النفط يصعد بدعم من تراجع المخزونات الأمريكية وسط استمرار القلق الجيوسياسي

أسعار النفط تنتعش بدعم من بيانات المخزونات الأمريكية وسط ترقب التطورات الجيوسياسية

شهدت أسعار النفط انتعاشاً ملحوظاً خلال اليومين الماضيين، لتكسر موجة التراجع والتقلب التي هيمنت في بداية الأسبوع، وجاء هذا الصعود مدفوعاً أساساً ببيانات قوية وغير متوقعة لمخزونات الخام الأمريكية، مما عزز التفاؤل بشأن الطلب في أكبر اقتصاد مستهلك للطاقة في العالم

تداولات النفط الخام

وخلال تداولات صباح الخميس فقد ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أكتوبر بنحو 0.4 دولار أو ما يعادل 0.55% لتسجل 67.3 دولاراً للبرميل، وذلك بعد مكاسب قوية في جلسة الأمس بلغت 1.6% عند 66.84 دولا , كما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم أكتوبر بـ0.45 دولار (0.65%) إلى 63.16 دولاراً للبرميل. أما عقود سبتمبر التي انتهى أجلها أمس، فقد أنهت التداولات بارتفاع 1.4% عند 63.21 دولاراً.

العوامل المؤثرة في السوق

هذا وقد أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية انخفاضاً حاداً في المخزونات بواقع 6 ملايين برميل خلال الأسبوع الماضي، متجاوزةً التوقعات التي أشارت إلى تراجع بـ1.8 مليون برميل فقط. هذا الانخفاض الكبير يعكس طلباً أقوى بكثير مما قدره المحللون

و رغم قوة بيانات الطلب، فإن استمرار الحرب في أوكرانيا يفرض حالة من عدم اليقين على الأسواق. فالعقوبات الغربية على إمدادات النفط الروسية تقيد العرض العالمي، بينما تزيد احتمالات فرض قيود إضافية أو رسوم جمركية على المشترين، مثل الهند، من مخاطر اضطراب الإمدادات, وفي حين تؤكد روسيا التزامها بتصدير النفط للراغبين، فإن تلك التوترات تترك أثرها على ثقة المستثمرين وتزيد من تقلبات السوق

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 25% على السلع الهندية اعتبارًا من 27 أغسطس، بسبب مشتريات الهند من الخام الروسي، والتي تمثل نحو 35% من إجمالي وارداتها النفطية, وقال مسؤولون بالسفارة الروسية في نيودلهي يوم الأربعاء إن موسكو تتوقع استمرار تزويد الهند بالنفط على الرغم من التحذيرات الأميركية

كما يتداخل في المشهد النفطي مزيج من العوامل الداعمة والضاغطة. فمن جانب، يعزز الطلب الأمريكي القوي التوقعات الإيجابية للأسعار على المدى القريب. لكن في المقابل، تبقى التوترات الجيوسياسية والتشدد النقدي من جانب البنوك المركزية العالمية عوامل تهدد النمو الاقتصادي، وبالتالي الطلب على النفط, وعلى المدى القصير، ستظل بيانات المخزونات الأمريكية العامل الأكثر تأثيراً، فيما ستحدد تطورات الحرب والمفاوضات السياسية مستقبلاً مسار أسعار النفط على المدى الطويل