تزايد طلب الملاذ الآمن مع ترقّب بيانات اقتصادية
تزايد طلب الملاذ الآمن في الأسواق المالية وارتفع الدولار الأمريكي مقابل سلّة من العملات، كما توقّف انخفاض الذهب وعاود الصعود.
ونشهد تزايد طلب الملاذ الآمن في ظل مخاوف الأسواق من امتداد رقعة التوتّرات الجيوسياسية في قطاع غزّة لدولٍ مجاورة.
ويعتبر الدولار الأمريكي ملاذاً آمنا يزيد الإقبال عليه أوقات التوتّرات الاقتصادية والسياسية في العالم، مما دفع مؤشر الدولار للارتفاع.
وارتفع مؤشر الدولار الأمريكي مقابل سلّة من العملات الرئيسية اليوم الثلاثاء، محققاً مكاسب بـ0.2%، ضمن تداوله في نطاق 106 نقاط.
ومن الأسباب وراء الارتفاع في الدولار الأمريكي، هو تغيّر في توقعات الأسواق حيال الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
وارتفعت توقعات إجراء رفع بالفائدة شهر ديسمبر 2023 إلى أكثر من 32%، من احتمالية 27% قبل أسبوع.
كما نشهد تزايداً في احتمالات رفع الفائدة لشهر يناير المقبل 2024، لاحتمالية تزيد عن 35%، بارتفاع من أقل من 25% قبل أسبوع.
مصدر توقعات الفيدرالي (عبر الرابط).
وترى الأسواق المالية الآن بأن التوتّرات الجيوسياسية في الشرق الأوسط تهدد بعودة الارتفاع بمعدّلات التضخّم عالمياً.
ورغم ارتفاع مؤشر الدولار، نجد أن الذهب استطاع الاحتفاظ ببريقه، وتوقّف انخفاضه اليوم بعدما لامس الأدنى 1912 دولار.
وعاد سعر الذهب للتداول فوق 1920 دولار للأونصة الواحدة، مقارنة بأسعار وصلت إلى 1810 دولار سابقاً هذا الشهر.
وعندما ننظر إلى عوائد السندات الأمريكية، نجدها وقد ارتفعت، وحققت عوائد استحقاق عشرة سنوات تداولاً فوق 4.7% اليوم، كإشارة إلى أن الأسواق أصبحت تتوقّع أن تبقى الفوائد الأمريكية مرتفعة لفترة مطوّلة من الزمن.
فيما نرى تزايد طلب الملاذ الآمن في الأسواق، ترقّب لبيانات اقتصادية هامة
تترقّب الأسواق المالية اليوم صدور بيانات التضخّم الكندي، إلى جانب بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية.
وتتوقّع الأسواق أن يكون التضخّم الكندي قد استقرّ حول 4.0%، بعد أن انخفض على المستوى الشهري من 0.4% إلى 0.1%.
أما بالنسبة لبيانات مبيعات التجزئة الأمريكية، فتتوقّع الأسواق أن تُظهر البيانات الاقتصادية انخفاض نمو المبيعات إلى 0.3% شهر سبتمبر الماضي، مقارنة بنمو نسبته 0.6% شهر أغسطس الماضي 2023.
وبالنسبة لمبيعات التجزئة في القيمة الأساسية في الولايات المتحدّة، تتوقّع الأسواق أن يكون النمو انخفض من 0.6% إلى 0.2%.
فوق ذلك، ستصدر اليوم بيانات الإنتاج الصناعي الأمريكي، المتوقّع لها أن تظهر توقّفاً بنمو الإنتاج شهر سبتمبر الماضي.
أما بالنسبة لبيانات معدّل استغلال القدرات، فترى الأسواق أن البيانات ستظهر انخفاضاً من 79.7% إلى 79.6% في أميركا.
ولا تتوقّف البيانات الاقتصادية عند هذا الحد، بل سنكون مع بيانات مخزونات الأعمال وكذلك مؤشر NAHB لأسواق الإسكان.
وهذه البيانات قد تمتزج اليوم في حالة تزايد طلب الملاذ الآمن في الأسواق المالية، مما قد يجعل هذه البيانات ذات تأثير ملموس إذا جاءت نتائجها بعيدة عن التوقعات.
بيانات أفضل من المتوقّع بشكل ملموس قد يكون تأثيرها إيجابي على الدولار وربما سلبي ولو بشكل مؤقت على الأسهم.
فيما بيانات أسوأ كثيراً من التوقعات قد تكون سبباً لتراجع الدولار ومحاولات ارتفاع للأسهم.
وسبب التجاوب العكسي المحتمل للأسهم مع البيانات الاقتصادية، هو أن بيانات أفضل من المتوقّع قد تزيد احتمالات رفع الفائدة الفيدرالية، أو على الأقل أن تبقى مرتفعة لفترة طويلة جداً. بينما بيانات سلبية قد تقلل احتمالات رفع الفائدة.
لكن في كل الحالات، يجب أن نعلم بأن حالة تزايد طلب الملاذ الآمن في الأسواق المالية قد تجعل الأصول المتداولة تتجاوب بطريقة متذبذبة مع البيانات الاقتصادية.
ربما يهمّك:
النفط يتراجع وسط آمال بتخفيف العقوبات الأمريكية على فنزويلا
النفط يتخلي عن مكاسبه السابقة ويتراجع خلال معاملات صباح الأثنين