ترقّب بيانات التضخّم الأمريكي فيما الين الياباني يهوي
ترقّب بيانات التضخّم الأمريكي في الأسواق الماليّة التي ستصدر هذا اليوم، فيما نرى الين الياباني يهوي بعد قرار الفائدة لبنك اليابان المركزي.
ثبّت بنك اليابان المركزي الفائدة في نفس نطاقها 0.0% – 0.1% كما توقّعت الأسواق المالية.
وأصدر بنك اليابان توقّعاته الاقتصاديّة، وخفّض توقعاته للنمو في الناتج المحلي الإجمالي الحقيق إلى 0.8% من 1.2% سابقاً.
وأظهر التقرير بأن بنك اليابان رفعاً في توقعات التضخّم إلى 2.8% من التقديرات السابقة لشهر يناير عند 2.4%.
من ناحية أخرى، صرّح محافظ بنك اليابان المركزي مشيراً إلى أن المركزي سيحافظ على الظروف المالية التيسيريّة في الوقت الحالي.
وأكّد بأن بنك اليابان المركزي يراقب سوق العملات الأجنبية وتأثيرها على الاقتصاد والأسعار.
وأشار إلى أن سياسة البنك لا تهدف للسيطرة على سعر الصرف بشكل مباشر، إلا أنّه أكّد إذا أثّرت حركة الين الياباني على التضخّم الأساسي، فقد يكون ذلك سبباً للتأثير على قرارات السياسة النقدية للبنك، وأكّد بأن انخفاض الين الياباني لم يكن له تأثير كبير على التضخّم حتى الآن، على حدّ قوله.
وبعد تصريحات رئيس بنك اليابان “كازو أويدا”، هوى الين الياباني أمام سلّة من العملات الرئيسية.
وتم تداول الين الياباني أمام الدولار الأمريكي في أدنى مستويات له منذ شهر مايو عام 1990، أي الأدنى منذ حوالي 34 عاماً.
ووصل الين الياباني لمستويات 156 ين للدولار الأمريكي الواحد لأوّل مرّة منذ ذلك الوقت.
وتعلّق الأسواق المالية آمالها بتدخّل المركزي أو حكومة اليابان لخفض سعر صرف الين الياباني. لكن، مع إشارة محافظ بنك اليابان إلى أن التدخّل سيكون مرتبطاً بالتأثير على لتضخّم، واصل الين الياباني تراجعه أمام العملة الخضراء.
وبعد قرار بنك اليابان، وفيما نرى الين الياباني يهوي، نرى الأسواق في ترقّب بيانات التضخّم الأمريكي لاحقاً هذا اليوم.
ترقّب بيانات التضخّم الأمريكي بحسب مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الجوهري
أغلب البنوك المركزية في العالم تعتمد على مؤشر أسعار المستهلكين، ومؤشر أسعار المستهلكين الأساسي في قراراتها.
لكن بالنسبة للاحتياطي الفيدرالي، فهو يفضّل استخدام مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الجوهري Core PCE.
ونجد الأسواق في ترقّب بيانات التضخّم الأمريكي بحسب هذا المؤشر والتي ستصدر لاحقاً هذا اليوم.
يوم أمس، صدرت بيانات النمو الاقتصادي لتظهر نموّاً أقل بكثير ممّا توقعّت الأسواق المالية.
وأظهرت بيانات الناتج المحلي الإجمالي نمو الاقتصاد الأمريكي الربع الأوّل الماضي 2024 بنسبة 1.6%.
وكانت الأسواق تعتقد بأن النمو سيناهز مستويات 2.5% للربع الأوّل. لكن، أثبتت البيانات انخفاضاً أكبر بالنمو الاقتصادي.
وكان الاقتصاد الأمريكي قد حقق نمواً نسبته 3.4% الربع الرابع 2023.
لكن رغم ذلك، جاءت بيانات طلبات البطالة الأسبوعية قوّة بأفضل من توقعات الأسواق، كما تستمر نتائج أعمال كبرى الشركات الأمريكيّة بالإشارة إلى اقتصاد قوي بشكل عام. على ذلك، ما زالت الأسواق تعتقد أن الفيدرالي لن يبدأ سلسلة خفض الفائدة قبل شهر سبتمبر المقبل.
وبحسب مجموعة CME (المصدر)، ترجّح الأسواق خفضاً بالفائدة في الولايات المتحدّة شهر سبتمبر المقبل باحتمال 59%.
لكن، أشار الفيدرالي بوضوح إلى أنّه سيبدأ خفض الفائدة عندما يكون متأكّداً بأن التضخّم متوجّه للهدف عند متوسط 2.0%.
وتتوقّع الأسواق اليوم أن تظهر بيانات مؤشر Core PCE اليوم انخفاضاً في التضخّم إلى 2.6% من 2.8%.
لكن على المستوى الشهري، تعتقد الأسواق أن التضخّم لشهر مارس بلغ 0.3%، بنفس قيمة شهر فبراير الماضي 2024.
وقد تكون هذه البيانات مؤثّرة في الأسواق المالية لأنها قد تؤثّر بتوقعات الفيدرالي في حال كانت نتائجها بعيدة عن التوقعات.
كما تنتظر الأسواق صدور القيمة المراجعة لثقة المستهلكين والتضخّم والصادرة من جامعة ميشيغان الأمريكية.
وتعتقد الأسواق أن القيم سيتم تثبيتها عند 77.9 نقطة لمؤشر ثقة المستهلكين، وهنالك ترقّب لقيمة توقعات التضخّم.
وكانت الجامعة قد رفعت مسبقاً توقعاتها للتضخّم إلى 3.1%.
بشكل عام، قد يكون لهذه البيانات تأثير على الأسواق في حال أظهرت قيماً بعيدة عن التوقعات.
كيف ستؤثّر البيانات الاقتصادية على الأسواق المالية؟
بما أن التأثير سيرتبط في مدى بعد البيانات الاقتصادية عن توقعات الأسواق، بالتالي، إذا ظهرت النتائج بشكل قريب من توقعات الأسواق فقد نرى حالة من التذبذب مع عدم وضوح في الاتجاهات.
وفيما نرى الأسواق في حالة من ترقّب بيانات التضخّم الأمريكي هذا اليوم، فإذا جاءت النتائج بعيدة عن التوقعات، ربما سنشهد تأثّراً للأسواق المالية بشكل أكثر وضوحاً مقارنة في حال جاءت قريبة من التوقعات.
إذا أظهرت بيانات مؤشر Core PCE انخفاضاً لما دون 2.6%، وانخفض التضخّم الشهري ما دون 0.3%:
في هذه الحالة، قد تتزايد احتمالات خفض الفائدة في الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي شهر سبتمبر وربما أيضاً قبله.
لذلك، ربما سنشهد تراجعاً بالدولار الأمريكي، ينعكس أيضاً على حركة الذهب بإيجابية على الأرجح.
أما مؤشرات الأسهم، وبتحييد جميع التأثيرات الأخرى، ربما تستفيد من نتائج بيانات أقل من توقعات الأسواق.
لكن، إذا أظهرت البيانات ثباتاً أو ارتفاعاً غير متوقّع في التضخّم، أي قيم فوق 2.8% للسنوي وفوق 0.3% للشهري:
عندها ربما سنرى بأن الأسواق ستبدأ في توقّع عدم خفض الفائدة إلا مع اقتراب الربع الرابع من هذه السنة.
وفي هذه الحالة، ربما سنرى ارتفاعاً ملموساً في الدولار، قد يؤثّر على الذهب سلباً، وربما ستتراجع الأسهم.
أما قيم قريبة من التوقعات، فقد تكون سبباً لحصول تذبذب أيضاً في الأسواق المالية.
مرّة أخرى، نتائج أعمال الشركات قد تكون ذات تأثير على توقعات الفيدرالي والأسواق المالية
فيما نرى الأسواق في ترقّب بيانات التضخّم الأمريكي هذا اليوم، ربما ستتأثّر أيضاً في نتائج أعمال الشركات.
بعد بيانات مايكروسوفت وكذلك ألفابيت وأيضاً إنتل التي جاءت أفضل من توقعات الأسواق يوم أمس، سنكون اليوم مع عديد من الشركات التي ستعلن عن نتائج أعمالها.
نتائج أعمال الشركات أصبحت الأسواق تعتبرها مؤشّراً اقتصادي هام، يُظهر مدى كفاءة وسلامة الاقتصاد أو تراجعه.
واليوم، سنكون مع شركة إكسون موبايل وشيفرون وغيرها الكثير من الشركات التي ستعلن عن نتائجها قبل افتتاح الأسواق الأمريكية.
بالتالي، يجب ألّا نستبعد تأثير نتائج أعمال الشركات على مؤشرات الأسهم الأمريكية.
وإذا تحرّكت مؤشرات الأسهم الأمريكية بشكل ملموس، عندها قد نرى انعكاس التأثير على الدولار، وبالتالي على أسعار الذهب.
ربما يهمّك أيضاً:
الذهب يتحرك قبيل صدور بيانات التضخم المفضلة لدى الفيدرالي الأمريكي
أسعار النفط ترتفع على خلفية التفاؤل الاقتصادي الأمريكي والتوترات في الشرق الأوسط