بيانات ظاهرها إيجابي لكنّها تخفي ضعفاً اقتصادي أمريكي
بيانات ظاهرها إيجابي صدرت من الولايات المتحدّة الأمريكية يوم أمس، وأظهرت توظيف 64 ألف موظّف جديد الشهر الماضي نوفمبر 2025.
ورغم أن التوظيف جاء بأعلى مما توقّعت الأسواق حول 51 ألف، إلا أن نتائج شهر أكتوبر أظهرت تسريح 105 آلاف موظف.
والقراءات التي صدرت للتوظيف في القطاعات غير الزراعية الأمريكية تبدو مقلقة بالفعل لو تم إمعان النظر فيها.
فتوظيف 64 ألف موظّف يعتبر ما دون المتوسط المعتاد بكثير. كذلك، أظهر تقرير الوظائف ارتفاعاً في البطالة.
وارتفع معدّل البطالة إلى 4.6% بأعلى مما توقّعت الأسواق المالية عند 4.5%.
لذلك، رغم أن بيانات أمس تعتبر بيانات ظاهرها إيجابي بسبب التوظيف بأعلى مما هو متوقّع، لكن باطنها يظهر ضعف الاقتصاد.
وما زاد تأكيد الضعف الاقتصادي قراءة مبيعات التجزئة التي أظهرت أمس توقّفاً عن النمو.
كما انخفض مؤشر مديري مشتريات قطاع الصناعات التحويلية من 52.2 إلى 51.8.
وتراجع مؤشر مديري مشتريات قطاع الخدمات من 54.1 إلى 52.9 نقاط.
بيانات ظاهرها إيجابي لكنها تظهر ضعفاً اقتصادي، فما التأثير؟
البيانات التي صدرت أمس واعتبرتها الأسواق بيانات ظاهرها إيجابي يخفي داخله ضعفاً اقتصادي أمريكي أثّرت بالأسواق المالية.
وصعدت أسعار الذهب ووصلت أسعار الفضة أعلى مستوياتها على الإطلاق فوق 66 دولار للأونصة.
كما تراجع الدولار الأمريكي أمام سلّة من العملات وتراجع كل من مؤشر داوجونز ومؤشر ستاندرد آند بورز للأسهم الأمريكية.
لكن في نفس الوقت، نرى اليوم بأن الأسواق عاودت الارتفاع قليلاً بالنسبة لمؤشرات الأسهم، فالبيانات دعمت احتمال خفض الفائدة.
ويتوقّع الاحتياطي الفيدرالي أن يتم خفض الفائدة مرّة واحدة فقط خلال عام 2026.
لكن الأسواق المالية تعتقد بأن الفيدرالي الأمريكي قد يقوم بخفض الفائدة أكثر من مرّة في ظل ظهور ملامح الضعف الاقتصادي.
فتأثير بيانات أمس هو تأثير مسّ توقعات الفوائد بالنسبة لعام 2026.
بيانات ومستجدات أخرى منتظرة هذا الأسبوع
رغم أن بيانات ظاهرها إيجابي لكنها اعتبرت سلبية من الولايات المتحدّة زادت احتمالات خفض الفائدة، إلا أن الأسواق تترقب مزيداً من الإثباتات.
واليوم، سوف نكون مع تصريحات عضو الاحتياطي الفيدرالي “والار” والذي ستحاول الأسواق اشتقاق معلومات مستقبلية منه.
كما سنتوقّف مع تصريحات أعضاء الاحتياطي الفيدرالي “ويليامز” وكذلك “بوستك”.
لكن يوم غدٍ الخميس يعتبر يوماً مهمّاً للأسواق المالية، في ظل ترقّب بيانات التضخّم الأمريكي بحسب مؤشر أسعار المستهلكين.
وتعتبر قراءة مؤشر أسعار المستهلكين مهمّة بالنسبة لتوقعات الفائدة، حيث أن التضخّم هو ما قد يمنع الفيدرالي من خفض الفائدة.
وتتوقّع الأسواق أن تظهر قراءة التضخّم يوم غدٍ ارتفاع التضخّم من 3.0% إلى 3.1%.
كما سوف نكون يوم غدٍ مع بيانات طلبات البطالة الأسبوعية ومؤشر التصنيع لولاية فيلادلفيا الأمريكية.
لذلك، قد نرى حالة من الترقّب في الأسواق المالية اليوم لحين صدور تصريحات الفيدرالي وبيانات يوم غد.
ربما يهمّك أيضاً:
إغلاق النفط قرب قاع خمس سنوات مع انحسار المخاطر
الذهب يسجل مكاسب طفيفة بدعم من صعود البطالة
توقعات الفوائد الأمريكية عبر CME