الفيدرالي يثبّت الفوائد كما توقّعت الأسواق، إلا أن الدولار يتراجع
الفيدرالي يثبّت الفوائد في نطاق بين 5.25% -5.50%، وهي أعلى مستويات للفائدة منذ نحو 23 عاماً مضت. لكن، تراجع الدولار الأمريكي أمام سلّة من العملات الرئيسية، وصعدت أسعار الذهب وانتعشت أسواق الأسهم.
ورغم أن الفيدرالي بدا أكثر تشدداً مما كان عليه باجتماع شهر مارس، إلا أن الأسواق اعتقدت أنّه سيكون أكثر تشدداً.
وفعلاً، أشار رئيس الاحتياطي الفيدرالي أن الأشهر القليلة من هذه السنة لم يتم إحراز تقدّم بخفض التضخّم.
لكن، أشاد بحقيقة أن التضخّم انخفض بشكل ملموس العام الماضي قبل أن يستقر هذه السنة.
وترى الأسواق بأن أوّل خفض بالفائدة قد يكون شهر سبتمبر المقبل 2024 بحسب إحصائيات CME (المصدر).
لكن في نفس الوقت، رغم أننا شهدنا الفيدرالي يثبّت الفوائد في قراره، إلا أن الفيدرالي ألغى أي احتمال رفعها أكثر.
وأشار “جيروم باول” رئيس الفيدرالي بأن أسعار الفائدة الحالية كفيلة بإعادة التضخّم لمستويات 2.0%.
إلى جانب ذلك، بعدما شهدنا الفيدرالي يثبّت الفوائد، تم إعلان خفض وتيرة التشديد في برنامج التيسير الكمّي.
وكان الفيدرالي يخفّض وتيرة التيسير الكمّي بنحو 60 مليار دولار شهرياً، وتم خفض هذه الوتيرة إلى 25 مليار دولار.
بالتالي، ترى الأسواق المالية بأن خفض برامج التيسير الكميّ جاءت بوتيرة أقل تشدداً مما سبق.
لذلك، شهدنا الدولار الأمريكي يتراجع أمام سلّة من العملات الرئيسية، وصعدت أسعار الذهب وارتفعت مؤشرات الأسهم.
فالأسواق المالية كانت تعتقد بأن الفيدرالي سيكون متشددّاً بشكل أكبر بعدما أظهرت بيانات ارتفاع التضخّم بحسب أسعار المستهلكين إلى 3.5% من 3.2%، وثبات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الجوهري عند 2.8%.
البيانات الاقتصادية المنتظرة بعدما شهدنا الفيدرالي يثبّت الفوائد
بعدما شهدنا الفيدرالي يثبّت الفوائد في قراره يوم أمس، وقام بخفض وتيرة التشديد في برنامج التيسير الكمّي، تترقّب الأسواق المالية اليوم وغداً عدّة بيانات اقتصادية قد يكون لها تأثير في الأسواق المالية.
أشار بيان الفائدة وكذلك المؤتمر الصحفي بوضوح إلى أن الفيدرالي سيتابع البيانات الاقتصادية لتحديد السياسة النقدية.
لذلك، ربما ستتزايد أهمية البيانات الاقتصادية خلال الفترة المقبلة.
اليوم، نترقّب صدور قراءة طلبات البطالة الأسبوعية، مع توقعات الأسواق أن ترتفع الطلبات من 207 آلاف إلى 212 ألفا.
كما سنكون اليوم مع بيانات تكاليف العمالة والمتوقّع أن تظهر ارتفاعاً من 0.4% إلى 3.6%.
إلى جانب ذلك، ستصدر قراءة ميزان التجارة الذي تتوقّع الأسواق أن يكون قد ارتفع العجز فيه من 68.9 مليار إلى 69.5 مليار دولار.
فوق كل ذلك، سنتوقّف مع بيانات أوامر المصانع، وترى الأسواق احتمالية أن تظهر البيانات ارتفاعاً في النمو من 1.4% إلى 1.6%.
كل هذه البيانات قد يكون لها تأثير على الأسواق المالية في حال جاءت نتائجها بعيدة عن التوقعات.
لكن يوم غدٍ الجمعة، ربما ستكون بيانات الوظائف الأمريكية ذات أهمية كبيرة للأسواق المالية.
ونترقّب يوم غدٍ صدور بيانات معدّل البطالة المتوقّع أن تظهر استقرار البطالة عند 3.8%.
كما تنتظر الأسواق المالية صدور قراءة الوظائف المستحدثة في القطاعات غير الزراعية، والتي تتوقّع فيها أن تظهر انخفاضاً بالتوظيف إلى 238 ألف وظيفة مستحدثة شهر أبريل من 303 آلاف وظيفة لشهر مارس. 2024.
هذا وسنراقب أيضاً بيانات نمو معدّل الدخل التي يتوقّع لها أن تظهر استقرار النمو عند 0.3%.
وبعد بيانات الوظائف، سنتوقّف مع بيانات مؤشر ISM لمديري مشتريات قطاع الخدمات.
كل البيانات الاقتصادية التي ستصدر اليوم ويوم غد قد يكون مزيجاً يحدد توجهات الأسواق المالية بشكل عام.
وكلّما كانت النتائج بعيدة عن التوقعات، كان التأثير المحتمل لها أكبر.
نتائج أعمال الشركات الأمريكية
ستكون الأسواق المالية اليوم على موعد مع صدور نتائج أعمال شركة آبل، وتتوقّع الأسواق أن تكون الشركة قد حققت إيرادات بمتوسط 90.3 مليار دولار أمريكي، وربحية سهم حول 1.5 دولار للسهم الواحد.
الشركة البالغ حجمها 2.61 ترليون دولار تقريباً يمثّل حجمها نحو 10% من الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي لعام 2023.
بالتالي، تعتبر شركة آبل إحدى كبرى الشركات التي قد تعتبرها الأسواق المالية مؤشّراً اقتصادي هام.
بالتالي، قد تؤثّر نتائج أعمال آبل على الأسواق المالية بشكل عام وقد ينتقل تأثيرها إلى العملات والمعادن الثمينة.
إلى جانب شركة آبل، ستصدر نتائج أعمال بكثير من الشركات الأمريكية الأخرى، مما قد يدخل أسواق الأسهم في تذبذب.
ربما يهمّك أيضاً:
تراجع اسعار النفط الخام بدعم من زيادة في مخزونات النفط الأمريكية وتخوف الأسواق من نقص الإمدادات بسبب الصراع بالشرق الأوسط
ارتفاع أسعار الذهب عقب تثبيت الفيدرالي الأمريكي الفائدة أمس الأربعاء