توتّرات سياسيّة وجيوسياسيّة تؤثّر بالأسواق مع ترقّب بيانات اقتصادية
توتّرات سياسيّة وجيوسياسيّة تؤثّر بالأسواق المالية العالمية في وقت تترقّب فيه الأسواق المالية بيانات اقتصادية قد تكون غاية في الأهميّة.
وتأثّرت الأسواق وما زالت تتأثّر بالتوتّرات السياسية في كوريا الجنوبية وكذلك في فرنسا.
فإعلان رئيس كوريا الجنوبية الأحكام العرفية الذي قوبل بالرفض وتم إيقافه، تسبب في مطالبات لعزله من منصبه وسط أحزاب المعارض.
كما وتثير فرنسا الآن مخاوف في الاقتصاد الأوروبي مع اضطراب سياسي وتوقعات بانهيار على نطاق واسع في الحكومة الفرنسيّة.
وأسقط نواب المعارضة في فرنسا الحكومة، مما دفع ثاني أكبر اقتصاد أوروبي إلى أزمة سياسية عميقة.
وتهدد الأزمة الفرنسية القدرة على التشريع والسيطرة على عجز هائل في ميزانيّة البلاد.
والتوتّرات في فرنسا تهز ثقة المستهلكين وكذلك الشركات، مما قد يؤثّر على مستقبل الاقتصاد الفرنسي.
وبالعودة إلى كوريا الجنوبية، هنالك مخاوف عالميّة مرتبطة في إنتاج السلع الإلكترونية والكهربائية وأشباه الموصلات في البلاد.
وهذا أيضاً يبقي على الثقة مهتزّة في الأسواق المالية العالمية.
ومن ناحية التوتّرات الجيوسياسية، تستمر المخاوف من التوتّرات الروسية الأكرانية وكذلك التوتّرات في الشرق الأوسط.
ويمتزج كل ذلك مع ترقّب لقرارات منظّمة أوبك+ والتوتّر الاقتصادي العالمي المرتبط بفوز المرشّح الجمهوري الأمريكي دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الشهر الماضي، ليمهّد ذلك لبدء جولة جديدة من حرب التجارة مع دول آسيوية وأوروبيّة، على رأسها الصين وكذلك ألمانيا.
وفي خضم كل هذا التوتّر العالمي، تعيش الأسواق المالية حالياً فترة ترقّب لصدور بيانات اقتصادية أمريكية قد تكون غاية بالأهميّة.
أهم المستجدات الأساسية المؤثّر بالأسواق التي تعيش مرحلة توتّرات سياسيّة وجيوسياسيّة:
التحليل اليومي للأسواق المالية العالمية 05-12-2024
توتّرات سياسيّة وجيوسياسيّة عالمية تخللّها تصريحات الفيدرالي الأمريكي
وسط قلق الأسواق من توتّرات سياسيّة وجيوسياسيّة حول العالم، شهدنا تصريحات من بنوك مركزيّة، منها الفيدرالي الأمريكي.
وصرّح رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي “جيروم باول” يوم أمس مشيراً إلى أنه يشعر بالارتياح في موقف السياسة النقدية الحالي.
وأشار إلى أن الفيدرالي الأمريكي يسير على مسار يهدف لتحقيق أسعار فائدة أكثر حيادية بمرور الوقت.
وهذا أعطى الأسواق سبباً للاعتقاد بأن الفيدرالي سيخفّض الفائدة هذا الشهر.
وبحسب مجموعة CME (المصدر)، تعتقد الأسواق بأن الفيدرالي الأمريكي سيخفّض الفائدة 25 نقطة أساس هذا الشهر.
لكن ضمن تصريحات رئيس الفيدرالي أمس، تم الإشارة إلى أن مخاطر ضعف النمو الاقتصادي أصبحت أقل، والمخاطر السلبية على أسواق العمل انخفضت.
وأشار إلى أن معدّلات التضخّم ارتفعت قليلاً خلال الفترة الأخيرة.
وأظهرت آخر بيانات للتضخّم بحسب مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الجوهري ارتفاع التضخّم من 2.7% إلى 2.8%.
وفي آخر تحديثات للبيانات الاقتصادية هذا الأسبوع، أظهرت قراءة مؤشر ISM لمديري مشتريات قطاع التصنيع ارتفاعاً.
وارتفع مؤشر مديري مشتريات قطاع التصنيع، والصادر من معهد التزويد الصناعي ISM ارتفاعاً إلى 48.4 من 46.5 نقطة.
وبالنسبة لأسواق الوظائف، فرغم انخفاض التوظيف في القطاعات الخاصة الأمريكية من 184 ألف إلى 146 ألف، إلا أن عدد الوظائف الشاغرة ارتفع بشكل ملموس من 7.37 مليون إلى 7.74 مليون وظيفة شاغرة.
لذلك، ارتأت الأسواق بأن تصريحات رئيس الفيدرالي تؤكّد بأن هنالك خفضاً بالفائدة هذا الشهر.
لكن في نفس الوقت، ترى الأسواق بأن خفض الفائدة خلال عام 2025 سيكون بطيئاً جداً.
ومن هنا، لاحظنا تداول مؤشر الدولار ضمن نطاقات محدودة نسبياً حول 106 نقاط، بارتفاع أسبوعي نسبته 0.4% تقريباً.
ورغم أن مؤشر الدولار انخفض الأسبوع الماضي بنسبة 1.6% تقريباً، إلا أن هذا الانخفاض جاء بعد 8 أسابيع من الارتفاع.
وبالنسبة لأسعار الذهب، رغم أن الدولار ارتفع، إلا أن الأسعار تتداول هذا الأسبوع باستقرار في نطاق بين 2657 و2621.
واستطاعت أسعار الذهب الاستقرار رغم الارتفاع بالدولار وسط توتّرات سياسيّة وجيوسياسيّة عالمية دعمت المعدن الثمين.
ترقّب بيانات طلبات البطالة الأسبوعية
في ظل تأثّر الأسواق المالية في توتّرات سياسيّة وجيوسياسيّة عالمية، تترقّب الأسواق اليوم بيانات طلبات البطالة.
وسيتم الإعلان اليوم عن طلبات البطالة الأسبوعية الأمريكية، المتوقّع لها أن تظهر ارتفاعاً طفيفاً من 213 إلى 215 ألف طلب.
هذا وستصدر اليوم أيضاً بيانات ميزان التجارة الأمريكي، وتتوقّع الأسواق أن تظهر البيانات انخفاض العجز إلى -75.2 مليار من -84.4 مليار دولار أمريكي.
البيانات الاقتصادية التي تترقّبها الأسواق اليوم لا تؤثّر بشكل كبير في العادة إلا إذا كانت نتائجها بعيدة جداً عن التوقعات.
فإذا جاءت بيانات البطالة الأسبوعية أقل كثيراً من التوقعات، وانخفض العجز التجاري أكثر من المتوقّع، فقد يرتفع الدولار.
أما العكس في حال ارتفعت طلبات البطالة كثيراً، وحصل ارتفاع غير متوقّع في العجز، فهنا ربما سنلاحظ هبوط الدولار.
فيما صدور البيانات بقراءات قريبة من التوقّعات أو عندها، قد يسبب حالة من التذبذب بالأسواق المالية.
تجدر الإشارة إلى أن الأسواق المالية تترقّب يوم غدٍ الجمعة صدور بيانات الوظائف الرسمية من الولايات المتحدّة.
لذلك، بيانات اليوم الاقتصادية قد يختلط تأثيرها في حالة الترقّب لبيانات يوم غدٍ الجمعة الهامة من أميركا.
ربما يهمّك أيضاً:
تراجع مخزونات النفط الأمريكية وضغوط على أسعار الخام
الذهب يتراجع عالميًا وسط حذر الأسواق قبيل صدور بيانات الوظائف الأمريكية