المعدن النفيس يحقق مكاسب تقارب 3% ليبلغ أعلى مستوياته في أسبوعين.

صعود أسعار الذهب بدعم من ضعف البيانات الأمريكية

شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً قوياً خلال تداولات يوم الاثنين، حيث قفزت بنحو 3% لتسجل أعلى مستوياتها في أكثر من أسبوعين، مدعومة بضعف البيانات الاقتصادية الأمريكية التي عززت التوقعات بإقدام مجلس الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل. هذا التوجه نحو سياسة نقدية أكثر تيسيراً زاد من جاذبية المعدن النفيس كملاذ آمن وأصل استثماري لا يدرّ عائداً.

تداولات الذهب
ارتفع الذهب الفوري بنسبة 2.8% ليصل إلى 4,111.39 دولاراً للأوقية بحلول الساعة 2:21 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (1921 بتوقيت غرينتش)، بعد أن لامس في وقت سابق من الجلسة أعلى مستوى له منذ 24 أكتوبر. كما صعدت عقود الذهب الأمريكية الآجلة لتسليم ديسمبر بنسبة مماثلة لتستقر عند 4,122.00 دولاراً للأوقية، وسط أحجام تداول مرتفعة تعكس تحوّل مزاج المستثمرين نحو الأصول الآمنة.

العوامل الأساسية المؤثرة
جاء الدعم الأساسي للمعدن الأصفر من تراجع الدولار الأمريكي وتزايد الرهانات على خفض وشيك في أسعار الفائدة الأمريكية، بعد صدور بيانات اقتصادية ضعيفة عززت مخاوف التباطؤ. فقد أظهرت تقارير الأسبوع الماضي تراجعاً في التوظيف خلال أكتوبر، مع خسائر واضحة في قطاعي الحكومة وتجارة التجزئة، إلى جانب انخفاض مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي في أوائل نوفمبر، ما يعكس تزايد القلق بشأن آفاق النمو الاقتصادي.

وأشارت بيانات أداة CME FedWatch إلى أن الأسواق تُسعّر احتمال خفض الفائدة في ديسمبر بنحو 64%، لترتفع النسبة إلى قرابة 77% بحلول يناير، ما يوضح أن المستثمرين بدأوا فعلاً بتسعير دورة تيسير نقدي محتملة. وفي هذا السياق، أكد بيتر غرانت، نائب الرئيس وكبير استراتيجيي المعادن في شركة Zaner Metals، أن البيانات الضعيفة الأخيرة دفعت الأسواق نحو إعادة تقييم مسار الفائدة، مرجحاً أن يشهد ديسمبر أول خفض منذ أشهر، مع احتمال وصول أسعار الذهب إلى مستويات تتراوح بين 4,200 و4,300 دولار للأوقية بنهاية العام، بينما يبقى مستوى 5,000 دولار هدفاً منطقياً خلال الربع الأول من العام المقبل.

العوامل السياسية الداعمة
على الصعيد السياسي، ساهمت التطورات في واشنطن في تعزيز الزخم الصعودي للذهب، حيث وافق مجلس الشيوخ الأمريكي يوم الأحد على مشروع قانون يهدف إلى إنهاء الإغلاق الحكومي الذي استمر 40 يوماً، ما أعاد شيئاً من الثقة للأسواق ودعم التوقعات بعودة صدور البيانات الاقتصادية بصورة منتظمة خلال الفترة المقبلة.

وفي هذا السياق، قال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في بنك ساكسو، إن “إعادة فتح الحكومة الأمريكية ستعيد تدفق البيانات وتنعش الرهانات على خفض الفائدة في ديسمبر، لكنها في المقابل ستعيد تسليط الضوء على التدهور في الأوضاع المالية للولايات المتحدة”. وأوضح أن تصويت مجلس الشيوخ بالموافقة على المضي قدماً في مشروع قانون التمويل كسر حالة الجمود السياسي التي كانت السبب الرئيسي وراء الإغلاق الطويل، الأمر الذي دعم ثقة الأسواق وساهم في تعزيز الطلب على الذهب كأداة تحوّط.

التوقعات المستقبلية
من المرجّح أن يواصل الذهب استفادته من مزيج العوامل الداعمة، وعلى رأسها ضعف الدولار وتزايد رهانات خفض الفائدة، إلى جانب استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي في الولايات المتحدة. وفي حال تأكدت توقعات خفض الفائدة في ديسمبر، فقد يشهد الذهب موجة صعود إضافية تدفع الأسعار إلى مستويات قياسية جديدة مع نهاية العام