بيانات إيجابية تفقد الأسواق شهية المخاطرة وتدعم الدولار
بيانات إيجابية تفقد الأسواق شهية المخاطرة وتدفع أسواق الأسهم للانزلاق بقوّة، مما أكسب الدولار وعملات الملاذ الآمن قوّة.
وأظهرت بيانات مؤشر مديري مشتريات قطاع الخدمات الأمريكي أمس ارتفاعاً غير متوقّع وتسارع النمو في القطاع.
وارتفع المؤشر إلى 54.5 الشهر الماضي أغسطس من 52.7 نقطة لشهر يوليو 2023.
هذه البيانات الإيجابية تسببت بحالة من الذعر بأسواق الأسهم، وانزلق مؤشر داوجونز في تداولاته الآنية أمس بنسبة 0.57%.
كما هبط مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقاً بنسبة 0.70%، وهوى مؤشر ناسداك التكنولوجي المجمّع 1.06%.
اليوم في الجلسة الآسيوية، هَوت مؤشرات الأسهم الرئيسية، وفقد نيكاي الياباني 0.75%، وتراجع هانج سينج 1.34%.
كذلك، تباينت مؤشرات الأسهم الأوروبية اليوم، في وقت نرى تراجع مؤشر داكس الألماني.
كل هذه الحالة من الانخفاض في شهية المخاطرة حصلت بعدما صدرت يوم أمس من أميركا بيانات إيجابية تفقد الأسواق شهية المخاطرة.
للمزيد عن حقيقة أن بيانات إيجابية تفقد الأسواق شهية المخاطرة عبر الفيديو التالي:
لماذا بيانات إيجابية تفقد الأسواق شهية المخاطرة؟
التضخّم في الولايات المتحدّة ما يزال مرتفعاً، وبحسب الرقم القياسي لأسعار نفقات الاستهلاك الشخصي Core PCE، وهو المؤشر المفضّل للفيدرالي الأمريكي لقياس التضخّم، عند 4.2% رغم انخفاضه من 5.3% شهر مارس 2022.
التضخّم عند 4.2% يعني أن التضخّم الأمريكي يزيد عن ضعف القيمة المستهدفة للفيدرالي عند متوسط 2.0%.
لذلك، يبدو أن الفيدرالي أمام معضلة كبيرة تتطلّب مزيداً من الرفع بالفائدة.
إلا أن التراجع في النمو الاقتصادي المحتمل قد يكون السبب الرئيسي وراء وقف الفيدرالي رفع الفائدة.
وعندما تصدر بيانات اقتصادية إيجابية، تعود الأسواق لتوقّع أن يرفع الفيدرالي الفائدة مرّة أخرى هذه السنة.
بحسب مجموعة CME (المصدر)، تتزايد احتمالية رفع الفائدة هذه السنة، حيث ارتفعت لأكثر من 40%، مقارنة بتوقعات تقل عن 30% قبل شهر واحد، وتحديداً في قراءات CME التابعة لتاريخ 7 أغسطس الماضي 2023.
بالتالي، عندما تصدر بيانات إيجابية، نلاحظ ارتفاعاً في توقعات إجراء الفيدرالي رفع آخر بالفائدة.
وتتناسب شهية المخاطرة في العادة عكسياً مع توقعات الفائدة، وهذا ما يفسّر أن بيانات إيجابية تفقد الأسواق شهية المخاطرة.
ارتفاع النفط سبب آخر أفقد الأسواق شهية المخاطرة
ارتفعت أسعار النفط الأمريكي الخفيف هذا الأسبوع أكثر من 1.2%، لتمدد مكاسب الأسبوع الماضي التي تزيد عن 7.5%.
وصعدت عقود خام برنت لتلامس هذا الأسبوع أعلى مستويات لهذه السنة حول 90 دولار للبرميل.
ارتفاع أسعار النفط يهدد بعودة ارتفاع معدّلات التضخّم، وهذا يعني أن البنوك المركزية قد تفشل في خفض معدّلات التضخّم.
وفشل خفض معدّلات التضخّم يعني أننا أمام فترة طويلة من أسعار الفائدة المرتفعة، مما أفقد الأسواق شهية المخاطرة.
بالتالي، اجتمع ارتفاع أسعار النفط مع بيانات إيجابية تفقد الأسواق شهية المخاطرة، لنرى إقبالاً على الملاذات الآمنة.
إقبال على الملاذات الآمنة بعد بيانات إيجابية تفقد الأسواق شهية المخاطرة
ربما يهمّك أيضاً
تراجع أسعار النفط الخام مع تخوف الأسواق من شح الأنتاج جانب السعودية وروسيا
الذهب يستقر بعد توقف خسائره خلال تداولات أمس الأربعاء
توجّه المتداولون بعد بيانات إيجابية تفقد الأسواق شهية المخاطرة لطلب الملاذات الآمنة.
وشهدنا تزايد الطلب على السندات، كما توجّه المتداولون لطلب عملات الملاذ الآمن، كالدولار والين الياباني.
ورغم أن الذهب يعتبر ملاذاً آمنا، إلا أن ارتفاع الدولار قوّض ارتفاع الذهب أمس، وتراجعت أسعار الذهب لتلامس أمس الأدنى 1915 دولار.
لكن اليوم، رغم بقاء الدولار قويّاً، استطاعت أسعار الذهب تحقيق بعض المكاسب لتلامس الأعلى عند 1920 دولار للأونصة.
لكن بشكل عام، نرى بأن بيانات إيجابية تفقد الأسواق شهية المخاطرة جعلت الإقبال أكبر على عملات الملاذ الآمن.
وصعد مؤشر الدولار الأمريكي الذي يقيس أداء الدولار مقابل سلّة من العملات، مواصلاً صعوده للأسبوع الثامن على التوالي.
وحقق مؤشر الدولار الشهر الماضي مكاسب بحوالي 1.74%، ومدد أرباحه هذا الشهر بنسبة 1.2% تقريباً.
أما الين الياباني، ورغم انخفاضه أمام الدولار هذا الأسبوع بنحو 0.8%، يبقى مع ميل للاستقرار أمام اليورو ومرتفعاً أمام الجنيه.
كما استطاع الين الياباني الارتفاع أمام سلّة من العملات المرتبطة بالنمو الاقتصادي، مثل الدولار الأسترالي.
بالتالي، نلاحظ أن بيانات إيجابية تفقد الأسواق شهية المخاطرة أفادت الين الياباني إلى جانب الدولار الأمريكي.
بيانات اقتصادية أمريكية وتصريحات فيدرالية اليوم
بعد أن شهدنا أمس بيانات إيجابية تفقد الأسواق شهية المخاطرة، تترقّب الأسواق اليوم صدور بيانات أمريكية جديدة.
سنكون اليوم مع بيانات طلبات البطالة الأسبوعية، وتتوقّع الأسواق أن نرى ارتفاعاً طفيفاً بالطلبات من 228 ألف إلى 232 ألف طلب.
كما سنكون مع تصريحات عضو الفيدرالي الأمريكي “هاركر” وأيضاً عضو الفيدرالي “جولسبي”.
ليس هذا فقط، بل سيدلي كل من عضو الفيدرالي “ويليامز” وأيضاً “بومان” بتصريحات هذه الليلة، يتبعهما أيضاً عضو الفيدرالي “لوجان”.
تصريحات الفيدرالي قد يكون لها تأثير مباشر على الأسواق، في حال أظهرت تشدداً أكثر من المتوقّع، أو أقل من المتوقّع.
أعضاء الفيدرالي في العادة لا يستثنون رفع الفائدة، لكن يشيرون في الغالب إلى الحاجة لرقابة البيانات الاقتصادية.
إذا ظهر بأن أعضاء الفيدرالي يرغبون برفع الفائدة، هنا قد نرى ارتفاع الدولار وهبوط الذهب والأسهم.
لكن، إذا بات أعضاء الفيدرالي أكثر تركيزاً على الحاجة لبيانات اقتصادية جديدة، هنا قد يتراجع الدولار ويصعد الذهب وقد ترتفع الأسهم.