الوظائف الأمريكية وتأثيرها على الذهب والأسهم والعملات
الوظائف الأمريكية وتأثيرها المحتمل الكبير على الأسواق المالية، ليشمل الذهب والأسهم والعملات، هو ما تترقّبه الأسواق اليوم.
وتزايدت أهمية بيانات الوظائف الأمريكية وتأثيرها المحتمل على قرارات الفيدرالي بفعل إشارات الفيدرالي على قوّة أسواق العمل.
ويعتمد الاحتياطي الفيدرالي في قراراته على متغيّر التضخّم وكذلك النشاط الاقتصادي.
ويستخدم الاحتياطي الفيدرالي حالياً مؤشّرات الوظائف الأمريكية عندما يريد دراسة تأثير رفع الفائدة على الاقتصاد.
بذلك، ربما ستكون بيانات الوظائف الأمريكية وتأثيرها على قرارات الفيدرالي الأمريكي المقبلة سبباً لتحرّك ملموس في الأسواق.
أداء أسواق العملات والمعادن الثمينة
انخفض الدولار الأمريكي بشكل محدود مقابل سلّة من العملات الرئيسية اليوم، مستمرّاً بتراجعه للجلسة الثانية على التوالي.
وتم تداول مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الخضراء أمام سلّة من العملات في نطاق 105 نقاط.
ورغم بعض التراجع في مؤشر الدولار، إلا أنّه ما زال يتداول على ارتفاع على مدى هذا الأسبوع بنسبة تفوق 0.6%.
إثر تراجع الدولار، استطاع زوج اليورو مقابل الدولار الارتفاع، لكن بقي التداول في نطاق دولارٍ و5 سنتات لليورو الواحد.
كما ارتفع الجنيه الإسترليني من دولارٍ و18 سنتاً أمريكي إلى دولارٍ و19 سنت هذا اليوم.
بالنسبة للين الياباني، فلم يستطع مجاراة باقي العملات بعدما قرر بنك اليابان الحفاظ على سياساته التحفيزية.
وقرر بنك اليابان تثبيت سعر الفائدة عند -0.1%، إلى جانب عدم تعديله للنطاق المستهدف لعوائد السندات اليابانية عند 0.00%، مع سقف تحرّك للأعلى والأسفل 0.5%.
وبفعل تثبيت بنك اليابان سياساته، تراجع الين الياباني، ليتم تداول الدولار الأمريكي عند 136 ين للدولار الأمريكي الواحد.
وكان الدولار قد تراجع أمس أمام الين الياباني إلى 135 ين للدولار، قبل أن يعاود الين الياباني تراجعه.
بانتقالنا لأسواق المعادن الثمينة، نلاحظ أن أسعار الذهب استفادت من تراجع الدولار، وصعدت فوق 1830 دولار للأونصة.
هذا وكانت أسعار الذهب قد لامست الأدنى هذا الأسبوع عند 1809 دولار للأونصة.
على مدى هذا الأسبوع، ما تزال أسعار الذهب متراجعة بنحو 1.2%.
بالنسبة لأسعار الفضة، فما زالت تعاني ضغطاً هابطاً بفعل مخاوف انخفاض الطلب العالمي على المعادن بشكل عام.
وبقيت أسعار الفضة في تداولها ضمن نطاق 19 و20 دولار للأونصة خلال هذا اليوم.
على مدى الأسبوع، تراجعت أسعار الفضّة بشكل ملموس وبنسبة فاقت 5.8%.
أسواق الأسهم تعكس حالة القلق بين المتداولين
تراجعت أسواق الأسهم الآسيوية اليوم بشكل ملموس، على غرار مثيلتها الأمريكية يوم أمس.
فقد أغلق مؤشر داوجونز في تداولاته الآنية بانخفاض نسبته 1.66%، وخسر ستاندرد آند بورز 500 نحو 1.85%.
بالنسبة لمؤشر ناسداك الذي يعتبر الأكثر تأثّراً بتوقعات الفوائد الفيدرالية، نجده وقد فَقَد 2.05%.
وانتقلت موجة البيع لأسواق الأسهم الآسيوية اليوم، ليهبط مؤشر نيكاي الياباني 1.67%.
كما تراجع كل من مؤشر هانج سينج ومؤشر شنغهاي الصيني المركّب بنسب فاقت 2.9% و1.3% على التوالي.
وتظهر لنا حالة القلق من أن يتسبب رفع الفائدة الفيدرالية وفي عدّة بنوك مركزية أخرى في العالم تزيد في وتيرة التباطؤ الاقتصادي العالمي، لذلك نجد أسواق الأسهم تعاني أمام توقعات رفع الفيدرالي الفائدة.
كما أن بيانات الوظائف وتأثيرها المحتمل على الأسواق يجعل العديد من المضاربين يفضّلون جني الأرباح قبل صدورها.
توقعات الاحتياطي الفيدرالي وبيانات الوظائف الأمريكية وتأثيرها على قراراته
ألمح رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي “جيروم باول” عزم الفيدرالي الاستمرار برفع الفائدة، مستشهداً بقوّة أسواق العمل.
المزيد عن شهادة رئيس الفيدرالي الأمريكي
وأشار رئيس الفيدرالي أن مهمّة الاحتياطي هي خفض معدّلات التضخّم التي ما تزال مرتفعة عند 4.7% بحسب مؤشر Core PCE.
ورغم إشارات القلق التي أبداها بعض أعضاء اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ باحتمال ارتفاع البطالة بسبب رفع الفائدة، إلا أن رئيس الفيدرالي أكّد بأن معدّلات البطالة ما تزال منخفضة عند أدنى مستوياتها منذ عقود عند 3.4%.
وتتوقّع الأسواق حالياً أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي برفع الفائدة في اجتماع هذا الشهر 50 نقطة أساس إلى نطاق 5.00%-5.25%.
كما تتوقّع الأسواق أن تصل معدّلات الفائدة هذه السنة إلى نطاق 5.50% – 5.75%.
عبر الرابط، التحديث المباشر لتوقعات الأسواق لقرارات الفائدة الفيدرالية
التضخّم مرتفع والاقتصاد بحاجة لمزيد من رفع الفائدة، لذلك يجب أن تبقى أسواق العمل قويّة ليستطيع الفيدرالي الاستمرار برفع الفائدة.
من هنا، تؤثّر بيانات الوظائف على توجّهات أعضاء الاحتياطي الفيدرالي، مما قد يجعل بيانات اليوم أيضاً ذات تأثير على الأسواق.
الوظائف الأمريكية وتأثيرها على الأسواق المالية
تتوقّع الأسواق أن تؤكّد بيانات الوظائف استقرار البطالة عند 3.4%، كما تتوقّع أن يستقر معدّل نمو الدخل عند 0.3%.
والتركيز سيكون أيضاً على بيانات الوظائف المستحدثة في القطاعات غير الزراعية.
تشير توقعات الأسواق إلى أن البيانات ستظهر إضافة 224 ألف وظيفة جديدة للاقتصاد الأمريكي شهر فبراير 2023 الماضي.
فيما كان الاقتصاد قد أضاف 517 ألف وظيفة شهر يناير.
بالتالي، إذا جاءت البيانات الاقتصادية أفضل كثيراً من المتوقّع، هنا قد نشهد تزايد توقعات رفع الفائدة.
لذلك، ربما سنشهد ارتفاع الدولار وهبوط الذهب والأسهم.
لكن، إذا كانت نتائج البيانات مخيّبة للآمال، وأقل كثيراً من المتوقّع، هنا ربما سيتراجع الدولار ويرتفع الذهب والأسهم.
إلا أن صدور البيانات على نحو قريب من المتوقّع، قد يكون ذلك سبباً لحصول تذبذب ملموس ضمن نطاقات في الأسواق المالية.