تراجع أسعار النفط الخام مع تخوف الأسواق من شح الأنتاج جانب السعودية وروسيا

تراجع أسعار النفط الخام مع تخوف الأسواق من شح الامدادات

تعرضت أسعار النفط الخام إلى ضغوطات عديدة، خلال تداولات اليوم الأربعاء؛ مما دفعها لتسجيل خسائر، وذلك بعدما وصلت إلى مستوى 90 دولارا للبرميل لأول مرة في عام 2023 الجاري أثناء تعاملات الجلسة السابقة، بفضل قرارات السعودية وروسيا – كبار منتجي خام النفط في العالم- بتمديد تخفيضات الإنتاج حتى نهاية العام الحالي، وهو ما أثار المخاوف حيال نقص المعروض النفطي بالأسواق، ولكن نبرة القلق والتخوف المرتفعة بشأن التكهنات المتزايدة حيال احتمالية ضعف الطلب الصيني على النفط الخام تسببت في تراجع الأسعار، وبخاصة بعدما تعرضت الصين ثاني أكبر مستورد لخام النفط في العالم- إلى ضغوطات عديدة حالت دون تحقيقها تعافي اقتصادي بعد جائحة كورونا

تداولات النفط

وخلال تداولات أمس فقد سجلت العقود الفورية لخام برنت انخفاضا بنسبة بلغت 0.32% ووصلت إلى مستوى 89.71 دولارا للبرميل، وإلى جانب ذلك، شهدت عقود خام غرب تكساس الوسيط الفورية تراجعا بواقع 0.15% وسجلت نحو 86.55 دولارا للبرميل

تخفيض الانتاج من جانب السعودية وروسيا مع تخوف من ضعف الأقتصاد الصيني

ولقد شهدت أسعار النفط ضغوطا هبوطية على صعيد تداولات اليوم، مما دفعها للتراجع، بسبب حالة التخوف من ضعف الاقتصاد الصيني، في ظل تسجيلها أداءا سلبيا في أغلب مؤشراتها الاقتصادية، حيث سجل مؤشر مديري المشتريات Caixin للقطاع الخدمي داخل الصين أداءا سلبيا بشهر أغسطس، ونما بنحو 51.8 نقطة فقط، بأقل من توقعات الأسواق التي أشارت إلى نمو المؤشر بنحو 53.6 نقطة، مما يعكس تعرض الصين لتحديات تعيق تحقيقها التعافي الاقتصادي، والذي يشير إلى احتمالية ضعف الطلب الصيني على النفط الخام خلال الفترة المقبلة، نظرا لأن الصين تعتبر ثاني أكبر مستورد وداعم لخام النفط عالميا، بما تسبب في تراجع أسعار النفط

بالإضافة إلى ذلك، فقد تراجعت أسعار النفط الخام خلال التعاملات، وسط تحسن المعنويات بشأن احتمالية زيادة إمدادات النفط الإيراني في الأسواق خلال الفترة المقبلة، وبخاصة بعدما سجلت إيران ارتفاعا في حجم صادراتها النفطية خلال أغسطس الماضي، حيث ارتفعت صادرات إيران من خام النفط إلى 1.85 مليون برميل يوميا، وفقا لموقع تانكر تراكرز؛ وهذا عزز التفاؤل حيال وفرة المعروض النفطي وانعكس سلبيا على تحركات أسعار النفط الخام

هذا وقد أعلن الكرملين الروسي، اليوم الأربعاء، بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحدث هاتفيا، مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأن الاتصال تضمن التأكيد على التوافقات الأخيرة بشأن خفض الإمدادات ضمنت الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية. وأوضح الكرملين بأن الزعماء راضون للغاية عن التعاون بين البلدين ضمن تحالف أوبك بلس والتي تضم كبار منتجي النفط، مضيفا بأنه تم التأكيد خلال الاتصال الهاتفي على أن التفاهمات التي تم التوصل إليها بشأن خفض إنتاج النفط الخام، إلى جانب الالتزامات الطوعية للحد من إمدادات النفط الخام، تجعل من الممكن ضمان استقرار سوق الطاقة العالمية

وتجدر الإشارة إلى أن السعودية وروسيا، الدولتان الرائدتان في إنتاج النفط عالميا، قاموا بتمديد تخفيضات إمدادات النفط الطوعية حتى نهاية العام، وذلك على الرغم من ارتفاع سوق النفط وتوقعات المحللين بشح الإمدادات في الربع الرابع، حيث ستمدد روسيا قرارها بخفض صادراتها النفطية بمقدار 300 ألف برميل يوميا، في حين ستمدد السعودية خفضها الطوعي لإنتاج النفط بمقدار مليون برميل يوميا