انخفاض أسعار الذهب نتيجة تلاشي التوترات التجارية بين واشنطن وبكين

تراجع أسعار المعدن الأصفر بأولي تداولات الأسبوع

تراجعت أسعار الذهب في السوق الأوروبية يوم الاثنين، لتواصل خسائرها لليوم الثاني على التوالي وتتجه لتسجيل أدنى مستوى في أسبوعين، وسط ضغوط متزايدة على المعدن النفيس نتيجة ضعف الطلب عليه كملاذ آمن، مع تراجع المخاوف بشأن التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. ويبدو أن الأسعار مهددة بفقدان تداولها فوق الحاجز النفسي التاريخي عند مستوى 4,000 دولار للأونصة، في ظل تحول المستثمرين نحو الأصول عالية المخاطر

تداولات الذهب

وخلال تداولات صباح اليوم فقد تراجعت أسعار الذهب بنسبة 1.4% لتسجل 4,053.94 دولارًا للأونصة، مقارنة بسعر الافتتاح عند 4,112.53 دولارًا، بعد أن بلغت أعلى مستوى لها خلال الجلسة عند 4,112.53 دولارًا , وعند إغلاق جلسة الجمعة الماضية، فقد المعدن الأصفر نحو 0.35%، مستأنفًا موجة خسائره بعد توقف مؤقت لجلسة واحدة، حيث تعافى سابقًا من أدنى مستوى في أسبوعين عند 4,004.56 دولارًا للأونصة, كما سجل الذهب الأسبوع الماضي خسارة بنسبة 3.3%، في أول تراجع أسبوعي منذ أغسطس، متأثرًا بعمليات جني أرباح واسعة من القمة التاريخية عند 4,381.73 دولارًا للأونصة,وأنهى الذهب بذلك أطول سلسلة مكاسب أسبوعية منذ يونيو 2020 والتي امتدت لتسعة أسابيع متتالية

أهم العوامل المؤثرة علي أسعار الذهب

هذا وتترقب الأسواق باهتمام بالغ بدء فعاليات اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي يوم الثلاثاء، على أن تصدر القرارات يوم الأربعاء، حيث تشير التوقعات إلى خفض الفائدة الأمريكية بمقدار 25 نقطة أساس، في ثاني خفض متتالٍ, كما شهدت الأسواق انفراجة نسبية في التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، بعد محادثات جرت يوم الأحد بين كبار المسؤولين الاقتصاديين في البلدين، تم خلالها مناقشة إطار اتفاق تجاري جديد يُتوقع عرضه قريبًا على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ لاتخاذ القرار النهائي بشأنه. ومن المقرر أن يلتقي الزعيمان يوم الخميس المقبل في كوريا الجنوبية، في أول اجتماع بينهما خلال الولاية الثانية لترامب، وسط آمال بأن يسهم اللقاء في تهدئة التوترات الجيوسياسية والتجارية في آسيا والعالم

كما تبدأ غدًا الثلاثاء اجتماعات مجلس الاحتياطي الفيدرالي لمناقشة السياسة النقدية، مع توقعات واسعة بخفض جديد للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس. وتترقب الأسواق عن كثب بيان المجلس وتصريحات رئيسه جيروم باول، والتي من المنتظر أن تقدم مؤشرات أوضح بشأن احتمالات خفض إضافي للفائدة خلال ما تبقى من العام

ويبدو إن الإعلان عن اتفاق تجاري محتمل بين الولايات المتحدة والصين جاء مفاجئًا للأسواق، ما دعم شهية المخاطرة وأضر بجاذبية الذهب. وأضاف أن الزخم القوي في السوق بدأ يتراجع تدريجيًا، مع تحوّل المزاج العام إلى الحياد، غير أن استمرار السياسات التيسيرية في المرحلة المقبلة قد يبقي على دعم نسبي للذهب على المدى المتوسط

أيضاً فقد تراجعت حيازات الذهب لدى صندوق اس بي دي ار أكبر صناديق المؤشرات العالمية المدعومة بالذهب، يوم الجمعة بنحو 5.44 طن متري إلى إجمالي 1,046.93 طن متري، وهو أدنى مستوى منذ 16 أكتوبر الجاري، مما يعكس تراجع شهية المستثمرين تجاه المعدن النفيس في المرحلة الحالية