المعدن النفيس يلامس مستوى 4,100 دولار للأوقية في أعلى إغلاق له على الإطلاق

الذهب يسجل مستوىً قياسيًا جديدًا متجاوزًا 4,100 دولار للأوقية وسط تصاعد التوترات التجارية وتزايد توقعات خفض الفائدة الأمريكية

ارتفعت أسعار الذهب خلال تعاملات الاثنين لتتجاوز مستوى 4,100 دولار للأوقية لأول مرة في تاريخها، مسجلةً مستوى قياسيًا جديدًا، بدعم من تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وتزايد الرهانات على خفض أسعار الفائدة الأمريكية. كما واصلت الفضة مكاسبها لتسجل مستويات غير مسبوقة في حركة صعود قوية شملت معظم المعادن الثمينة.

تداولات الذهب
خلال جلسة الاثنين، صعد الذهب الفوري بنسبة 2.2% إلى 4,106.48 دولار للأونصة بحلول الساعة 1:47 بعد الظهر بتوقيت الساحل الشرقي الأمريكي (17:47 بتوقيت غرينتش)، بعد أن لامس في وقت سابق مستوىً قياسيًا عند 4,116.77 دولار. وفي المقابل، أنهت عقود الذهب الأمريكية الآجلة لشهر ديسمبر التعاملات مرتفعة بنسبة 3.3% عند 4,133 دولارًا للأوقية.

العوامل المؤثرة في تحركات الأسعار
منذ بداية العام، ارتفع الذهب بنحو 56% مدفوعًا بمجموعة من العوامل التي شملت تزايد حالة الضبابية الجيوسياسية والاقتصادية، وتوقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية، واستمرار عمليات الشراء المكثفة من البنوك المركزية حول العالم. ويؤكد محللون أن الزخم الصعودي للمعدن النفيس لا يزال قويًا، وسط توقعات بأن تتجاوز الأسعار مستوى 5,000 دولار للأوقية بحلول نهاية عام 2026.

ويُعزى هذا الاتجاه إلى مزيج من الطلب المستمر من البنوك المركزية، وتدفقات رؤوس الأموال إلى صناديق المؤشرات المرتبطة بالذهب، وتصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، إلى جانب التوقعات المتزايدة بخفض الفائدة الأمريكية، وهو ما يشكل دعمًا هيكليًا مستمرًا للسوق.

العوامل الجيوسياسية والتجارية
على الصعيد الجيوسياسي، أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إشعال فتيل التوترات التجارية مع الصين يوم الجمعة الماضي، منهياً فترة هدوء قصيرة بين أكبر اقتصادين في العالم. فقد صعّد ترامب من حدة الخلاف التجاري بعد إعلان بكين توسيع ضوابط التصدير على بعض المواد الأرضية النادرة الحيوية لعدد من الصناعات، وردّ بتهديد بفرض رسوم إضافية بنسبة 100% على السلع الصينية الموجهة إلى الولايات المتحدة، إلى جانب التلويح بفرض قيود تصدير أمريكية جديدة على البرمجيات الحيوية بحلول الأول من نوفمبر.

كما أشار ترامب إلى أنه لم يعد هناك مبرر لعقد لقائه المرتقب مع نظيره الصيني شي جين بينغ في قمة كوريا الجنوبية، رغم أن الاجتماع لم يُلغ رسميًا بعد. وأدت هذه التصريحات إلى اضطراب واسع في الأسواق المالية، ما دفع المستثمرين إلى الإقبال على الذهب باعتباره أحد أبرز الملاذات الآمنة في أوقات عدم اليقين السياسي والاقتصادي.

في المقابل، حاول ترامب التخفيف من حدة التوتر لاحقًا، مشيرًا خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى أن العلاقات مع الصين “ستكون على ما يرام”، وأن واشنطن لا تسعى إلى “إيذاء” بكين، بينما أكدت الصين أن إجراءاتها بشأن صادرات العناصر الأرضية النادرة تُعد ردًا ضروريًا على “العدوان الأمريكي”، دون فرض رسوم جديدة على السلع الأمريكية حتى الآن.

سياسة الفائدة وتوقعات السوق
على الجانب النقدي، عززت التوقعات الواسعة بخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل يومي 28 و29 أكتوبر من الدعم الإيجابي للذهب، خاصة أنه أصل لا يدر عائدًا ويستفيد عادةً من بيئة الفائدة المنخفضة. ومن المنتظر أن يُلقي رئيس الفيدرالي جيروم باول كلمة الثلاثاء، إلى جانب تصريحات مرتقبة من عدد من أعضاء المجلس خلال الأسبوع الجاري.

وبحسب بيانات FedWatch، يقدّر المتعاملون احتمالية بنسبة 97% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر، واحتمالًا مؤكدًا بنسبة 100% لخفض آخر في ديسمبر.

وبشكل عام، ارتفعت أسعار الذهب منذ بداية العام بأكثر من 50% مدفوعة برهانات خفض الفائدة الأمريكية، وزيادة مشتريات البنوك المركزية، والتدفقات القوية إلى صناديق المؤشرات، وهو ما عزز مكانة المعدن الأصفر كأحد أكثر الأصول أمانًا في مواجهة تقلبات الاقتصاد العالمي