المتغيّرات الاقتصادية الأمريكية تؤكّد أن الفيدرالي سيخّفض الفائدة
المتغيّرات الاقتصادية الأمريكية التي صدرت مؤخّراً تؤكّد أن الاحتياطي الفيدرالي سيخفّض الفائدة يوم غدٍ الأربعاء 25 نقطة أساس، في آخر اجتماع له هذه السنة 2024.
وأظهرت بيانات مؤشرات مديري المشتريات تعمّق انكماش قطاع الصناعات التحويلية، بانخفاض المؤشر من 49.7 إلى 48.3 نقطة.
لكن بالنسبة لقطاع الخدمات، فقد ارتفع المؤشر من 56.1 نقطة إلى 58.5 نقاط.
ونلاحظ بأن هذا التباين في البيانات الاقتصادية جاء بعد أن شهدنا ارتفاعاً ملموساً في طلبات البطالة الأسبوعيّة بآخر القراءات الصادرة.
فقد أظهرت بيانات الخميس الماضي بارتفاع طلبات البطالة من 225 ألف طلب إلى 242 ألف طلب.
لكن في نفس الوقت، جاءت بيانات أسعار المنتجين الأسبوع الماضي بأعلى من التوقعات، وبارتفاع من 0.3% إلى 0.4%.
ومن ناحية التضخّم، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين من 2.6% إلى 2.7%، وارتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي، المؤشر المفضّل للفيدرالي لقياس التضخّم، من 2.7% إلى 2.8%.
بالتالي، نلاحظ بأن البيانات الاقتصادية التي صدرت مؤخّراً تؤكّد رؤية الفيدرالي بأن هنالك توازن في مخاطر التضخّم والتوظيف.
لذلك، من المحتمل أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة يوم غدٍ الأربعاء من نطاق 4.50%-4.75% إلى نطاق 4.25%-4.50% (المصدر).
لكن في نفس الوقت، بفعل مخاطر التضخّم، أصبحت الأسواق تعتقد بأن الفيدرالي سيبطئ كثيراً وتيرة خفض الفائدة عام 2025.
واليوم، سنكون مع بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية والتي قد تكون أيضاً ضمن البيانات التي سيأخذها الفيدرالي غداً بعين الاعتبار.
وتتوقّع الأسواق أن تظهر بيانات مبيعات التجزئة اليوم ارتفاع نمو المبيعات الشهر الماضي إلى 0.6%، مقارنة بأكتوبر عند 0.4%.
وبالنسبة للقراءة الأساسية، تعتقد الأسواق بأن النمو سيرتفع من 0.1% إلى 0.4%.
وارتفاع نمو مبيعات التجزئة قد يمنح الفيدرالي فترة خلال مطلع عام 2025 لأن يتأنّى بخفض الفائدة.
مع ترقّب المتغيّرات الاقتصادية الأمريكية اليوم، بيانات بريطانية تدفع الجنيه للارتفاع
فيما نرى الأسواق في انتظار المتغيّرات الاقتصادية الأمريكية التي ستصدر اليوم، صدرت صباح اليوم بيانات أسواق الوظائف البريطانيّة.
وأثبتت البيانات استقرار معدّل البطالة عند 4.3%.
لكن في نفس الوقت، أظهرت البيانات انخفاضاً كبيراً في أعداد المتقدّمين للبطالة، من 26.7 آلاف إلى 300 شخص فقط.
وبيانات بريطانيا اليوم قد تؤكّد بأن بنك إنجلترا المركزي سيثبّت الفائدة لاحقاً هذا الأسبوع عد 4.75%.
لذلك، شهدنا الجنيه الإسترليني يرتفع ليلامس مستويات ضمن نطاق دولار و27 سنتاً أمريكي، مرتفعاً من دولار و26 سنت.
كما ارتفع الجنيه أمام اليورو والفرنك السويسري وكذلك الين الياباني وعدد من العملات الأخرى في تداولاته اليوم.
بيانات منطقة اليورو
مع ترقّب المتغيّرات الاقتصادية الأمريكية لاحقاً هذا اليوم، ستصدر أيضاً بيانات اقتصادية من منطقة اليورو.
ونبدأ مع بيانات مؤشر ifo لمناخ الأعمال الألماني، المتوقّع أن تظهر تراجعاً طفيفاً من 85.7 إلى 85.5 نقطة.
كما سنكون مع بيانات مؤشر ZEW للثقة في الاقتصاد الألماني، والمتوقّع أن تظهر انخفاض مؤشر الثقة إلى 6.8 من 7.4 نقاط.
وبالنسبة لمؤشر الثقة ZEW التابع لاقتصاد منطقة اليورو، تتوقّع الأسواق انخفاضاً طفيفاً من 12.5 إلى 12.2 نقطة.
هذا وسوف تتابع الأسواق بيانات ميزان التجارة لمنطقة الإيطالي المتوقّع أن يظهر ارتفاع الفائض من 2.58 مليار إلى 3.22 مليار يورو.
وسوف تصدر أيضاً بيانات التجارة لمنطقة اليورو، وتوقعات أن تظهر انخفاضاً في الفائض من 13.6 إلى 11.7 مليار يورو.
والبيانات الاقتصادية التي ستصدر من منطقة اليورو قد يكون لها تأثير ملموس على اليورو أمام سلّة العملات، لكن فقط في حال كانت نتائجها بعيدة عن التوقعات.
فبيانات أقل كثيراً من توقعات الأسواق قد تدفع اليورو للتراجع.
لكن، بيانات أعلى كثيراً من التوقعات في نتائجها، قد تساعد اليورو على تحقيق بعض المكاسب أمام العملات الرئيسية.
إلا أن صدور القراءات قريبة جداً من توقعات الأسواق المالية، أو أن تكون متباينة في نتائجها بين ارتفاع وانخفاض، هنا ربما سنشهد حالة من التذبذب ضمن نطاقات لليورو أمام العملات الرئيسية.
للمزيد عن بيانات بريطانيا وأوروبا وكذلك المستجدات الأمريكية عبر الفيديو التالي:
بيانات التضخّم في كندا
نلاحظ بأننا اليوم نترقّب عدداً من البيانات الاقتصادية لمنطقة اليورو وبريطانيا والولايات المتحدّة، لكن أيضاً في وقت نرى فيه تركيز على المتغيّرات الاقتصادية الأمريكية التي صدرت مؤخّراً وستصدر لاحقاً اليوم، سنكون أيضاً مع بيانات هامّة من كندا.
تراجع الدولار الكندي أمام الأمريكي لأدنى مستوياته منذ أكثر من 4 أعوام، وتم تداول الدولار الأمريكي عند 1.42 دولار كندي.
وسبب التراجع الكبير هو مواصلة بنك كندا المركزي خفض الفائدة للمرّة الخامسة هذه السنة، بإجمالي تخفيضات 175 نقطة أساس.
وانخفاض الفائدة في كندا من 5.0% إلى 3.25% ساهم في الضغط على الدولار الكندي.
وأبدى بنك كندا المركزي استعداداً لمواصلة خفض الفائدة إذا تطلّب الأمر.
لكن، التضخّم قد يكون العائق الوحيد أمام بنك كندا المركزي لمواصلة خفض الفائدة، ومن هنا تعتبر بيانات التضخّم اليوم هامّة.
وبلغ التضخّم بحسب آخر قراءة في كندا شهر نوفمبر 2.0%، بارتفاع من 1.6% شهر أكتوبر.
واليوم، تتوقّع الأسواق أن تظهر قرارات التضخّم بحسب مؤشر أسعار المستهلكين قراءات بين 2.1% و1.9%.
لذلك، إن جاءت القراءة أعلى كثيراً من التوقعات، ربما سنرى الدولار الكندي يتماسك أمام سلّة من العملات.
لكن صدور القراءة بأقل كثيراً من التوقعات، هنا قد يتوجّه بنك كندا لإجراء مزيد من الخفض، وبالتالي انخفاض الدولار الكندي.
المتغيّرات الاقتصادية الأمريكية اليوم وتأثيرها على الأسواق
بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية في العادة تؤثّر في الأسواق المالية، خصوصاً لو كانت نتائجها بعيدة عن التوقعات.
وكما أشرنا، تتوقّع الأسواق أن تكون وتيرة النمو في مبيعات التجزئة تسارعت إلى 0.6%.
كما تتوقّع الأسواق بأن وتيرة نمو مبيعات التجزئة في القيمة الأساسية ارتفعت إلى 0.4%.
وصدور تلك القراءات أعلى كثيراً من التوقعات، ربما ستدعم الدولار الأمريكي وتضغط على الذهب.
لكن، صدور القراءة أقل كثيراً من توقعات الأسواق، ربما ستضغط على الدولار وقد يرتفع عندها الذهب.
نود أن نشير أيضاً بأن الأسواق تترقّب بيانات معدّل استغلال القدرات وكذلك الإنتاج الصناعي وأيضاً مخزونات الأعمال من أميركا.
وكل هذه البيانات قد يكون تأثيرها اليوم محدود نسبياً في ظل ترقّب قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يوم غدٍ الأربعاء.
ربما يهمّك أيضاً:
تراجع النفط من أعلى مستوياته في أسبوعين ونصف إثر بيانات سلبية من كبار المستهلكين
الذهب يعاود الصعود من أدنى مستوى في أسبوع مع زيادة المخاوف بشأن النشاط الاقتصادي العالمي