الرئيس الأمريكي يعزل عضو الفيدرالي والأسواق قلقة من التدخلات السياسيّة
الرئيس الأمريكي يعزل عضو ومحافظة الفيدرالي “ليزا كوك” في تصعيد جديد يمسّ استقلاليّة الاحتياطي الفيدرالي، مما أقلق الأسواق المالية.
وأقال الرئيس الأمريكي “ليزا كوك” في خطوة غير مسبوقة تاريخياً، ليستمر في هجماته على الفيدرالي.
وقد تدفع الخطوة الفيدرالي لمنطقة مجهولة، ومن المرجح أن تؤدي إلى نزاع قانوني قد ينتهي به المطاف في المحكمة العليا.
بحسب قانون أمريكي تابع لعام 1913، تم تقييد قدرة رؤساء أميركا على عزل أعضاء الفيدرالي إلا “لسبب وجيه”.
ولم يوضّح القانون معنى مصطلح “سبب وجيه”، لكن تم التعامل معه تاريخياً على أنه “عدم القدرة على القيام بالأعمال”.
لكن الرئيس الأمريكي استخدم هذا المصطلح الذي يبدو أنه ثغرة في القانون، متّهماً “ليزا كوك” في عملية احتيال بالرهن العقاري.
والاتهام جاء بحسب مزاعم الرئيس الأمريكي أن “ليزا كوك” قامت بتسمية عقارين مختلفين كمقر إقامتها الرئيسي في الوقت نفسه.
تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الأمريكي الأسبق “جو بايدن” هو من قام بتعيين “ليزا كوك” في الفيدرالي.
ماذا تعني مستجدات الرئيس الأمريكي والفيدرالي؟
الرئيس الأمريكي يعزل عضو الفيدرالي “ليزا كوك” في قرار تم الإعلان عنه عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
لكن، سيتم نقل القرار للمحكمة العليا للنظر فيه، وفي حال قرر أحد القضاة استمرار عضوة الفيدرالي بأعمالها لحين إتمام التحقيقات واتخاذ القرار، فقد يكون القرار بحد ذاته لا يعني شيء.
إلا أن مبدأ أن الرئيس الأمريكي يعزل عضو الفيدرالي “ليزا كوك” اعتبرته الأسواق تدخّلاً بالفيدرالي وعدم استقلاليّته.
وهذا ما سبب تراجعاً بأسواق الأسهم، وصعوداً بأسعار الذهب، وتراجعاً بالدولار الأمريكي عند الإعلان.
تجدر الإشارة إلى أن اثنان من المحافظين السبعة الحاليين في الفيدرالي، “كريستوفر والر” و”ميشيل بومان”، مُعيّنان من قِبل الرئيس الأمريكي.
وفي حال عزل “ليزا كوك”، سيستطيع عندها الرئيس الأمريكي تعيين عضو آخر ليصبحوا ثلاث أعضاء.
بذلك قد تتأثّر قرارات الفيدرالي المقبلة بأعضاء مناهضين للرئيس الأمريكي وخفض الفائدة الفيدرالية.
لكن الهم الأكبر للأسواق الآن هو هل ستستمر “استقلالية الفيدرالي في قراراته” عن القرارات السياسيّة للبيت الأبيض أم لا.
ما التأثير على توقعات الفائدة؟
الرئيس الأمريكي يعزل عضو الفيدرالي والأسواق تزيد توقعاتها حيال خفض الفوائد بقيّة هذه السنة.
أصبحت الأسواق المالية ترجّح أن يتم خفض الفائدة مرّتان هذه السنة، أولهما في الـ17 من شهر سبتمبر المقبل.
بل أن هنالك نسبة ليست بقليلة، وتزيد عن 34% بحسب مجموعة CME (المصدر)، تشير لاحتمال ثلاثة تخفيضات بالفائدة.
فإذا ثبت للأسواق بأن هنالك تأثير لمطالبات الرئيس الأمريكي على الفيدرالي، هنا قد نشهد انخفاضاً حاداً بالثقة بالأسواق المالية.
وفعلاً، شهدنا تراجعاً يوم أمس في مؤشرات الأسهم الأمريكية والدولار وارتفعت أسعار الذهب.
وهبط مؤشر داوجونز الأمريكي في التعاملات الآنية حوالي 0.77%، وهبط مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقاً بنسبة 0.43%.
وتعكس تحرّكات أسعار الذهب توقعات خفض الفوائد الفيدراليّة ومخاوف حيال استقلاليّة الفيدرالي.
أما انخفاض أسعار الأسهم يشير لقلق حيال الاقتصاد الأمريكي مع استمرار التدخّل من البيت الأبيض بالفيدرالي.
الرئيس الأمريكي يعزل عضو الفيدرالي والأسواق تترقّب بيانات اقتصادية اليوم
بعد أن شهدنا الرئيس الأمريكي يعزل عضو الفيدرالي الأمريكي، تترقّب الأسواق المالية اليوم عدداً من البيانات الاقتصادية.
وتعتبر البيانات الاقتصادية ذات تأثير ملموس بالأسواق المالية في حال جاءت نتائجها بعيدة عمّا هو متوقّع.
وتترقّب الأسواق اليوم صدور قراءة مؤشر أوامر السلع المعمّرة، مع توقعات صدوره بقراءة انكماش نسبته -3.8%.
كما سنكون مع قراءة مؤشر CB لثقة المستهلك الأمريكي، والتوقعات بانخفاض المؤشر من 97.2 إلى 96.4 نقاط.
وستصدر أيضاً قراءة مؤشر التصنيع لولاية ريتشموند، واحتمال أن يرتفع لكن ليبقى في السالب عند -11 مقارنة بالسابق -20 نقطة.
كيف ستؤثّر البيانات الاقتصادية بالأسواق؟
بعد أن شهدنا الرئيس الأمريكي يعزل عضو الفيدرالي الأمريكي، ربما سيكون التركيز على أي مستجدات بهذا الخصوص.
لكن أيضاً قد تؤثّر البيانات الاقتصادية في الأسواق في حال جاءت نتائجها بعيدة جداً عن التوقعات.
فبيانات اقتصادية نتائجها أقل كثيراً مما هو متوقّع، قد تسبب تراجعاً بالدولار الأمريكي وصعوداً بالذهب.
أما بيانات نتائجها أعلى كثيراً مما هو متوقّع قد تدفع الدولار للصعود وربما تتراجع أسعار الذهب.
لكن بالنسبة لأسواق الأسهم، فقد تبقى في حال متوتّر لحين صدور أي مستجدات سياسيّة بخصوص عضو الفيدرالي.
ربما يهمّك أيضاً:
التحليل اليومي للأسواق المالية العالمية 26-08-2025
المخاوف من تعطل الإمدادات تدفع أسعار النفط للصعود
الذهب يتراجع بشكل طفيف مع صعود الدولار