توقعات البنوك المركزيّة تخفف من آثار التوتّرات السياسية والجيوسياسيّة
توقعات البنوك المركزيّة في الدول العظمى في العالم تخفف من آثار التوتّرات السياسيّة والجيوسياسيّة العالمية، لنرى ارتفاعاً بأسواق الأسهم في عديد من الدول في العالم.
وتزايدت التوتّرات مع التغيّرات السيّاسيّة التي تحصل في سوريا، إلى جانب استمرار التوتّرات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
ومن روسيا وأوكرانيا، ما زالت الحرب المستعرة تؤثّر على توقّعات النمو في منطقة اليورو ودول الجوار ككل.
وبالانتقال إلى آسيا، نلاحظ بأن التوتّرات السياسية في كوريا الجنوبيّة مستمرّة، مع إعلان حظر سفر رئيس كوريا الجنوبيّة.
ومن الصين، صدرت تصريحات رئيس الصين هذا اليوم لتظهر بأن البلاد تستعد لعام 2025 وتحقيق الهدف الاقتصادي.
وبدى من حديث رئيس الصين وبشكل غير مباشر إلى أن بلاده تستعد لمرحلة حكم الرئيس ا لأمريكي ترامب، مع توقعات تفاقم حرب تجاريّة بين البلدين.
بل أن عودة دونالد ترامب للبيت الأبيض يشكّل بحد ذاته حالة من عدم اليقين عالمياً حيال مستقبل التجارة والاقتصاد العالمي.
كما أعلنت محكمة الاستئناف الأمريكية عن رفض إيقاف حظر تطبيق تيك توك، مما دعم ارتفاع أسهم شركة ميتا بلاتفورمز.
كل من سبق من توتّرات سياسيّة وجيوسياسيّة عالمية، سيختلط هذا الأسبوع مع استجابة الأسواق إلى توقعات البنوك المركزيّة في العام.
للمزيد عن توقعات البنوك المركزيّة حول العالم عبر الفيديو التالي:
الفيديو عبر صفحتنا الرسمية فيسبوك
البيانات والمستجدات الاقتصادية التي تترقّبها الأسواق هذا الأسبوع
بدأ الأسبوع مع تأثّر واستجابة الأسواق إلى توقعات البنوك المركزيّة الكبرى في العام، ليشمل ذلك المركزي الأوروبي وكذلك بنك كندا المركزي والاحتياطي الأسترالي وأيضاً البنك الوطني السويسري.
كما ستصدر هذا الأسبوع عدّة بيانات اقتصادية أمريكية قد يكون لها أهميّة للأسواق المالية.
بيانات الوظائف الأمريكية الأسبوع الماضي
أظهرت بيانات الوظائف الأمريكية التي صدرت الجمعة الماضي ارتفاعاً لم تتوقّعه الأسواق في معدّل البطالة.
وارتفع معدّل البطالة من 4.1% إلى 4.2% شهر نوفمبر الماضي 2024.
لكن بيانات الوظائف المستحدثة في القطاعات غير الزراعية أظهرت ارتفاعاً ملموساً من 36 ألف لشهر أكتوبر إلى 227 ألف بنوفمبر.
وبالانتقال إلى معدّل نمو الأجور، أظهرت البيانات ارتفاع معدّل نمو الأجور في الساعة بنسبة 0.4% شهر نوفمبر.
هذا المزيج من البيانات الاقتصادية جعل الأسواق ترجّح وبشكل كبير خفض الفائدة في الاحتياطي الفيدرالي هذا الشهر.
وبحسب مجموعة CME (المصدر)، تتوقّع الأسواق خفض الفائدة 25 نقطة أساس في الفيدرالي باحتمال يفوق 83%.
وزادت توقعات خفض الفائدة مع ارتفاع معدّل البطالة.
لكن، بيانات الوظائف المستحدثة جعلت الأسواق في حيرة حيال مستقبل الفوائد عام 2025، وأصبحت ترجّح خفضها 100 نقطة أساس أو حتى أقل من ذلك.
ولذلك شهدنا الدولار الأمريكي يتداول ضمن نطاقات، لكن ضمن مستويات تعتبر مرتفعة نسبياً.
وتترقّب الأسواق المالية الآن بيانات اقتصادية أمريكية عديدة، قد تؤثّر في توقعات الفيدرالي، ربما ليس على قرار هذا الشهر، بل العام المقبل.
أهم البيانات الاقتصادية الأمريكية للأسبوع
في ظل توقعات البنوك المركزيّة حول العام بخفض الفائدة، تشير أيضاً التوقعات لاحتمال خفض الفائدة الفيدرالية.
لكن، بالنسبة للعام المقبل، ربما تغيّر البيانات الاقتصادية التوقعات المستقبلية للفائدة.
وهذا الأسبوع سنكون مع البيانات الاقتصادية الأمريكية التالية:
اليوم الإثنين:
سنتوقّف مع بيانات القراءة النهائية لمؤشر نمو مخزونات الجملة، والتوقعات بتثبيت القراءة عند 0.2%.
وتأثير بيانات أميركا الاقتصادية اليوم يعتبر قليل نسبياً، لكن لا يجب استبعاد تذبذب بالأسواق في ظل استمرار التوتّرات السياسية والجيوسياسية.
غداً الثلاثاء:
سيصدر يوم الثلاثاء مؤشر NFIB للأعمال الصغيرة، وهو أيضاً مؤشّر ذو تأثير محدود على الأسواق المالية.
كما سنكون من أميركا مع القراءة المراجعة للإنتاجية في القطاعات غير الزراعية، وأيضاً تكاليف العمالة.
وكل هذه البيانات الاقتصادية ذات تأثير محدود في العادة، إلا أذا جاءت القراءات بعيدة جداً عن التوقعات.
وتتوقّع الأسواق صدور قراءة NFIB بارتفاع من 93.7 نقطة إلى 94.7 نقاط.
وبالنسبة للقراءة المراجعة للإنتاجية في القطاعات غير الزراعية، تتوقّع الأسواق ارتفاعاً من 2.2% إلى 2.3%.
أما تكاليف العمالة، فتعتقد الأسواق أن المؤشر سيظهر تراجعاً من 1.9% إلى 1.3%.
الأربعاء:
في ظل أسبوع تتأثّر فيه الأسواق في توقعات البنوك المركزيّة حول العالم، قد يكون يوم الأربعاء مؤثّراً على توقعات الفيدرالي.
وسيتم الإعلان يوم الأربعاء عن مؤشر أسعار المستهلكين من الولايات المتحدّة، وهو مؤشر تضخمّي.
ورغم اعتماد الفيدرالي على مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي، إلا أن أسعار المستهلكين يعتبر مؤشراً مهمّاً أيضاً.
سابقاً، أظهر مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي ارتفاعاً من 2.7% إلى 2.8%.
وهذا الأسبوع، تعتقد الأسواق أن أسعار المستهلكين ربما تشير لارتفاع التضخّم في الأسعار الاستهلاكية إلى 2.7% من 2.6%.
وبالنسبة للقراءة الأساسية لمؤشر أسعار المستهلكين، تتوقّع الأسواق ارتفاع المؤشر من 3.3% إلى 3.4%.
ويعتبر مؤشر أسعار المستهلكين من المؤشرات ذات التأثير العميق على الأسواق المالية في حال جاءت النتائج بعيدة عن التوقعات.
الخميس:
سنكون يوم الخميس مع بيانات أسعار المنتجين من أميركا، وهي أيضاً بيانات تضخمّية.
وتعتقد الأسواق أن مؤشر أسعار المنتجين ربما يكون قد ارتفع من 0.2% إلى 0.3.% على المستوى الشهري.
كما سيتم الإعلان عن قراءة طلبات البطالة الأسبوعية، وتوقعات انخفاض عدد الطلبات من 224 ألف إلى 221 ألف طلب.
الجمعة:
بيانات أميركا المجدولة على الأجندة الاقتصادية ليوم الجمعة قليلة، وتقتصر على بيانات مؤشر أسعار الواردات.
وتتوقّع الأسواق أن يظهر المؤشر تراجعاً بنسبة -0.2% في الأسعار، بعد أن كانت القراءة السابقة عند ارتفاع الأسعار 0.3%.
توقعات البنوك المركزيّة وموعد صدورها هذا الأسبوع
سنكون يوم الثلاثاء مع قرار الاحتياطي الأسترالي، المتوقّع أن يظهر تثبيت الفائدة عند 4.35%.
أما يوم الأربعاء، سيصدر قرار بنك كندا المركزي المتوقّع أن يخفّض فيه الفائدة 50 نقطة أساس إلى 3.25%.
يوم الخميس، سيصدر قرار البنك الوطني السويسري المتوقّع أن يتم فيه خفض الفائدة من 1.00% إلى 0.75%.
كما سيصدر الخميس قرار البنك المركزي الأوروبي المتوقّع أن يخفّض فيه الفائدة 25 نقطة أساس إلى 3.15%.
بيانات اقتصادية ومستجدات أخرى
إلى جانب البيانات الاقتصادية الأمريكية، وكذلك قرارات البنوك المركزيّة المشار لها، سنكون مع عدد من البيانات الاقتصادية من الدول الأخرى.
ونستطيع أن نلخص بعض أهم المستجدات الاقتصادية المنتظرة هذا الأسبوع كما يلي:
الثلاثاء ميزان التجارة الصيني، وكذلك اجتماعات منظّمة أوبك.
الأربعاء مع أسعار المنتجين من اليابان ومبيعات التصنيع من نيوزلندا.
الخميس يوم الوظائف في أستراليا.
أما يوم الجمعة، فسوف نكون مع الناتج المحلي الإجمالي البريطاني، إلى جانب ميزان التجارة الألماني ومؤشر تانكان الياباني.
ربما يهمّك أيضاً:
النفط يهبط لأدنى مستوى في 3 أسابيع بعد قرار أوبك بلس مع توجه الأنظار لضعف الطلب
أسعار الذهب تسجل ارتفاعًا، وذلك بعد صدور بيانات أقوى من المتوقع حول الرواتب في نوفمبر