المعدن الأصفر يواصل التراجع مع اتجاه المستثمرين لجني الأرباح وتزايد الثقة في المحادثات التجارية

إنخفاض أسعار المعدن الأصفر بعد موجة صعود قوية حققها بالجلسات السابقة

شهدت أسعار الذهب تراجعًا واسعًا في الأسواق الأوروبية يوم الأربعاء، لتواصل خسائرها الحادة لليوم الثاني على التوالي، مسجلة أدنى مستوى في أسبوعين، واقتربت من كسر المستوى النفسي الرئيسي عند 4,000 دولار للأونصة، في ظل تسارع وتيرة عمليات جني الأرباح، وتراجع الإقبال على أصول الملاذات الآمنة مع تنامي التفاؤل بشأن الملف التجاري العالمي

تداولات الذهب

وخلال تداولات صباح اليوم فقد انخفض الذهب بنسبة 2.9% إلى 4,004.56 دولار للأونصة، وهو أدنى مستوى منذ 10 أكتوبر، مقارنة بسعر الافتتاح عند 4,124.91 دولار، في حين لامس أعلى مستوى خلال الجلسة عند 4,161.19 دولار, وعند تسوية تداولات الثلاثاء، تكبد الذهب خسارة حادة بلغت 5.3%، وهي الأكبر منذ أغسطس 2020، بعد موجة بيع لجني الأرباح عقب صعوده إلى أعلى مستوى تاريخي عند 4,381.73 دولار للأونصة

أهم العوامل المؤثرة علي أسعار الذهب

وتعرض المعدن الأصفر لضغوط إضافية نتيجة استمرار ارتفاع الدولار الأمريكي أمام سلة العملات الرئيسية، إذ اتجه المستثمرون إلى شراء العملة الأمريكية كخيار استثماري مفضل في سوق الصرف الأجنبي , وتواصل أسعار الذهب الهبوط بعد موجة الارتفاع الاستثنائي الأسبوع الماضي، متأثرة بارتفاع الدولار الأمريكي الذي حدّ من الطلب على المعدن المقوم به، في وقت يترقب فيه المستثمرون بيانات التضخم الأمريكية التي ستحدد اتجاه السياسة النقدية المقبلة

أيضاً فقد وتعرض المعدن الأصفر لضغوط إضافية نتيجة استمرار ارتفاع الدولار الأمريكي أمام سلة العملات الرئيسية، إذ اتجه المستثمرون إلى شراء العملة الأمريكية كخيار استثماري مفضل في سوق الصرف الأجنبي , وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة “مينت” الهندية أن واشنطن ونيودلهي تقتربان من توقيع اتفاق تجاري يخفض الرسوم الأمريكية على الواردات الهندية من 50% إلى 15%، مما يعزز الأجواء الإيجابية في الأسواق العالمية

كما ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.1% يوم الأربعاء، مواصلًا مكاسبه للجلسة الرابعة على التوالي، ليسجل أعلى مستوى في أسبوع عند 99.06 نقطة، مع استمرار الطلب القوي على العملة الأمريكية في ظل توقعات بمزيد من السياسات التيسيرية من قبل بنوك مركزية كبرى مثل بريطانيا واليابان وكندا وأستراليا لدعم اقتصاداتها المتباطئة, وتتجه الأنظار إلى بيانات التضخم الأمريكية المنتظر صدورها بنهاية الأسبوع، والتي ستشكل مؤشرًا رئيسيًا لتوجهات السياسة النقدية. ويكتسب تقرير مؤشر أسعار المستهلك أهمية إضافية في ظل تجميد باقي البيانات الاقتصادية بسبب الإغلاق الحكومي، ما يجعله المرجع الأبرز لتقييم مسار التضخم وتأثيره على قرارات الفائدة وأداء الدولار وبالتالي على أسعار الذهب

ويبدو إن انحسار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين شكّل “الشرارة” التي دفعت إلى تصحيح قوي في أسعار الذهب بعد صعود مطوّل. وأضاف أن السوق يشهد حاليًا إعادة تموضع فني طبيعية بعد الارتفاع الكبير فوق مستوى 4,000 دولار، مرجحًا أن أي تراجعات إضافية قد تشكل فرصًا جديدة للشراء