القلق يعتري الأسواق المالية بعد مستويات قياسية للأسهم الأمريكية
القلق يعتري الأسواق المالية بعدما لامست الأسهم الأمريكية يوم أمس أعلى مستوى لها على الإطلاق، وشهدنا اليوم تراجع بشهيّة المخاطرة.
وهبطت العديد من مؤشرات الأسهم الآسيوية لتثبت أن القلق يعتري الأسواق المالية في ظل مخاوف التباطؤ الاقتصادي العالمي.
وقرر بنك الياباني المركزي اليوم تثبيت الفائدة في نطاقها السلبي عند -0.10%، كما ثبّت سياسة تحكّمه بعواد السندات.
وجاء قرار بنك اليابان بعدما ثبّت بنك الشعب الصيني أمس الفائدة عند 3.45% و4.20% لقروض عام وخمس أعوام على التوالي.
وأصبحت الأسواق المالية حالياً أقل تأكدّاً من أن الفيدرالي سيجري خفضاً بالفائدة خلال النصف الأوّل من هذه السنة.
وبحسب مجموعة CME (المصدر)، الأسواق شبه متأكّدة ألا خفض بالفائدة هذا الشهر.
وانخفض احتمال خفض الفائدة شهر مارس من 47.1% يوم أمس إلى 44.3%.
هذا وانخفض أيضاً احتمال خفض الفائدة شهر مايو من 97.5% يوم أمس إلى 86.2% هذا اليوم.
وعدم خفض الفائدة تسبب بتسرّب القلق للأسواق المالية، خصوصاً والأسواق تترقّب هذا الأسبوع عديداً من المستجدات.
للمزيد عن الأسباب التي جعلت القلق يعتري الأسواق المالية عبر الفيديو التالي:
لماذا ارتفع الين الياباني رغم حفاظ بنك اليابان على سياساته التسهيلية للغاية؟
رغم أن بنك اليابان حافظ على سياساته التحفيزية، إلا أن الين الياباني ارتفع أمام سلّة من العملات الرئيسية اليوم.
وتم تداول الين الياباني عند 147 ين للدولار الأمريكي الواحد، حيث انخفض الدولار من 148 ين للدولار الواحد.
وارتفع الين الياباني إثر طلب الين كملاذ آمن وسط مخاوف تباطؤ اقتصادي عالمي.
إلى جانب ذلك، قال رئيس بنك اليابان المركزي “كازو أويدا” بأن بنك اليابان يجب أن يراقب التطوّرات في أسواق العملات بعناية كبيرة ومراقبة تأثيرها على الأسعار.
وهذا ما جعل المتداولين يرون أن بنك اليابان المركزي غير راضٍ عن الانخفاض الكبير الذي تعرّض له الين الياباني سابقاً.
بيانات اقتصادية قليلة اليوم، لكن الأسواق تترقّب نتائج أعمال الشركات
القليل من البيانات الاقتصادية ذات التأثير على الأسواق مُجدولة على الأجندة الاقتصادية اليوم.
نترقّب من الولايات المتحدّة هذا اليوم مؤشر التصنيع لولاية ريتشموند الأمريكية، مع توقعات بقاء المؤشر بالسالب.
تتوقّع الأسواق ارتفاعاً في المؤشر من -11 إلى -7، لكن رغم هذا الارتفاع، تعبّر القيمة المتوقّعة عن انكماش.
ومنذ شهر أبريل عام 2022، لم يحقق قطاع التصنيع لولاية ريتشموند الأمريكية إلا ثلاث أشهر.
ورغم النمو في ثلاث أشهر خلال الفترة، إلا أن النمو بقي ضعيفاً، ليثبت تعثّراً عاماً في قطاع التصنيع في الولاية.
وبالرجوع لبيانات التصنيع لولاية فيلادلفيا وكذلك نيويورك، سنلاحظ بأن قطاعات التصنيع فيها متعثّرة.
لذلك، يرجّح ذلك حاجة خفض الفائدة في الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لاحقاً هذه السنة، لكن سيحتاج الفيدرالي مزيداً من البيانات.
نتائج أعمال الشركات
تعتبر نتائج أعمال كبرى الشركات الأمريكية ذات دلالة على الوضع الاقتصادي العالم.
يوم أمس، ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز لكبرى الشركات الأمريكية لأعلى مستوى له على الإطلاق، ولامس المؤشر بحسب ماركت واتش الأعلى عند 4868 نقطة قبل أن يتراجع اليوم في تداول عقوده المستقبلية.
وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز بدعم نتائج أعمال عديد من الشركات الأمريكية.
واليوم، سنكون مع إعلان نتائج أعمال كل من جونسون آند جونسون وكذلك شركة نيتفليكس وجنرال إلكتريك وغيرها الكثير.
وأصبحت نتائج أعمال الشركات مؤشّراً هاماً للاقتصاد الأمريكي، كما أنها تؤثّر بشكل عميق في مؤشرات الأسهم الأمريكية.
إلى متى سيبقى القلق يعتري الأسواق المالية؟
نلاحظ اليوم انخفاضاً في عديدٍ من مؤشرات الأسهم الأوروبية، كما تداولت عقود مؤشرات الأسهم الأمريكية على تراجع.
في آسيا، انخفض مؤشر نيكاي الياباني أيضاً.
كل ذلك نابع من مخاوف التباطؤ الاقتصادي العالمي في ظل توقعات تأجيل البنوك المركزية خفض الفائدة لعدّة أشهر.
وهذا الأسبوع، نترقّب قرار البنك المركزي الأوروبي المتوقّع فيه أن يثبّت الفائدة عند 4.50%.
الأسبوع القادم، سنكون مع قرار بنك إنجلترا وقرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، والتوقعات بتثبيت كليهما الفائدة.
لذلك قد تستمر حالة القلق والتذبذب في الأسواق المالية على مدى تداولات الأسبوعين القادمين.
لكن هذا الأسبوع، ستتدفّق المزيد من البيانات الاقتصادية، التي تشمل يوم غد بيانات مؤشرات مديري المشتريات من أوروبا وبريطانيا وأميركا، وهي بيانات تعتبر غاية في الأهمية للأسواق المالية في الوقت الراهن.
كما سنكون مع قراءة الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي للربع الرابع الماضي 2023، وأيضاً سنترقّب الجمعة صدور بيانات التضخّم الأمريكي.
من هنا، لا يجب استبعاد أن يبقى القلق يعتري الأسواق المالية لحين اتضاح المزيد من الحقائق الاقتصادية.
ربما يهمّك أيضاً:
أسعار النفط تتراجع مع قلق الأسواق من نقص الإمدادات واستمرار التوترات بالبحر الأحمر
تراجع أسعار المعدن الأصفر في أولي جلسات الأسبوع مع ترقب الأسواق قرب تحديد الفائدة الأمريكية الفترة القادمة