تراجع أسعار النفط عالميا خلال تداولات أمس الخميس
تراجع أسعار النفط الخام بعد أرباح لعدة جلسات متتالية
شهدت أسعار النفط تراجعا واضحا منذ التعاملات المبكرة لجلسة يوم الخميس، واستمرت خسائر الخام رغم بيانات مخزونات النفط الإيجابية للغاية في الولايات المتحدة، وقرار مد تخفيضات الإنتاج من قبل كبار المنتجين في أوبك + ، مما وضع عقود النفط على الطريق نحو إغلاق الجلسة على تراجع للمرة الأولى بعد 7 أيام متتالية من الأرباح
تداولات النفط
وخلال تداولات أمس فقد تراجعت أسعار عقود خام برنت الآجلة بنسبة 0.92%، لتسجل 89.82 دولار للبرميل، كما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.85% ليسجل 86.82 دولار للبرميل، بعدما سجل كلا الخامين أعلى مستوياتهما منذ منتصف نوفمبر من العام الماضي بتعاملات أمس
أبرز العوامل والأحداث الجيوسياسية المؤثرة علي أسعار النفط
مع إعلان أوبك+ تخفيض إنتاجها من النفط يوم الثلاثاء الماضي، ارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في 10 أشهر هذا الأسبوع ، حيث أعلنت المملكة العربية السعودية مد خفض إمدادات النفط بمقدار مليون برميل يوميا حتى نهاية العام، على الرغم من أنها ستراجع هذا القرار بصفة شهرية ليتماشى مع متطلبات السوق، وأعقب هذا إعلان روسيا أيضا بأنها ستخفض إنتاج النفط بمقدار 300 ألف برميل يوميا، حتى نهاية العام
وأظهرت البيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية اليوم انخفاض مخزونات النفط بالولايات المتحدة للأسبوع السابع على التوالي، حيث شهدت مخزونات النفط الأمريكية تراجعا بواقع 6.3 ملايين برميل في الأسبوع الماضي، بينما كان من المتوقع انخفاضها بنحو 1.8 مليون برميل فقط، وجاء هذا بعدما سجلت مخزونات النفط الخام الأمريكية انخفاضا بحوالي 10.6 مليون برميل خلال الأسبوع الأسبق
وبعد صدور تلك البيانات الإيجابية، استجابت عقود النفط القياسية لها بشكل واضح، حيث قلصت خسائرها كثيرا لتستقر قرب مستويات إغلاق الجلسة السابقة، التي كانت الأعلى منذ نوفمبر الماضي، ولكن النفط عاود تعميق خسائره بعد ذلك ، لينخفض للمرة الأولى منذ 8 جلسات، حيث سيطرت مخاوف المستثمرين حيال تراجع الطلب العالمي على النفط على معنويات السوق، في ظل البيانات السلبية الأخيرة
وجاء هذا بعدما أظهرت البيانات الصادرة اليوم في ألمانيا – أكبر اقتصادات منطقة اليورو – انكماشا فاق المتوقع في الإنتاج الصناعي للبلاد خلال شهر أغسطس الماضي، بعد يوم واحد من البيانات التي أظهرت انكماش حجم الطلبيات الجديدة للمصانع الألمانية بأعلى وتيرة منذ أبريل 2020، وهو ما عزز المخاوف من ركود اقتصاد المنطقة. وتعززت تلك المخاوف بعد البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاءات الأوروبية – يوروستات – التي أظهرت مراجعة القراءة الأولية لمعدل نمو الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو على نحو منخفض للربع الثاني من العام، لتصبح 0.1% فقط، بعدما كانت القراءة الأولية قد أشارت لنمو اقتصاد المنطقة بواقع 0.3 بالمئة
كذلك استمرت البيانات السلبية في الصين، والتي كان آخرها مؤشر مديري المشتريات للقطاع الخدمي ، الصادر عن Caixin ، وهو ما دفع العديد من المؤسسات الدولية لخفض توقعاتها لنمو اقتصاد الصين – أكبر مستورد لخام النفط عالميا – مما وضع ضغوطا هبوطية قوية على أسعار النفط