بيانات الوظائف وتأثيرها على الأسواق المالية العالمية
بيانات الوظائف وتأثيرها على الأسواق المالية العالمية قد يكون رهناً في مدى بعد نتائج البيانات عن توقعاتها. وستصدر اليوم بيانات الوظائف الأمريكية التي تشمل معدّل البطالة والوظائف المستحدثة وكذلك معدّل نمو الأجور.
وتعتبر بيانات الوظائف الأمريكية ذات تأثير ملموس في الأسواق المالية، خصوصاً إذا شملت نتائجها مفاجآت.
وتؤثّر حالياً بيانات الوظائف على قرارات الفيدرالي المستقبليّة، إذ أن الفيدرالي يراقب إلى جانب التضخّم أسواق العمل.
وفي آخر قرار للفيدرالي، تم الإشارة إلى توازن بين مخاطر التضخّم وأسواق العمل، مما يشير لاهتمام الفيدرالي بكلاهما حالياً.
ورغم أن محضر اجتماع الفيدرالي أثبت قلقاً من التضخّم، إلا أن التوظيف قد يكون له دور كبير بقرارات الفيدرالي.
وبحسب مجموعة CME (المصدر)، تعتقد الأسواق بأن الفيدرالي سيثبّت الفائدة هذا الشهر باحتمال يصل إلى 93%.
لذلك، من غير المحتمل أن تؤثّر بيانات اليوم على قرار الفيدرالي للشهر الجاري، بل قد يكون التأثير على القرارات بعده.
وبالنسبة لشهر مارس، يعتقد 59.6% من المشاركين بالأسواق بأن الفيدرالي سيثبّت الفائدة.
لكن، يرى ما نسبته 40.4% بأن الفيدرالي ربما سيكون قد خفّض الفائدة مع نهاية شهر مارس 2025.
لذلك، بيانات اليوم قد يكون لها تأثير على قرار الفيدرالي لشهر مارس، ومنه يمكن دراسة بيانات الوظائف وتأثيرها على الأسواق.
توقعات البيانات الاقتصادية المنتظرة اليوم
في ظل الحاجة لدراسة بيانات الوظائف وتأثيرها على الأسواق، يجب أن نبدأ في آخر التوقعات لتلك البيانات.
تعتقد الأسواق المالية بأن بيانات اليوم الاقتصادية ربما ستظهر استقرار البطالة عند 4.2%.
كما تتوقّع الأسواق أن تظهر قراءات اليوم انخفاضاً في معدّل نمو الأجور في الساعة لشهر ديسمبر الماضي إلى 0.3% مقارنة بنموّه 0.4% شهر نوفمبر 2024.
أما بالنسبة للوظائف المستحدثة في القطاعات غير الزراعية، فتعتقد الأسواق بأن البيانات ستظهر إضافة 164 ألف وظيفة.
وكان الاقتصاد الأمريكي قد اكتسب 227 ألف وظيفة في القطاعات غير الزراعية شهر نوفمبر 2024.
كما قد تفيد المقارنة بقراءات ديسمبر من عام 2023، أي لمقارنة بيانات الشهر الماضي بها لفهم البيانات بشكل أفضل.
في ديسمبر 2023، كان معدّل البطالة عند 3.7%.
كذلك في نفس الشهر لعام 2023، كان معدّل نمو الأجور عند 0.3%.
وبالنسبة للوظائف المستحدثة في القطاعات غير الزراعية، أظهرت قراءة ديسمبر 2023، فقد أظهرت القراءة إضافة 290 ألف وظيفة جديدة.
لذلك، القراءات المحتملة لشهر ديسمبر 2024 والتي ستصدر اليوم تعتبر قراءات ضعيفة مقارنة في ديسمبر 2023.
كذلك، يمكن اعتبارها ضعيفة مقارنة بقراءة نوفمبر 2024.
لكن، لا تثبت القراءات المحتملة أن على الفيدرالي الاستعجال بخفض الفائدة، لكن مع الحاجة لإجراء الخفض لاحقاً هذه السنة.
دراسة بيانات الوظائف وتأثيرها على الأسواق المالية
من منطلق حقيقة أن دراسة بيانات الوظائف وتأثيرها اليوم على الأسواق سيخضع لتوقعات الفوائد لشهر مارس وليس لهذا الشهر، فقد يكون تأثير البيانات محدوداً جداً إذا صدرت البيانات قرب التوقعات، إذ أن الأسواق ستترقّب أيضاً بيانات شهر يناير الجاري وكذلك بيانات شهر فبراير قبل أن يتخّذ الفيدرالي قراره في مارس.
لكن، سيرتبط مقدار التأثير في حال حصل على مدى بعد نتائج البيانات من التوقعات.
إذا أظهرت البيانات قراءات قريبة من توقعات الأسواق، فهنا ربما سنرى حالة من التذبذب والتباين ضمن نطاقات.
كما إذا كان هنالك تباين في نتائج البيانات، هنا أيضاً ربما سنشهد حالة من التباين والتذبذب.
لكن بيانات الوظائف وتأثيرها في حال ظهرت قيم بعيدة جداً على التوقعات قد يكون ممكن نوعاً ما.
الحالات المثالية لتحديد الاتجاه في الأسواق المالية:
الحالة الأولى: إذا ارتفعت معدّلات البطالة، وظهرت قراءة منخفضة جداً للوظائف المستحدثة في القطاعات غير الزراعية، وانخفض معدّل نمو الأجور.
في هذه الحالة، ربما سنلاحظ تراجعاً بالدولار الأمريكي، وصعوداً بأسعار الذهب. وهنا ربما تتذبذب الأسهم وتصعد لاحقاً.
الحالة الثانية: انخفاض معدّل البطالة، وارتفاع ملموس في الوظائف المستحدثة في القطاعات غير الزراعية، ومعدّل نمو أجور 0.4% أو أكثر.
هنا قد يرتفع الدولار الأمريكي، وربما تتراجع أسعار الذهب، وقد تتذبذب الأسهم مع بعض الارتفاع بداية، ثم تعود للتراجع.
الحالة الثالثة: صدور تباين بين تحسّن وتدهور، قد يكون له تأثير متضارب على الأسواق، وقد يسبب تذبذب.
الحالات المفاجئة التي تعتمد على قراءات بعيدة جداً للوظائف المستحدثة:
يجب أن نعلم بأن صدور قراءة الوظائف المستحدثة بشكل بعيد جداً عن التوقعات قد يكون له تأثير في هذه الحالات:
صدور قراءة الوظائف المستحدثة في القطاعات غير الزراعية فوق 227 ألف: هنا قد يرتفع الدولار وتتراجع أسعار الذهب.
صدور قراءة الوظائف المستحدثة في القطاعات غير الزراعية تحت 100 ألف: هذا قد يضعف الدولار وترتفع أسعار الذهب.
تجدر الإشارة إلى أن الأسواق المالية قد تتحرّك بطريقة مغايرة لنتائج البيانات في بعض الأحيان، لكن ما سبق هو تفسير التوقعات في الحالات المثالية وبتهميش كل المتغيرات الأساسية الأخرى.
ربما يهمّك أيضاً:
أسعار النفط تحافظ على استقرارها مع تقييم المتعاملين لبيانات المخزونات الأمريكية المتباينة وضعف المؤشرات الاقتصادية من الصين
صعود أسعار الذهب بشكل طفيف مدعومة بزيادة الطلب الناتجة عن حالة عدم اليقين المرتبطة بسياسات ترامب