، فقد تكون ضاغطة على الدولار، فيما إذا كان هنالك مفاجأة وصدرت بأعلى من السابق عند 8.5%، هنا قد يستطيع الدولار استجماع بعض العزم الصاعد. لكن من ناحية أخرى، صدور القيمة عند أو بين القيم السابقة والمتوقعّة قد يكون سبباً لحصول تذبذب ملموس في حركة العملة الخضراء.