تراجع أسعار النفط الخام عالمياً بسبب مخاوف الأسواق من تراجع الطلب الصيني
تراجع أسعار النفط الخام خلال معاملات صباح الثلاثاء
شهدت أسعار النفط الخام انخفاضا طفيفا على صعيد تداولات السوق؛ بسبب المخاوف بشأن احتمالية أن يتباطأ الطلب الصيني على النفط الخام خلال الفترة المقبلة، خاصة بعد سلبية البيانات الاقتصادية الصينية (ثاني أكبر مستهلك لخام النفط عالميا)، مما عكس صعوبات والتحديات التي يواجهها الاقتصاد الصيني في تحقيق النمو الاقتصادي
تداولات النفط
وأثناء تداولات صباح اليوم فقد سجلت عقود خام برنت الفورية انخفاضا بنسبة وصلت إلى 0.28% لتصل العقود إلى مستوى 82.57 دولارا للبرميل، وأيضا، هبطت العقود الفورية لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.37% ليسجل نحو 78.39 دولار للبرميل
أبرز العوامل المؤثرة علي تحركات النفط الخام
تعرضت أسعار النفط لضغوطات هبوطية خلال تعاملات اليوم، بالتزامن مع التكهنات باحتمالية أن يشهد سوق النفط نموا في الإمدادات خلال الفترة المقبلة، ويأتي ذلك بعدما كشف مدير إدارة الصناعات النفطية بالمؤسسة الليبية، المحبوب دريدر، أن استراتيجية المؤسسة تستهدف زيادة الإنتاج إلى مليوني برميل يوميا من النفط الخام خلال الفترة المقبلة، وهذا من شأنه إثارة المخاوف حيال تخمة المعروض بالأسواق بما كان له تأثير على أسعار النفط
لقد سجلت أسعار الخام الأسود تراجعا هامشيا أثناء تعاملات السوق اليوم الثلاثاء، وسط المخاوف المتزايدة بشأن احتمالية ضعف الطلب الصيني على النفط الخام في المستقبل، خاصة بعدما سجل مؤشر مديري المشتريات Caixin للقطاع الخدمي داخل الصين نموا بأقل من المتوقع، حيث تباطأ المؤشر إلى 52.5 نقطة بشهر فبراير، وهو ما جاء مخالفا للتوقعات التي رجحت نمو المؤشر الخدمي إلى 52.9 نقطة، وهو الأمر الذي آثار المخاوف بشأن احتمالية أن يتباطأ النشاط الاقتصادي في الصين (ثاني أكبر مستورد لخام النفط بالعالم)، وهذا بدوره قد يضعف الطلب على النفط الخام، ومن ثم تأثرت أسعار النفط بشكل سلبي خلال التداولات
وأيضا، تسببت تصريحات رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ في تزايد مخاوف الأسواق بشأن تباطؤ الطلب الصيني على النفط بالمستقبل وبخاصة بعدما أشار إلى أن الصين حددت هدف النمو بنسبة 5% لعام 2024، مشيرا إلى أن أسس الانتعاش الاقتصادي في البلاد ليست متينة بعد، مضيفا أن الطلب المحلي داخل الصين ليس قويا أيضا، مشيرا إلى أن بعض الشركات الصغيرة والمتوسطة تواجه صعوبات التشغيل، وهذا دفع أسعار النفط الخام للتراجع بالتعاملات, وفي هذا الصدد، أظهر التقرير الدولي الصادر اليوم أن السياسات الصينية سواء المالية أو النقدية ستدعم قطاع العقارات في البلاد وما له من تأثيرات لاحقة على النمو الاقتصادي الصيني نظرا للدور الهام والمؤثر للعقارات على اقتصاد الصين التي تمثل 20% من النشاط الاقتصادي بالجمهورية الشعبية, وفي نفس الوقت، قال أحد المسؤولين بالحكومة الصينية بأن البلاد ستقوم بتشريع قوانين جديدة لتحقيق الإصلاح الاقتصادي بما في ذلك الإصلاح المؤسسي المالي لتعزيز أداء الشركات الخاصة، الأمر الذي من شأنه أن يقدم دعم إضافي للنمو الاقتصادي في الصين وبالتالي، دعم الطلب الصيني على النفط الخام